رئيس التحرير
عصام كامل

يوم الفرقان.. معركة بدر أهم انتصارات المسلمين في رمضان

غزوة بدر
غزوة بدر
شهر رمضان هو شهر الانتصارات الدينية، ويخطئ من يظن أن القوة وحدها هي الضمان للانتصار في الحرب، فالقوة المدعمة بكثرة العدد وحدها لا تكفي، وإنما هناك أسباب أخرى إذا تخلفت فلن تفيد القوة ولا العدد شيئا، وما حدث فى غزوة بدر من الجهاد والتمسك بالحق فى مواجهة قوة عاتية عددا وعدة، فكيف كان النصر حليفا للمسلمين؟


يقول الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا، أن شهر رمضان المعظم حدثت به معارك كثيرة على مدار التاريخ الإسلامي منذ العصر النبوي إلى يومنا هذا، ومن اهم هذه الانتصارات معركة بدر الكبرى التى وقعت فى 17 رمضان من العام الثانى للهجرة بين المسلمين بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم وقريش ومن حالفها بقيادة عمرو بن هشام "أبي جهل" وهي الغزوة الأولى فى تاريخ الإسلام، وقد سميت بهذا الاسم نسبة الى منطقة بدر التي وقعت فيها المعركة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

فرقت بين الحق والباطل 
ويشير فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمه الله إلى أهمية غزوة بدر الكبرى وما ترتب عليها من نتائج حيث فرقت بين الحق والباطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حق من شهدها (ان الله اطلع على اهل بدر وقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم).

وأن سورة الأنفال حكت وسجلت وقائع هذه المعركة ولذلك سماها ابن عباس رضي الله عنهما بسورة بدر لأن كثيرا من آياتها تحدثت عن هذه المعركة، وحملت هذه الآيات البشارات وان النصر سيكون للمؤمنين.

ومن هذه البشارات ان الملائكة تنزلت فى غزوة بدر فى الاية الكريمة (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم انى ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن به قلوبكم وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم ) .

فما بالك ايها المسلم بجيش تشارك فيه الملائكة ، فقد اوضح العلماء ان الملائكة شاركوا فى القتال والبعض الاخر يقول شاركوا بتثبيت المؤمنين

بشارة نزول المطر 
كذلك كان من البشارات نزول المطر فكان نعمة على المؤمنين الذين كانوا فى مكان مرتفع ، وكان نقمة على المشركين الذين كانوا فى مكان منخفض.

وتحقق النصر للمؤمنين الذين اعدوا العدة وأخذوا بالاسباب رغم قلة عددهم وعتادهم فقد نصرهم الله بفضله فيقول تعالى ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى ) .

يوم الفرقان 
ويوضح الدكتور احمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق ان ما من معركة من المعارك خاضها المسلمون فى رمضان الا وانتصروا فيها وان هذه الانتصارات المباركة بدأت يوم الفرقان فى اول لقاء مسلح بين جند الحق وجند الباطل فى غزوة بدر الكبرى بوحدة المسلمون والتفافهم  حول رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقهم لما عاهدوا الله عليه دروسا باهرة لكل مؤمن صادق يريد النصر وكل امة تجاهد من اجل احقاق الحق. 

الأخذ بالأسباب 
فقد أخذ رسول الله بالاسباب وتوجه بالدعاء الى رب العالمين يستغيث إلى ان رأى الملائكة تنزل فقال لأبي بكر: أبشر أبا بكر ها أنذا أرى جبريل عليه السلام آخذا بعنان فرسه عليه أداة الحرب ليحارب الى صفوف المسلمين ، وهنا جمع رسول الله بين الأخذ بالأسباب والاتجاه الى الله بالدعاء فكان النصر من عند الله .
الجريدة الرسمية