رئيس التحرير
عصام كامل

لدى الله.. بابا حنين (21)

عندما بشر الملاك جبرائيل أمنا العذراء القديسة مريم بميلاد ربنا يسوع المسيح -له كل المجد- أعطاها إشارة إذ أخبرها بحمل اليصابات في عمر الشيخوخة، وكانت حملت اليصابات في القديس يوحنا المعمدان السابق والصابغ والشهيد، والذي كان هو الصوت الصارخ في البرية ليعدوا طريق الرب.

 

وعندما نتأمل سويًا في الاصحاح الأول من بشارة معلمنا لوقا والذي يحمل في طياته بشارة الملاك للعذراء مريم، نتوقف بهدوء أمام العدد37 إذ يقول: "أَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى الله"، ففي صوم الميلاد ونحن نقترب من أيام الفرح والاستعداد لميلاد المسيح في قلوبنا.. نتذكر بأن لا مستحيل لدى الله.

 

فالذي جعل العاقر تحمل والعذراء تلد، هو أيضًا من يستطيع أن يجعل قلوبنا تبتهج مهما بدت الظروف تحيل بيننا وبين أفراحنا لأن آمالنا وأحلامنا وأمانينا المعلقة هي بين يدي القدير العلي، وليست في يد الدنيا ولا تتحقق بإرادة الحياة، ولكن بنعمة الله القوية ومحبته الصادقة لنفوسنا نحن جبلته وصنعة يديه الحنونة.

 

قبل أن تنظر لمستحيلات الحياة بعين اليأس، ارفع عينيك إلى الله بروح الأمل والإيمان، روح التصديق بأن الله يقدر أن يفرح قلبك كما أفرح قلب زكريا الكاهن واليصابات زوجته بيوحنا المعمدان، وأن مستحيلات الحياة تتزلزل أمام كلمة الله الصادقة والأمينة والذي بيده أن يدير كل شئون الحياة وحياتك الخاصة أيضًا.

 

 

فالله لم ولن يتركك في الحياة بمفردك، بل في كل موقف وكل لحظة ستلمس يد الله في كل تجربة تمر بها وتشهدها، إذ ستجد نعمته القوية تعضدك لتكمل، وقوته تمحي كل عقبة تحول بينك وبين فرحك، لأنك غالي على قلبه، ولأنه هو بابا حنين.
Instagram: @pwagiih

الجريدة الرسمية