رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس ‬مركز‬ التكامل ‬المصرى ‬السودانى: الدعم السريع "صنيعة خارجية".. وأصابع خارجية تلعب بالسودان.. ودقلو خطط لاغتيال قيادات الجيش (حوار)

جانب من حوار أسرة
جانب من حوار أسرة فيتو ووزير الزراعة السودانى السابق، فيتو

 

>> قوات الدعم السريع نشأت تابعة للجيش السوداني وكانت متخصصة في حرب العصابات 
>> هناك 18 من 19 ولاية آمنة ولا يوجد بها أي معارك
>> لا صراعات في الولايات المنتجة للغذاء ويتوافر بها مخزون من الذرة والقمح
>> قوات الدعم السريع تأسست لمساعدة الجيش السوداني في محاربة متمردي دارفور 
>> أتوقع تكليف الجيش لحكومة تسيير أعمال لفترة محددة وبعدها يتم إجراء انتخابات عامة
>> دقلو حصل على درجة فريق تجاوزا دون أن يدخل الكلية الحربية وليس له علاقة بالعسكرية
>> قوات الدعم السريع أصبحت وحدات مشتتة فى الأحياء السكنية لتجنب ضربات سلاح الجو السودانى
>> قوات دقلو لديها ارتباطات خارجية بدول كثيرة وبعضها ضار بالدولة السودانية 
>> هذا هو سبب عدم تكرار سيناريو سوار الذهب فى ثمانينيات القرن الماضى 
>> بعض الدول الكبرى تعتبر السودان مخزنا للموارد المستقبلية ولا تسمح بحدوث أي استقرار فيها
>> هناك طرف ثالث يحرك الأمور من خلف الستار وقوات الدعم الآن.. جيوب داخل الأحياء السكنية بالخرطوم
>> نصف قوات الدعم السريع أعلنت استسلامها وعادت إلى صفوف القوات المسلحة
>> قوات الدعم السريع استغلت حراستها للقصر الجمهورى ومقر الإذاعة وحاولت السيطرة عليهما
>> القوات الانقلابية مشتتة فى الأحياء السكنية داخل الخرطوم
>> رفض شروط الاتفاق الإطارى بداية انقلاب الدعم السريع على الجيش
>> الجيش السودانى سيستعيد سيطرته على البلاد بالكامل خلال أيام
>> السودان قادر على سد احتياجات مصر والمنطقة العربية من المنتجات الزراعية والغذائية
>> تنافر الأحزاب السياسية والتدخلات الأجنبية سبب عدم انتخاب رئيس للسودان منذ 2019


 

كشف ‬الدكتور ‬عادل‬ عبد ‬العزيز ‬الفكى، رئيس ‬مركز‬ التكامل ‬المصرى ‬السودانى ‬بالقاهرة، حقيقة ما يحدث فى السودان، وأوضح حقيقة النزاع، ومدى قدرة قوات الدعم السريع على اختطاف السلطة، وفى المقابل قدرة الجيش على حسم الموقف كاملا خلال أيام، على حد تعبيره.
تحدث الفكى أيضًا خلال حواره مع "فيتو" عن ‬تاريخية ‬العلاقات ‬المصرية‬ السودانية، وأوضح ‬ما ‬يجمع ‬البلدين‬ من‬ قواسم مشتركة ‬ومصير ‬واحد وسبل‬ التعاون‬ الاقتصادى ‬بين ‬القاهرة ‬والخرطوم ‬فى ظل الأحداث المتصاعدة فى الخرطوم، وكيف لمصر أن تساعد فى لم الشمل العربى والسودانى لأنها حاضنة العرب، ‬موضحا أن الوقت ‬الحالى ‬يتطلب ‬أكثر ‬من ‬أى‬ وقت‬ مضى‬ التقارب‬ والتكامل‬ المثمر ‬بين‬ الجانبين،‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ وإلى نص الحوار:

 

