رئيس التحرير
عصام كامل

ليست القضية ياسمين عز!

المشهد الأول:


الرئيس عبد الفتاح السيسي يقر مجموعة من السياسات في عدة اتجاهات تعيد التماسك للأسرة المصرية.. بعضها يتصل باجتهادات جديدة في أمور الأحوال الشخصية استنادا ليس فقط في التجديد والاجتهاد وإنما استرشادا بالمبادئ الفقهية التي تعتبر المصلحة -مصلحة المجتمع- معيار التشريع في الإسلام ومنه جاءت القواعد الفقهية "إينما تكون المصلحة فثم شرع الله" و"درء المفسدة مقدم علي جلب المنفعة" و"لا ضرر ولا ضرار" وغيرها!

 
شملت الخطة التمكين الاقتصادي للمرأة بهدف الاعتماد علي نفسها لسد الحاجة وكذلك يسهم انشغالها بنسب مختلفة في ضبط الزيادة السكانية. وشملت الخطة تأثيرا تدريجيا في الدراما.. كما شملت برامج توعوية وصحية من خلال الزيارات المباشرة!
الأسرة المصرية استهدفت لسنوات طويلة لتفكيكها واحتاجت بالفعل إلي وقفة ولم تزل في حاجة إلي إجراءات أخري!


المشهد الثاني


مذيعات كثيرات يدعمن فكرة انفصال المرأة والتعامل مع الزوج بندية كاملة والدعوة إلي الزواج الثاني والثالث والرابع والخامس إذا رغبت! باعتبار أن ذلك حلال مع تناسي أن الطلاق أيضا حلال لكنه بغيض عند الله! 
 

ثم توالت الدعوات. الزوجة ليست ملزمة بالخدمة في بيتها.. يعني بيتها وليس بيت الجيران! ووصفوها بـ"الخدمة" وليس "رعاية" ثم من حقها الحصول علي أجر نظير ذلك دون توضيح الأجر عيني أم نقدي.. أي ملابس وإطعام  وإقامة أم أموال! والأجر يوميا أم اسبوعيا أم شهريا! وعقوبة التقصير فيه! ولا حول ولا قوة إلا بالله حتي وصلنا إلي كارثة الكوارث بضرورة حصولها علي أجر مقابل إرضاع أطفالها وقد رددنا عليه في حينه وردت الدنيا كلها من العقلاء فقط! 
 

المشهد الثالث


إعلامية شابة.. لا نعرف نياتها فالنيات لله وحده.. لكن الله من أمرنا أن نحكم علي الظاهر فقط.. والظاهر هو ما تعلنه الإعلامية ياسمين عز التي تقدم رسالة مفادها عودة الترابط الأسري.. والتذكرة أن الزواج مؤسسة تحتاج إلي العناية بها لتستمر وتنجح.. والتذكرة أن الزواج رباط مقدس يحتاج التضحية.. يستحق التضحية.. ونصحت باحترام الزوجة لوالدي الزوج وإخوته وإن لهم علي زوجها حقوق..

 

ودعت إلي مراعاة ظروف الزوج واختيار التوقيت الأنسب للنقاش معه ليس منها عند عودته من العمل.. تلك اللحظات التي ينتظر فيها رؤية أولاده والراحة.. وتناول الطعام.. ألخ! تخيلوا أن ياسمين عز تحولت عند البعض إلي ميدان رماية.. للتسخيف من آرائها والتقليل منها ومحاولة اغتيالها معنويا بتحويل ما تقوله إلي مادة للسخرية!

 
هل تعرف أن أغلب هؤلاء لم يقولوا حرفا واحدا ضد صور وبطلات المشهد الثاني؟!  هل تصدق -عزيزي القارئ- أن هناك من يتربص بكل ما يدفع إلي تماسك المجتمع.. ووحدته وترابطه.. ويشجع ويصفق أو علي الأقل.. علي الأقل يتجاهل من يشجع علي العكس!

 


ربما بالغت ياسمين عز في بعض الحلقات.. ألا يشفع لها حسن نيتها؟! ثم ألم يبالغ غيرها؟! وإلي حد الشطط؟! وربما إلي حدود الجنون؟! أين كنتم؟! ليست القضية -يا سادة- ياسمين عز.. إنما التوجه ذاته وكل من يمثله.. لذا علي المجتمع حماية من يقف معه.. ويستمر في مواجهة كل جهد شيطاني  يقصف مجتمعنا في مقتل ويسعي لفسخ كل عروة تربط بين مكوناته! لا تتركوهم.. بالكلمة الحق.. أو بالقانون العادل.. إذا لزم الأمر! 

الجريدة الرسمية