رئيس التحرير
عصام كامل

«التنين قتل البراءة».. طفلة تدفع حياتها ثمنا لتقليد فيلم كارتون.. انفردت بمشاهدته في غياب والديها.. أدت مشهدا تمثيليا انتهى بشنق نفسها.. الأسرة تحطم التليفزيون.. والنيابة: انتحرت باستخدام &#

فيتو

«ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلًا... إن اليتيم الذي تلقى له أُمًا تخلت وأبًا مشغولا».. بيت جسَّد به أمير الشعراء أحمد شوقي واقعا صعبا.. ربما رحل مؤلفه قبل أن يشهد تفاصيله كاملة.. بعدما بات وصفه ملازمًا لوقائع مؤلمة لم يدر في خيال أب أو أم أن فلذات الأكباد سيكونون يوما أبطالها لينتهي بهم الأمر إلى الانتحار.


حلقة جديدة في مسلسل حوادث الانتحار المرتبطة بالتطور التكنولوجي، وترك الأطفال فريسة مرة للألعاب الإلكترونية وأخرى لأفلام الكارتون.. بطلتها هذه المرة إيمان الطفلة التي لم تتجاوز 11 عاما، حيث استيقظت صباح يومٍ فتوضأت لتصلي، ثم سألت والدتها عن الإفطار، وتركتها والدتها لشراء بعض احتياجاتها من السوق، لتهرب "إيمان" من عالمها الواقعي إلى عالم الخيال بمشاهدة فيلم كارتون، لتنتهي لحظات استمتاعها به إلى وفاتها.

بداية التفاصيل
التفاصيل يرويها الحاج جمال، جد "إيمان"، قائلا: «حدثت واقعة مشابهة منذ قرابة أسبوع، بين حفيدتي ونجل عمها عبودة المقارب لها في العمر، فبحكم قرابتهما والجيرة بالسكن في نفس العقار الذي شهد واقعة الانتحار كانا دائمي اللعب سويًا، ويشاهدان الكارتون المفضل لهما "التنين المجنح" ويتحديان بعضهما في تقليد مشاهد الفيلم في غرفتهما أثناء غياب الأسرتين».

وتابع: دخلت والدة "عبودة" بالصدفة وشاهدتهما يحاولان تقليد التنين بتبادل الأدوار، بربط "طرحتين" بالمروحة ومحاولة ربط عنقيهما اعتقادًا منهما أنها سيحلقان في السماء مثل التنين، فعنفتهما الأم وبدأت إقناعهما بخطورة تلك اللعبة.

مشهد الفراق
التقط "محمود" عم الطفلة أطراف الحديث، متابعًا: إيمان انتهت من تناول الإفطار مع أبناء عمها، وصعدت بمفردها الطابق الرابع، حيث مسكنها، وقبل وفاتها بدقائق قالت "هتفرج على الكرتون لوحدي.. وألعب وأستنى ماما تيجي".. وعند مجيء والدتها من السوق دخلت الشقة فوجدت نجلتها ملقاة على الأرض وجهها شاحب اللون و"طرحتين" متصلتين ببعضهما أعلى رقبتها، وجرح قطعي يسار رقبتها.

أزمة الشكوك

ذهبت ظنون العائلة إلى أن سارقًا اقتحم المنزل مستغلا عدم وجود والدة الطفلة، ووالدها الذي خرج في الصباح الباكر لعمله.

وأضاف الحاج جمال جد المجني عليها "إيمان" أنه كان يعتقد أن الطفلة كانت مغشيًا عليها نتيجة أن أحدًا قام باقتحام المنزل، وحدثت مواجهة بينه وبين الطفلة جعلتها تفقد وعيها، ولكن عند الذهاب لأقرب مستشفى، وضح لهم الطبيب المعالج، أن الكشف الطبي أكد تعرض الطفلة للاختناق نتيجة ربط قطعة قماش على رقبتها.

مسمار وأنبوبة غاز
أكد محمود عم الطفلة، أنه عند دخول المنزل وحمله إيمان وجد التليفزيون في وضع التشغيل، على قناة كارتون، ووجد أنها أوصلت "طرحتين" لتطويلهما لتتعلق أعلى الحائط عن طريق مسمار، ووقفت مستعينة بأنبوبة الغاز، واتضح أنها لم تحكم ربط "الطرحتين" بمسمار الحائط، فعند محاولتها التحليق مثل التنين المجنح سقطت مشنوقة من ارتفاع قرابة 3 أمتار، لتقع جثة هامدة.

منع التليفونات
طالب والد الطفلة أحمد وجدها الحاج جمال، بفرض رقابة على المحتويات التي يشاهدها الأطفال لأنها تؤثر فى تفكيرهم وطريقة تعاملهم.

واختتم جد الطفلة: حطمت التليفزيون، وسحبت من أطفال العائلة هواتفهم المحمولة خوفًا من تعرض حياتهم للخطر، والتعرض لألعاب قد تؤدي بحياتهم مثل لعبة الحوت الأزرق المنتشرة.

قرار النيابة
وكانت نيابة حوادث شرق القاهرة الكلية، برئاسة المستشار إبراهيم صالح المحامي العام الأول، قررت فتح تحقيقات موسعة في انتحار طفلة بالمرج عقب مشاهدتها «كارتون»، وكلفت بسرعة جمع التحريات حول الواقعة، وتشريح جثة الطفلة لتحديد سبب الوفاة، واستدعاء أهلها.

وكشفت تحقيقات النيابة أنه عقب ورود بلاغ لقسم شرطة المرج من والد الطفلة إيمان بعثوره عليها منتحرة داخل غرفتها، وبالانتقال تبين أنها تبلغ من العمر 11 سنة، وبالاستماع لأقوال أهلها كشفوا أنها انتحرت باستخدام «شال»، وذلك عقب مشاهدتها فيلم «كارتون» أطفال ومحاولة تقليده.

تم تحرير محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيقات.
الجريدة الرسمية