*بداية، ما مصير التكامل الاقتصادى المصرى السودانى فى ظل الصراعات الحالية؟

خلال فترة الحرب التى يخوضها الجيش لمحاربة المتمردين حدث خلل أمنى، وكل الجهات التى تعمل فى إطار العمل السياسى والتجارى والدبلوماسى تضطر لإيقاف أعمالها، وهذا ما جعل الكثير من الدول تجلى رعاياها من السودان، للحفاظ على سلامتهم، وبالتالى الشركات التى مقرها الخرطوم عملت على إجلاء موظفيها وتجميد العمل برئاسات الشركات، ولكن فى حالة التحدث عن الأمن الغذائى والمشروعات الغذائية فهى خارج ولاية الخرطوم التى تشهد الصراعات الآن، مما يجعلها ولايات آمنة ولا يوجد بها أي مشكلات أو أزمات تؤثر على الأمن الغذائى للبلاد أو التكاملات الاقتصادية المختلفة.
ويوجد العديد من الشركات المصرية فى ولاية النيل الأزرق، والولاية الشمالية، تعمل بكامل قدراتها، وهذا لأنه لا يوجد أي خلل أو مشكلات أمنية أو صراعات عسكرية، وأؤكد أن الجيش السودانى سوف يستعيد زمام الأمور خلال الأيام المقبلة لتستقر بعدها الأوضاع فى البلاد.

*هل من المتوقع تراجع معدلات التبادل التجارى بين مصر والسودان بسبب الحرب؟

بالفعل الحرب أثرت على التبادل التجارى بين مصر والسودان، ولكن ليس بالشكل الذى يتصوره البعض، وطبعا هذه الفترة مؤقتة، وسوف يتم عودتها بالكامل خلال فترة زمنية قصيرة، حيث كان حجم التبادل التجارى بين البلدين حوالى 1.3 مليار دولار خلال 2023، وصدرت مصر للسودان سلعا بقيمة 700 مليون دولار، فى المقابل صدرت السودان لمصر بقيمة 600 مليون دولار، وهناك توقعات بزيادة معدلات التبادل التجارى بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
وأؤكد أن السودان لديه بنية تحتية ومشروعات زراعية قادرة على سد احتياجات مصر والمنطقة العربية من المنتجات الزراعية والغذائية، حيث صنفتها منظمة الأغذية والزراعة العالمية بأنها واحدة من بين 3 دول فى العالم بجانب كندا وأستراليا قادرة على سد احتياجات العالم من الغذاء، ونستطيع خلال عامين فقط توفير كافة احتياجات مصر من القمح، لأن الدولة لديها البنية التحتية التى تساعدها فى هذا الأمر.

 

*فى حالة استمرار الوضع على ما هو عليه فى السودان.. ما مصير الصادرات خلال الفترة المقبلة؟

أتوقع سيطرة الجيش السودانى على الأوضاع خلال فترة قصيرة، ولكن فى حالة استمرار الصراع لشهر أو أكثر فإنه بالتأكيد مناطق العمل الزراعى غير متأثرة بسبب الصراع، والحركة الاقتصادية تتم عبر البنوك، وأصبحت بالفعل معطلة فى العاصمة الخرطوم، ولكن من الممكن تحويلها للولايات الأخرى لاستئناف عملها، وبالتالى لن تتأثر حركة الصادرات والواردات حتى مع استمرار الحرب فى البلاد لأنها منحصرة فى العاصمة فقط.

*ما حكاية تأسيس قوات الدعم السريع من البداية، وماعلاقتها بالجيش السودانى؟

قوات الدعم السريع تكونت فى بداية هذه الألفية، وجاء قرار تشكيلها لتكون تابعة للجيش السودانى ومساعدته فى محاربة المجموعات المتمردة الموجودة فى دارفور غرب السودان، التى كانت تعمل بأساليب حرب العصابات، مما جعل وقتها هناك أهمية لتكوين قوة تتبع نفس الأسلوب، تتمتع بسرعة الحركة ولديها كفاءة قتالية عالية.
أدى هذا الدور قوات الدعم السريع، وبعد أحداث ثورة ديسمبر 2019، وكان لها تواجد مكثف فى ولاية الخرطوم، وقام الجيش السودانى بتكليفها بحراسة بعض المرافق الاستراتيجية مثل القصر الجمهورى ومقر الإذاعة وأجزاء من الخرطوم والبوابات التابعة للقيادة العامة للجيش.
وتطور الأحداث فى السودان جعل قوات الدعم تتمرد على الجيش والحكومة السودانية، حتى تم تصنيفها كميليشيات سودانية متمردة لأنها لم تعد تخضع لقيادة الجيش السودانى، وكان لا بد للحكومة والجيش من استعادة السيطرة على الوضع وحسم أمر قيادات هذه القوة والتى يرأسها محمد حمدان دقلو، والذى تم منحه درجة فريق تجاوزا لأنه لم يدخل الكلية الحربية ولم يكن له علاقة مهنية احترافية بالعسكرية.

