رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا وعودة الإخوان!


"سياسات السادات الذي خلف عبد الناصر عقب وفاته في رئاسة مصر ساعدت في التعجيل ببزوغ التطرّف الإسلامي العالمي".. هكذا قال "مارك كورتيس" حرفيا في كتابه، وهو يستعرض التطورات التي حدثت في مصر والمنطقة كلها بعد وفاة "ناصر".. ويضيف: "أن إستراتيجية "السادات" كانت هي عكس سياسة "عبد الناصر" تجاه الإخوان والأمريكان..


فقد أطلق سراح بعض الإخوان من السجون، وبحلول منتصف السبعينيات سمح بدعم من السعوديين للإخوان بالعودة من المنفى، حيث أصبح كثير منهم أثرياء، وشد الإخوان الذين حررهم "السادات" الرحال تجاه الجامعات المصرية التي أصبح الكثير منها تحت سيطرة الحركات المتأسلمة.

وبدا المتأسلمون في حرم الجامعات ينشرون أفكارهم في كل أرجاء مصر وخارجها، مستفيدين من الشبكات والمنح المالية المقدمة لهم. وشجعت إدارات الأمن في عهد السادات صعود التيار الإسلامي بالمساعدة في تكوين مختلف المجموعات الصغيرة من المتشددين بغية التصدي لبقايا المجموعات الطلابية التي كان يقودها الناصريون والماركسيون.

وتشكلت الجماعات الإسلامية في حرم الجامعات بمعاونة مساعد "السادات" المحامي "محمد عثمان إسماعيل"، والذي يعتبر الأب الروحي للجماعة.

وقد لاقت سياسات "السادات" هذه دعما أمريكيًّا وبريطانيًّا. خاصة وأن واشنطن كانت متلهفة للعمل مع "السادات" لكى تنقل مصر إلى جانب الولايات المتحدة في الحرب الباردة، إلى حد أن صناع السياسة ومسئولي المخابرات اعتبروا إعادة "السادات" لليمين الإسلامي أمرا حميدا وشجعوه على ذلك".

ويضيف المؤلف "أن جماعة الإخوان ظلت حليفا وثيقا وأداة مفيدة لحكم "السادات" حتى عام ١٩٧٧، عندما طار الرئيس السادات إلى القدس لإجراء محادثات سلام مع إسرائيل.. وحتى ذلك الوقت فشل السادات في إدراك أن دعمه للإخوان إنما يهدد نظام حكمه. وبعد فوات الأوان أدرك السادات ذلك.

وفى سبتمبر عام ١٩٨١ انقض السادات على الجماعة الإسلامية، ولكن في الشهر التالي اغتيل السادات على أيدي تنظيم الجهاد الذي كانت جذوره تمتد إلى الجماعة الإسلامية في جامعة أسيوط بصعيد مصر، والذين كان كثيرون من أعضائها وقادتها مثل الظواهري إخوانا سابقين.
الجريدة الرسمية