رئيس التحرير
عصام كامل

مدبولي نسي وزير الإعلام

لم يكن منطقيا أن ترى التشكيل الوزاري الجديد خاليا من وزير الإعلام الذي استقال من منصبه وظل خاليا منذ تلك اللحظة وحتى تشكيل الحكومة الجديدة أو حتى الإشارة إلى أن وجود وزير للإعلام سابقا لم يكن دستوريا. والحقيقة أن المنطق لم يعد هو المعيار ولا الحكم في اختيار الوزراء أو رحيلهم إذ إننا لا نعرف حتى تاريخه على سبيل المثال لماذا أقيل وزير التعليم طارق شوقى مثلا؟


هل فشل الرجل فيما كان يجثم على صدورنا منذ اللحظة الباهتة الأولى التي تقلد فيها هذا المنصب وظل فيه رغما عن الجميع بدعوى أنه صاحب مشروع.. هل فشل المشروع أم فشل الوزير في تحقيق المشروع ولماذا كان الإصرار على بقائه طوال هذه الفترة؟


ربما فشل الرجل فجأة أو ربما اكتشفنا أنه فشل فجأة ليس مهما وليس منطقيا بقائه من الأساس لفترة طويلة صنع فيها من معجزات الفشل ما لم يحققه أحد من قبل. والسؤال المنطقي الآن: ألم يكن من المُجدي أن نرى هذه الحكومة الجديدة بعد انتهاء الحوار الوطني وظهور مخرجاته فنختار الرجل المناسب للمهمة الجديدة بناء على تلك المخرجات.


والسؤال الأكثر أهمية: ما هى ملامح التغيير الجديد؟ هل نحن أمام حكومة قادرة على تحمل مسئولياتها وفق ما نعانيه من أزمة اقتصادية طاحنة وما هى منهجية الاختيار بمعنى هل نحن أمام حكومة اقتصادية؟ هل نحن أمام حكومة سياسية لا نعرف منها حتى ولو عنصر واحد يشهد له البعض بمهارات سياسية تقوى على تمرير قرارات صعبة أو اتخاذ قرارات مهمة في وقت عصيب؟

 


ولأننى أجهل معظم الجدد والقدامى أيضا فإن هذا لا يعنى إننا أمام حكومة فاشلة من اللحظة الأولى فقد يكون من بينهم من هو قادر على الوفاء بالمهام الجديدة وقد تحقق هذه الحكومة ما عجزت عن تحقيقه الحكومات السابقة. وربما لأنى أقاوم الأفكار المتشائمة وأسعى حثيثا إلى الإيمان بأن الغد أفضل فإنى أتمنى أن تكون وجهة نظرى ليست إلا لحظة ضبابية لم أستوعب فيها حجم التغيير القادم.

الجريدة الرسمية