 

*كيف كانت بداية الحرب بين قوات الدعم والجيش السودانى؟

بدأ تمرد قوات الدعم على الجيش السودانى فى أواخر شهر رمضان الماضى، حينما شرعت فى الاستيلاء على بعض المرافق الاستراتيجية، وهددت العديد من المطارات ومن أبرزها مطار مروى، بهدف الاستيلاء على مهبط جوى لتسهيل الدعم الخارجى لها، ولكن القوات المسلحة تمكنت من استعادة السيطرة على المطار، وكافة المواقع التى كانت تنطلق منها قوات الدعم حول العاصمة الخرطوم.

 

*وكيف كان رد الجيش السودانى على قوات الدعم؟

بعد التمرد الذى قامت به قوات الدعم ضد الجيش السودانى، كانت الخطوة الأولى أمام القوات المسلحة هى احتلال المراكز الرئيسية للدعم السريع وتصفيتها، والقضاء على مخازن المؤن والأسلحة والذخائر بواسطة سلاح الجو، بالإضافة إلى سيطرة عناصر المشاة على المعسكرات، حتى لا تتمكن هذه القوات من الصمود أمام الجيش
ولذلك فإن هذه القوات الآن عبارة عن جيوب داخل الأحياء السكنية بالخرطوم، والمعارك تتمركز داخل ولاية الخرطوم فقط من أصل 19 ولاية فى الدولة، مما يعنى أن هناك 18 ولاية آمنة ولا يوجد بها أي معارك.

 

*لو رجعنا إلى بداية الأزمة.. ما هى أسباب الاشتباكات التى اندلعت بين الطرفين؟

جاءت بداية هذه الأزمة، عندما خطط قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو لانقلاب عسكرى على الجيش السودانى باعتقال واغتيال قياداته، وتقديم نفسه كقيادة بديلة
ولكن تم كشف هذا المخطط والتعامل معه لمنع الانقلاب العسكرى الذى كانت تحتضنه وتدعمه بعض القوى السياسية داخل السودان، إلا أن المخابرات السودانية تنبهت لهذا المخطط ونفذت بعض العمليات التى أحبطته ودمرت المعسكرات الرئيسية التابعة لقوات الدعم.

 

*البعض يتحدث عن مجاعة على الأبواب بسبب الحرب.. ما ردكم على هذا؟

بعض وسائل الإعلام الخارجية هى التى تتحدث عن وجود نقص غذائى وملامح مجاعة، وهذا ليس صحيحا ولا ينقل بصدق ما يحدث فى السودان، لأن الولايات المنتجة للغذاء لا يوجد بها أي مشكلات أو صراعات، ويوجد بها مخزونات من الحبوب الرئيسية المتمثلة فى الذرة والقمح الذى يتناوله المواطنون، ولكن التأثر فى الوقت الحالى داخل ولاية الخرطوم فقط، والتى تعتبر واحدة من ضمن 19 ولاية، كما أشرنا نتيجة الحرب التى يخوضها الجيش ضد مليشيات الدعم السريع، مما تسبب فى العديد من عمليات النزوح للولايات السودانية الأخرى.
كما أن بعض المواطنين نزحوا إلى عدة دول حدودية مع السودان مثل جمهورية مصر العربية، التى استقبلتهم بروح طيبة عبر المعابر، وهذا ليس من جانب الحكومة المصرية فقط، ولكن الشعب المصرى عبر عن مدى صداقته مع السودانيين وحبه العميق للشعب وقدم لهم كل ما يحتاجونه من غذاء واحتياجات أخرى.

 

*ما علاقة الاتفاق الإطارى باندلاع الحرب فى السودان؟

المجموعة الخاصة بثلاثة أحزاب سياسية صغيرة فى السودان أرادت وضع بنود في "الاتفاق الإطاري"، لدمج الدعم السريع فى الجيش السودانى خلال فترة زمنية طويلة تصل إلى 10 سنوات، ولكن الجيش اعترض على هذا المقترح لأنه يؤدى لتفكك للدولة فى وجود جيشين بوقت واحد، واقترح الجيش فترة زمنية لا تتجاوز عامين لإحداث الدمج الكامل بين قوات الدعم والجيش.
ومع اصرارهم على العشر سنوات خططوا مع حميدتى للاستيلاء على الحكم بدعوى رفض الجيش السودانى للاتفاق الإطارى، وإعلان حميدتى نفسه قائدا للقوات المسلحة والموافقة على الاتفاق الإطارى وفقا للشروط التى وضعتها هذه الأحزاب، مما جعلها بمنزلة حاضنة سياسية لتحركات قائد قوات الدعم السريع، ويجب أن أؤكد أن هذه القوات أصبحت عبارة عن وحدات مشتتة فى الأحياء السكنية لتجنب ضربات سلاح الجو السودانى.

