رئيس التحرير
عصام كامل

الرسوب في طب قنا وأسيوط.. حصاد الغش وأشياء أخرى!

رسوب 70% من طلاب أولى طب قنا وهو رقم يفوق ما أصاب نظيرتها في أسيوط والتي كتبنا عنها هنا قبل أسبوع ندق أجراس الخطر وننبه لخطورة الغش في امتحانات الثانوية العامة وما أشيع عن لجان أولاد الأكابر التي جرى عقدها عمدًا في بعض محافظات الصعيد والتي شهدت حالات غش بالجملة فيما مضى.. وكان من تجلياتها ونتائجها المباشرة سقوط صفوة الطلاب في بئر  التراجع الدراسي؟! 


ما حدث في طب قنا محزن ومؤسف ويطرح سؤالًا مهمًا: فكيف نأمن، مستقبلًا،على أرواح البشر بين أيدى أطباء تقول أولى نتائجهم الجامعية في محراب الحكمة إن هؤلاء حصدوا مجاميع مرتفعة غير مستحقة في الثانوية العامة؛ بدليل رسوب كل هذا العدد ليس في كلية واحدة بل في كليتين مرموقتين من كليات الصعيد!  


كنا نرجو أن يعاد التحقيق فيما حدث في لجان الأكابر في ضوء ظاهرة الرسوب المتكرر في كليتي طب أسيوط وقنا بعدما فجرت الواقعتان حالة جدل على مواقع التواصل الاجتماعي من المؤكد أنها لن تقف عند حدود الفضاء الإلكتروني بل ستتخطاها لتضرب سمعة التعليم عامة، والطب في مصر على وجه الخصوص في مقتل.  

حصاد الغش


المدهش أن امتحانات طب أسيوط وقنا لم يتغير مستواها هذا العام عن الأعوام السابقة كما صرح بذلك عميدا الكليتين حتى أن جميع فرقهما الدراسية- باستثناء الفرقة الأولى- حققت نسب نجاح معقولة تجاوزت 75%.. فماذا حدث.. وهل يؤكد تكرار الظاهرة أنها الحصاد  المر للسكوت على الغش؟!

 

وإذا تأكد لنا من التحقيقات التي اضطلعت بها لجنة عليا من التربية والتعليم رصدت سعى البعض  لتكوين بؤر جديدة للغش في الامتحانات، خاصة داخل الإدارات التعليمية بمحافظات سوهاج وأسيوط وقنا، وتبين لها وجود 600 تحويل لطلاب ثانوية عامة من مدارس رسمية حكومية إلى مدارس خاصة داخل نفس الإدارة التعليمية التابعين لها.. 

 

أملًا منهم في أن يتم تسكينهم في لجان امتحانية بعينها وطمعا في ممارسة الغش في الامتحانات، وأن بين الـ600 تحويل قرابة 250 تحويلا تم لمدرسة خاصة واحدة وهو ما جرى تداركه بإعادة توزيع الطلاب على لجان سير الامتحان، لإحباط أي محاولة غش.. 

 

 

لكن لم تقل لنا الوزارة هل هذه أول محاولة للغش الجماعي أم جرت وقائع أخرى تحت جنح الصمت ولم يكشف عنها النقاب وقتها.. وإلى أي مدى وصل الغش في الثانوية العامة التي هى بنظامها الحالي آفة يجب استئصالها بتغيير جذري يجعل التعليم والتحصيل والتقويم مختلفًا وحقيقيًا يحقق الجودة المطلوبة دون عناء دروس خصوصية وغش ونمطية أراها سببًا أساسيًا لتراجع التعليم في مصر.. نتائج طب قنا وأسيوط فرصة للمراجعة وتصحيح المسار إذا أردنا تعليمًا منتجًا بلا غش ولا مواجع!

الجريدة الرسمية