رئيس التحرير
عصام كامل

هانم داود تكتب: فضائل شهر شعبان

هانم داود
هانم داود

عن أسامة بن زيد رضيَ الله عنه أنَّه سأل النَّبيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم فقال: يا رسول الله، لم أركَ تصوم شهرًا منَ الشهور ما تصوم في شعبان، فقال صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يُرْفعَ عملي وأنا صائم).


أخبرت عنه عائشة رضي الله عنها في الحديث المُتَّفق على صحته: (كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم يصوم حتى نقولَ لا يُفْطر، ويُفْطر حتى نقول لا يصوم).

وعن النصف من شعبان عظَّم النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم شأنها في قوله: (يَطَّلِع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلةَ النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلاَّ لمشرك أو مشاحن).

فذكر النَّبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم أنَّ الأعمال تُرفع إلى الله تعالى رفعًا عامًّا كلَّ يوم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ فَيَسْأَلُهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ).

فمَن دعا غير الله تعالى فقد أشرك، ومَن سَأَل غير الله فقد أشرَكَ، ومن زارَ قبر النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم وسأله قضاء الحاجات فقد أشركَ، ومن ذبَح لغير الله فقد أشرك والمشرك لا يطّلع الله عليه، ولا يغفر له الذُّنوب ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88 - 89].

وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم يَسْرُدُ حتى نقول لا يفطر، ويُفطر حتى لا يكاد يصوم، إلاَّ يومينِ منَ الجمعة إن كانا في صيامه، وإلاَّ صامهما، ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان، فقلتُ: يا رسول الله، إنَّكَ تصوم حتى لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلاَّ يومين إن دخلا في صيامكَ، وإلا صمتهما: قال رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (أيُّ يومين؟)، قال: الإثنين والخميس، قال صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (ذلك يومان تُعرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم).

اشتهر عن النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم صيامه في شهر شعبان، وأن صيامه في شعبان أكثر من صيامه في غيره، فعن أم المؤمنين عائشة رضيَ الله عنها قالت: "ما رأيتُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسَلَّم استكمل صيام شهر قطُّ إلاَّ رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان).

في حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه: (وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأُحِبُّ أن يُرفع عملي وأنا صائم) فأحبَّ النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم أن تُرفع أعماله، وتُختَم أعمال السَّنَةِ، وهو على أفضل حال منَ العبادة والطاعة؛ ولذلك قال: (وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم).

فأعمال العباد تُرْفع في شهر شعبان من كل عام، وتُعْرض الأعمال يومَ الإثنين والخميس من كل أسبوع، والأفضل لنا أن ترفع أعمالنا ونحن نصلى صلاتنا في أوقاتها ونصل الرحم ولا نشرك بالله شيئا ونلغى النميمه على خلق الله ومن عليه مالا لأى شخص يرده له ومن يظلم إنسان إعلم أن الله يراك ونقوم للتهجد والقيام في وسط الليل، وقد قال النبي صَلَّى الله عليه وسَلَّم: (إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة، فكن).

وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة، فلا يقبل عمل قاطع رحم» (مسند أحمد بن حنبل)، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيشفعان» (أخرجه الحاكم في المستدرك).

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصوم عبد يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا» (أخرجه البخاري في صحيحه).
الجريدة الرسمية