رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

اللواء محمد علي بلال: سوريا تدفع ثمن مساندة مصر في نصر أكتوبر 73

فيتو

  • الغرض مما يحدث في سوريا الآن هو حل جيشها باعتباره أحد الجيوش العربية القوية
  • تنفيذ مخطط ضرب الجيش السورى كان سيتم قبل ثورة 30 يونيو
  • وجود روسيا في سوريا مصلحة إستراتيجية للسوريين لأنها تهدد إسرائيل

تبدو سوريا الآن دولة منهكة، خاصة بعد الضربة التي وجهتها أمريكا وإنجلترا وفرنسا منذ أيام سميت في المجال الإستراتيجى العسكري بالضربة ذات التأثير المحدود، حيث تحاصرها المخاطر من كل اتجاه، يعيث الإيرانيون على أرضها، ويتمركز الروس في كل بقعة منها، وتسعى تركيا إلى الانقضاض على حدودها، وتستخدمها الولايات المتحدة، خنجرا تطعن به أعدائها في طهران وموسكو.

من جانبه وصف اللواء محمد على بلال، قائد القوات المصرية في حرب الخليج، الضربة الأمريكية لسوريا بـ"الخفيفة"، مشيرا في حوار لـ"فيتو" إلى أن الإدارة الأمريكية شنتها لحفظ ماء الوجه، مثلما حدث في الشعيرات عام 2017، مشددا على أن العالم بأسره كان ينتظر الرد الروسى على أمريكا، بالرغم من أن كل الصواريخ التي أطلقت لم تحدث أي أزمات في سوريا وتم التصدى لها.. وإلى التفاصيل:


*كيف ترى موقف مصر من الضربة الخفيفة لسوريا وهل هناك تأثير فينا؟
مصر لن تتأثر من الأوضاع في سوريا، نظرا لمكانتها السياسية وقوة جيشها واشتراكها في حلف الدول العربية لمواجهة الإرهاب وهذا تأكيد لقوة مصر ومكانتها.

*هل هناك جذور تاريخية لضرب سوريا؟
هناك بالفعل جذور تاريخية لضرب سوريا، والموضوع ليس وليد اليوم، فمنذ حرب أكتوبر 1973 عندما اشتركت سوريا مع مصر في حرب أكتوبر المجيدة، قرر الأمريكان أنه لابد من الخلاص من سوريا، وكان المجتمع الدولي يعرف أنه إذا اجتمعت القوتين المصرية والسورية في هذا التوقيت لن يستطيع أحد وقفهما.

ويرجع المخطط الحالى لضرب سوريا والدول العربية إلى اتحاد العرب في أبريل 1974، عندما قررت الدول العربية إطلاق حرب البترول، وكان أول قرار جماعى للعرب، وأصبحوا باعتراف العالم القوة السادسة في المنطقة، ومن وقتها وبدأ التخطيط لوقف اتحاد العرب، وهدم أي قوة عربية ذات تأثير فى إسرائيل.

وبدأ تنفيذ المخطط الأمريكي- الإسرائيلى بتفريق العرب بداية من حرب العراق والكويت، ثم بعد ذلك بدأ التخطيط لتقسيم الشرق الأوسط الجديد، وبعدها تم الاحتلال الأمريكي للعراق، ثم بداية التفتيت للدول العربية، وتنفيذ مخطط التقسيم، وسميت هذه الفترة بالربيع العربى، وكانت مصر ضمن الدول المراد تقسيمها، لولا شعبها الأبى وجيشها القوى".

*ما هدف المخطط الأمريكى الإسرائيلى؟
المخطط الأمريكي- الإسرائيلى هدفه دائما القضاء على الجيوش، وكانت البداية في العراق بتنفيذ الاحتلال الأمريكي، وتم حل الجيش العراقى فور دخول القوات الأمريكية، وفى ليبيا تم حل الجيش، وفى مصر حاولوا تنفيذ ذلك لكن حكمة الجيش واتحاد الشعب المصرى، أفشل هذا المخطط.

*كيف ترى الغرض مما يحدث في سوريا الآن؟
الغرض الرئيسي منه هو حل الجيش السورى، باعتباره أحد الجيوش العربية القوية، وحاولت أمريكا وإسرائيل ضربه أكثر من مرة، ولكنهم فشلوا بسبب مساندة بعض الدول له ومنها روسيا.

*هل القضاء على تنظيم الإخوان الإرهابى في مصر أجهض مخطط أمريكا لضرب الجيش السورى؟
هذا صحيح.. فتنفيذ مخطط ضرب الجيش السورى كان سيتم لأول مرة قبل ثورة 30 يونيو، بقرار أمريكى بحجة وجود أسلحة كيماوية، ونطرا لأن الأمريكان دائمًا يبحثون عن شرعية لضرب الدول، فإنهم كانوا معتمدين في تلك الفترة بداية 2014 على موافقة مصر أثناء وجود الإخوان في الحكم، ولكن خرجت شرارة المصريين في ثورة 30 يونيو، وأزالت حكم الإخوان وتوقف المخطط، بسبب إزاحة الإخوان الذين كانوا لا يمانعون تنفيذ الضربة على سوريا.

*كيف ترى الموقف الروسى من ضرب سوريا؟
وجود روسيا في سوريا مصلحة إستراتيجية للسوريين بلا شك، والوجود الروسي أدى إلى تضارب المصالح بين روسيا وأمريكا، كما أن روسيا إلى حد ما تهدد إسرائيل، ولكن من الصعب أن تكون عدوًا لها، وهو أمر على النقيض بالنسبة لعلاقة روسيا مع أمريكا، فالأولى ليس لديها مانع في عمل مناوشات مع أمريكا.

وأمريكا حينما وجهت ضربة لمطار الشعيرات كانت ضربة فقط لحفظ ماء الوجه الأمريكي أمام العالم بعد فشل مخطط ضربهم لسوريا بعد مخطط الأسلحة الكيماوية.

*أخيرًا كيف ترى مغزى التهديدات الأمريكية المتكررة بضرب سوريا؟
أي ضربة أمريكية على سوريا ستكون مثل الضربة الأخيرة ضربة خفيفة لحفظ ماء الوجه، خاصة أن منظمة الصحة العالمية عاينت وتفقدت مدينة دوما لرصد أي ضربة كيماوية، ومازالت تحقق في الأمر ودوما بها الآن الجيش السورى وتحت سيطرته، وإذا ثبت أي شىء ستوجه أمريكا ضربة أخرى لمناطق ليس بها وجود روسى حفاظًا على وضعها أمام العالم.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".
Advertisements
الجريدة الرسمية