رئيس التحرير
عصام كامل

«صلاح».. البطل العربي


حتى وقت قريب، كان التخصص في الصحافة المصرية والعربية يندرج تحت عناوين لقضايا إقليمية ومحلية شاملة، فهناك محرر شئون البرلمان ومحرر شئون عربية ودولية ومحرر شئون أمنية.. الآن أصبح لدينا في معظم الصحف المصرية والعربية محرر شئون محمد صلاح.. أصبح محمد صلاح شأنًا شعبيًا يستحق أن يتابعه محرر ترجمة، ومحرر رياضي محلي متميز.. ولكن لماذا تحول شاب إلى شأن عربي ومصري ودولي؟!


إذا كتبت اسم محمد صلاح على محرك البحث "جوجل" لن تقل نتائج بحثك عن أربعة ملايين ونصف المليون نتيجة في الوقت الذي لو كتبت اسم تميم بن حمد ستكون النتيجة أقل من مليون ونصف المليون.. نحن إذن أمام دولة محمد صلاح أو جمهورية محمد صلاح، على أن الذين يبحثون عن محمد صلاح هم عشاق، بينما الباحثون عن تميم هم على عكس ذلك تماما، أو على الأقل معظمهم على عكس ذلك.

محمد صلاح الذي اقتحم القلوب وتربع على عرشها شاب من الجيل العربي الجديد.. شاب حالم أراد واستطاع أن يحقق إرادته رغم البيئة المعطلة ورغم الصعاب ورغم السور العالي الذي بناه السياسي العربي منعًا للقفز أو الحلم أو الإنجاز.. شاب حلق في سماء العالمية وحطم قيود الانكسار المنحوتة على الجدار العربي العتيق، وأصبح بقدرة قادر رمزًا للخلاص من الجمود والتحجر والتخلف.

جمهورية محمد صلاح عابرة للحدود.. قافزة فوق العجز والوهن والضعف.. مطلقة لصواريخ الهوى والرشاقة والحيوية والعشق.. محققة لأحلام البسطاء والمهمشين والمقصيين من مربع الكاميرا.. دولة لا ترسم حدودها الواسطة والمحسوبية والنفاق.. دولة تفوح منها عطور التحدي والانتصار.. دولة لا تعرف الاستهانة أو الاستكانة.. دولة الرمز البطولي وبطولة الرمز القادر على بث المبادرة والإيجابية والانتصار.

أصبح صلاح رمزًا للخروج من القمقم العربي المسحور، وتحول إلى أيقونة ترسم للأجيال ملمحًا للقدرة والإرادة، مهما كانت الأجواء ضبابية.. باختصار محمد صلاح رمز للخروج عن النص التقليدي المحاصر بين سدنة السلاطين ومنافقي الأمراء!!
الجريدة الرسمية