 

*هل هناك اتجاه داخل السودان لعقد مفاوضات بين الجيش وقوات الدعم السريع؟

هناك مفاوضات بدأت فى جدة أمس السبت 6 مايو بين وفدى الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، ونأمل أن تضع حدا للمعارك الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي.

 

*وهل هناك حالات استسلام أو انشقاق فى صفوف الدعم أم لا؟

يوجد عدد من الخسائر فى صفوف المدنيين، من المواطنين ضحايا الاشتباكات، ووصلت أعدادهم حتى الآن إلى 500 قتيل و3200 جريح، وبالنسبة للقوات التى أعلنت استسلامها أو انشقاقها فى صفوف الدعم السريع، فإنه يتم الحديث عن أعداد كبيرة جدا ليست فى الخرطوم فقط، ولكن فى الولايات الأخرى، وهذا لأن هناك عددًا كبيرًا من قيادات الدعم فى الولايات الأخرى من الجيش السودانى، وتم توجيه دعوات لانسحابها من قوات الدعم وتسليم نفسها لأقرب وحدات تابعة للجيش.

*وكم عدد قوات الدعم السريع؟

تقدر قوات الدعم السريع بحوالى 100 ألف فرد، متواجد منهم فى الخرطوم فقط نحو 50 ألف جندى، ووفقا للتقديرات فإن نحو 50 ألف جندى كانوا متواجدين خارج الخرطوم وأصبحوا خارج نطاق الخدمة بعد انضامهم إلى الجيش السودانى.

 

*حدثنا عن تأثير أحداث السودان على سد النهضة.. وهل تستغل إثيوبيا هذه الأزمة؟

لا يوجد ربط مباشر للأزمة السودانية الحالية، والخلاف القانونى مستمر بين مصر والسودان مع إثيوبيا بشأن سد النهضة، وهذا لأن الدولتان مازالتا تطالبان إثيوبيا بتحديد المعايير الفنية والسماح بوجود مراقبة مشتركة فى ملء وتفريغ سد النهضة.

 

*بالنظر إلى العلاقات المعقدة بين قوات الدعم والحكومة الإثيوبية.. كيف ترى المشهد حال وصولهم إلى الحكم فى السودان؟

قوات الدعم السريع لديها ارتباطات خارجية بدول كثيرة، وبعض هذه الارتباطات ضار بالدولة السودانية لهذا تحرك الجيش السودانى لكى يحسم أمر القوات المتمردة، وحتى لا تصبح علاقتها المحدد لمسار العلاقات السودانية مع الدول الأخرى.

 

*هل الصراعات الدائرة الآن لها تأثير على السدود السودانية ومشروعات الرى.. وما تأثير ذلك على مصر؟

قوات الدعم السريع عندما نشأت كانت تابعة للجيش السودانى، وتعتبر قوة متخصصة فى حرب العصابات لهذا يقتصر تسليحها على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة فقط، ما يجعلها بطبيعتها غير قادرة على التأثير فى المنشآت الضخمة، وتدمير السدود وغير من المشروعات المختلفة خاصة المتعلقة بالرى.
ولكن سياسيا إذا كانت هذه القوات استطاعت السيطرة على الحكم فى السودان كان سوف يحدث خلل فى العلاقات السودانية مع الدول الأخرى بما فيها الاتفاقيات الدولية التى تمت الموافقة عليها خلال الفترة الماضية، وبفضل الجيش لم تتمكن من السيطرة وبسط نفوذها على الحكم فى الدولة.

 

*لماذا يتهم المتمردون نظام البشير والإخوان بالوقوف خلف الأحداث الجارية؟

طبعا قوات الدعم السريع تبحث عن التعلق فى أي حكاية أو سردية لكى تبرر للشعب موقفها، وتجذب المواطنين لموقفها، ومن المؤكد أن الأوضاع فى البلاد منذ عام 2019 حدث بها تغيير كبير فى بنية الحكم، وأعلنت القيادات القديمة أنها لا ترغب فى العودة مرة أخرى إلا بعد أن عمل انتخابات، وحقيقة لا يوجد أي نشاط لجماعة الإخوان فى السودان، ولدينا جيش قوى يعمل على بسط سيطرته على كافة المناطق داخل البلاد.

