رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة تشتد ولا تنفرج!

إشتدى  يا أزمةَ تنفرجي!.. هذا قول شائع يفيد أن اشتداد الأزمة يفضى عادة إلى إيجاد حل لها.. لكن هذا الحل لا ينطبق على الأزمات التى تشهدها المنطقة العربية بدءا بالأزمة العراقية وإنتهاء بالأزمة اليمنية.. ويبدو هذا واضحا أكثر في الأزمة الليبية التى كلما بدا إننا نقترب لحل ما لها يتبدد هذا الحل وتتعقد تلك الأزمة أكثر وأكثر.. لقد كان كثيرون يراهنون على الإنتخابات لإحتواء الأزمة الليبية، لكنهم خسروا هذا الرهان لآن من سعوا لعرقلة إجراء تلك الانتخابات نجحت مساعيهم في نهاية المطاف لتدخل الأزمة الليبية مرحلة جديدة تنذر بتفاقمها.

 

فبعد أن تعذر إجراء الانتخابات الليبية التى كان محددا لها الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر الماضى سعى مجلس النواب الليبى في طبرق  للتوافق مع مجلس الدولة في طرابلس على تشكيل حكومة جديدة برئاسة باشاغا وزير الداخلية السابق، وصياغة إعلان دستوري جديد.. غير أن الدبيبة رئيس الحكومة الانتقالية الحالية يصر على الاحتفاظ بمنصبه والبقاء في السلطة ويرفض تسليمها إلا لحكومة منتخبة غير أنه شخصيا ليس منتخبا وإنما إختاره عدد محدود من الشخصيات الليبية اختارهم ممثل للأمم المتحدة وليس الشعب الليبى! 

 

ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، ففي الوقت الذى شرع فيه باشاغا مشاوراته لتشكيل الحكومة التى كلفه بها مجلس النواب فإن مجلس الدولة سحب موافقته على هذا التكليف بإيعاز من قوى خارجية! 

 

 

وبذلك أضحى ل ليبيا إثنين من رؤساء الحكومات ينتميان إلى منطقة جغرافية واحدة، وبعد أن ينتهى باشاغا من مشاوراته سوف يكون ل ليبيا حكومتين كل منهما تحظى ببعض الدعم الخارجي.. وبالتالى علينا أن ننتظر مزيدا من الصراعات والصدامات في هذا البلد الذى مزقته الانقسامات، خاصة حول السيطرة على أموال النفط.. وهذا حال للأسف الشديد سوف تخفت فيه الأصوات المطالبة بحل الميليشيات المسلحة وإجلاء القوات الأجنبية عن الآراضى الليبية ووقف التدخلات الخارجية فيها. لهم الله الإخوة الليبيين!.       

الجريدة الرسمية