رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.."الكربون الأسود" أبطالها عالم ورجل مخابرات وجاسوس.. العالم حكم عليه بالإقامة الجبرية 22 عاما بأمريكا.. والمشير أبوغزالة فقد منصبه.. والجاسوس يعتلي أعلى المناصب في مصر

فيتو

بعد ٢٥ عاما عادت للأذهان من جديد تفاصيل عملية " الكربون الأسود "، وحاول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي كشف النقاب عن الطرف الثالث في العملية الاستخباراتية، ذلك الشخص الذي أوشى للمخابرات الأمريكية والمباحث الفيدرالية، بعملية الكربون الأسود التي أطاحت بالمشير محمد عبد الحليم أبو غزالة من منصبه، وتسبب في اعتقال بطل مصري وعالم كبير في صناعة الصواريخ داخل السجون الأمريكية، وخسرت مصر بسببه أكبر عملية لتطوير قدرتها في صناعة الصواريخ.


وعادت عملية الكربون الأسود مع عودة المهندس عبدالقادر حلمي للقاهرة، بعد 25 عاما قضاها في الولايات المتحدة بين السجن والإقامة الجبرية، ليعيد للأذهان واحدة من أكبر قصص البطولة المصرية.. وهى القصة التي انتهت بتدخل الولايات المتحدة لإقالة المشير "أبوغزالة" وزير الدفاع المصري، والقبض على عبدالقادر حلمي وسجنه ثلاث سنوات ومصادرة أملاكه وأملاك عائلته مع وضعه تحت الإقامة الجبرية لمدة 22 عاما انتهت منذ أسابيع قليلة.

وتعود تفاصيل القصة لعام 1988، عندما تمكن المهندس حلمي من دخول أخطر وأهم المؤسسات الإستراتيجية الأمريكية، ونجح في تهريب مائتي كيلو جرام، من الألياف الكربونية التي تستخدم في صناعة الصواريخ في حقائب دبلوماسية لداخل مصر.

كان حلمي بطل مشروع 'الكوندور' وهو مشروع أرجنتيني عراقي بدأ في منتصف ثمانينات القرن الماضي بقيادة المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، كان دور العراق التمويل في حين كانت الأرجنتين مسئولة عن توفير الخبرة التكنولوجية والاتصالات، فيما تقوم مصر بالدور الاستخباراتي في مجال تطوير الأبحاث.

في هذا التوقيت كان الفريق حسام خيرالله، المرشح السابق للرئاسة، هو الملحق العسكري المصري في سالزبورج بالنمسا، والمختص بإدارة شبكة استخباراتية معقدة للدعم اللوجيستي، وانتشرت هذه الشبكة في جميع أنحاء أوربا، وأدارت مصانع وشركات أجنبية لا تمت بصلة لمصر، ويملكها أشخاص غير مصريين؛ وذلك لتوفير القدرة على تصنيع قطع الغيار المطلوبة للسلاح في مصر والعراق، وفي الوقت الذي وصلت فيه مرحلة التصنيع إلى ذروتها، توقف المشروع نظرا لاحتياجه إلى برمجيات غاية في السرية.

وتأزم المشروع أمامهم كثيرا، إلا أن وجد الدكتور عبدالقادر الحل في أن هناك أبحاثا في مركز آخر تابع لقيادة سلاح الجو الأمريكي؛ لصناعة مادة من الكربون الأسود، تقوم بتعمية أنظمة الرادار، وتخفي أي بصمة رادارية له لتحويل الصاروخ إلى شبح في الفضاء، بما يجعل رصده مستحيلًا حتى على أكثر الرادارات تطورًا، وهكذا بدأت المخابرات المصرية في محاولاتها بشتى الطرق للوصول إلى تلك المادة والصاج المعالج الذي يتم طلاؤه بها ليكون جسم الصاروخ.

وتمكن عبدالقادر بالفعل من الحصول على كميات كبيرة تجاوزت الـ 8 أطنان، منها عبر الحصول عليه بالشراء أو بأساليب أخرى، وجميعها كان يتم شحنها في صناديق دبلوماسية بالتعاون مع السفارة المصرية في واشنطن، إلى أن ارتابت الاستخبارات الأمريكية F B I، وذلك بالتزامن مع تردد الفريق خيرالله في رحلات سرية كثيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

يأتي ذلك مع ظهور الطرف الثالث في القضية، حيث وثق الدكتور عبد القادر حلمي، في شاب مصري متدين ينتمي إلى الجماعة وكان يدرس الدكتوراه في الهندسة بأمريكا وقدم له كل المساعدات وكان يطلعه على نجاحاته وخططه، لكن قيل إن هذا الشاب هو الذي أبلغ المخابرات الأمريكية بخطط الدكتور عبد القادر حلمي في الوقت الذي نجح فيه في الحصول على مادة الكربون الأسود.

قائمة من الاتهامات وجهتها C I A للسلطات المصرية، مدعمة بالتسجيلات التي دارت بين عبدالقادر، وخيرالله، مما ترتب عليها إلصاق تهمة القيام بأنشطة استخباراتية معادية على أراض أمريكية، وتمكنت المخابرات المصرية من تهريب الفريق حسام خير الله، بينما وقع الدكتور عبدالقادر حلمي، ووُجهت له العديد من التهم، منها غسل الأموال، وانتهاك قانون الأسلحة والذخيرة، وتصدير مواد محظورة، وبالفعل تم القبض عليه هو وزوجته، وضم أبنائه إلى أسرة أمريكية، ومصادرة أوراقه، وأبحاثه، وممتلكاته وحساباته المصرفية، وبعدها مباشرة تم الحكم عليه بالسجن 46 شهرا، ووضعه تحت المراقبة 3 سنوات وظل قيد الإقامة الجبرية في الولايات المتحدة لمدة ٢٥ عاما حتى قامت الإدارة الأمريكية بالإفراج عنه منذ شهور وعاد للقاهرة ملتزما الصمت ورافضا الحديث عن كل ما يخص الماضي.

بينما حصل الجاسوس على الدكتوراه بالرغم من عدم إتقانه للإنجليزية إجادة تامة وصار قياديا كبيرًا للجماعة، ووترددت أنباء تؤكد أن الطرف الثالث في القضية هو الرئيس محمد مرسي، خاصة أن الفريق حسام خير الله وجه له اتهاما مباشرا في أحد البرامج، مؤكدا أنه الجاسوس المجهول.
الجريدة الرسمية