 

*ما هى السيناريوهات المتوقعة ما بعد حسم الجيش السودانى الأوضاع فى البلاد؟

الجيش السودانى يحتاج إلى فترة من الزمن يستطيع من خلالها ترتيب الأمور الأمنية، وبالتالى نتوقع أن يتم تكليف الجيش لحكومة تسيير أعمال لفترة محددة، وبعدها يتم تنظيم انتخابات عامة تمهد لاستلام الحزب السياسى الذى يحوز على غالبية الأصوات السلطة.

*ما سر توقف التحول الديمقراطى بعد ثورة 2019 وعدم انتخاب رئيس للبلاد حتى الآن؟

السبب فى هذا الأمر أنه كان هناك تجاذبات سياسية كبيرة لمجموعات متناقضة، بالإضافة إلى التدخل الدولى، ولكن فى حالة ترك هذه الأمور للسودانيين فإنه كان سيتم تكرار نفس سيناريو ثمانينيات القرن الماضى
إذ بعد الثورة الشعبية التى اندلعت تولى الجيش السلطة برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، وخلال عام واحد تم عمل انتخابات، وجاءت حكومة ائتلافية يترأسها الصادق المهدى وحكمت السودان، وكان من المتوقع أن يتم تكرار هذا الأمر بعد ثورة 2019، ولكن مع شدة التنافر بين الأحزاب السياسية، والتدخلات الأجنبية وصلت الأمور إلى هذه المرحلة.

 

*البعض يتحدث عن مخطط لتقسيم السودان إلى 3 أجزاء.. ما ردكم على هذا الأمر؟

فعلا كان هناك العديد من المخططات التى استهدفت تقسيم السودان خلال السنوات الماضية، والدولة مجموعة موارد فى النهاية، والبعض يطمع فيها، لهذا هناك صراع دولى للاشتباك مع ما يحدث فى السودان، وهناك من يلجأ للتعاون مع الحكومة، والبعض الآخر يرغب فى السيطرة على بعض أجزاء السودان الغنية بالموارد عبر اختلاق حروب عبثية فى بعض المناطق للاستفادة من الموارد التى تمتلكها هذه المناطق.

 

*معنى ذلك أن هناك أصابع خارجية تتلاعب بالوضع السياسى الحالى للسودان؟

نعم، يوجد العديد من الأصابع الخارجية التى تلعب فى الوضع الداخلى، وأساسا ميليشيات الدعم السريع صنيعة خارجية، وهذا ما جعل الجيش السودانى يقف فى وجهها.

 

*أى مبادرة خارجية لحل الأزمة الأقرب إلى معالجة الأزمة؟

المبادرة الأفريقية "الإيجات" هى الأقرب للواقع السودانى لأنها على معرفة جيدة بالدولة ومشكلاتها.

 

*الوضع الاقتصادى السودانى الحالى، سوء إدارة موارد أم أزمة استثمارات؟

بالفعل حدث هناك سوء إدارة للموارد الطبيعية السودانية على مدى السنوات الماضية لأسباب مختلفة، من بينها التدخلات الخارجية، إذ كان السودان تحت مقصلة العقوبات الاقتصادية القاسية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وتسببت فى خروج السودان كهيئات ومؤسسات من المنظومة الدولية بمختلف أنواعها، مما جعل هناك طرفا ثالثا يحرك الأمور من خلف الستار.
وعدد من الدول العظمى تعتبر السودان مخزنا للموارد المستقبلية، ولا يسمح للدولة بالاستفادة من هذه الموارد، من خلال عدم السماح بحدوث أي استقرار فى الدولة، حتى لا تؤثر على الموازين الدولية.

 

*ما هو الدور الإسرائيلى فيما يجرى داخل السودان؟

سعى الجيش السودانى فى فترة من الفترات لإيجاد علاقة مع إسرائيل فى مجال الصناعات العسكرية، وكان يتم التبادل الفنى والتقنى فى هذا المجال، كما توجه قائد قوات الدعم السريع إلى إسرائيل للتعاون فى هذا المجال
واستراتيجيا من المعروف أن الولايات المتحدة تدير شئونها فى منطقتنا عن طريق الدول المتعاونة معها ومن بينها إسرائيل، وبالتالى فإن الدولة بعد الحصار الذى فرضته أمريكا عليها رأت أن بعض المداخل للضغط على الولايات المتحدة تتم عبر إسرائيل، وهذا كان سببا فى هذه العلاقات، ولكن الآن هى عبارة عن اتصالات وعلاقات سياسية ولا يوجد تأثير حقيقى لإسرائيل على الأوضاع فى السودان.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 
 

الجريدة الرسمية