«الحركة الإبداعية».. ديانة لأصحاب البشرة البيضاء فقط.. لا تؤمن بآلهة وتعادي المسيحية بشكل واضح.. لا تعترف بجنة ولا نار.. أتباعها يحتقرون السود.. ومؤسسها أمريكي تابع للحزب الجمهوري
تعد الأديان جزءًا مهمًا من ثقافة وحياة البشر، وقد أخذت عددًا كبيرًا من الأشكال في الثقافات المختلفة، وبين الأفراد المختلفين، حتى تمحورت في عدد من الأديان الرئيسية، التي أصبحت منتشرة في معظم دول العالم في الوقت الحالي، ومن بينها (الإسلام- المسيحية- اليهودية- الهندوسية- البوذية- وغيرها).
10 آلاف ديانة
وبحسب الموسوعة المسيحية العالمية "باريت" طبعة 2001م، فإن عدد الديانات في العالم عبر التاريخ بلغ نحو 10 آلاف دين متميز، منها 150 ديانة بلغ عدد المؤمنين بكل منها مليون فرد أو أكثر، أما بقية الأديان فعدد التابعين لها لم يتجاوز المليون عبر التاريخ، وحددت قاعدة بيانات الموسوعة المسيحية العالمية الديانات الرئيسية في العالم، أن عدد معتنقيها لا يقل عن 150 ألف شخص، مع أن تكون ديانة مستقلة، وبناءً على هذا التعريف بلغ عدد الديانات الرئيسية في العالم نحو 22 ديانة.
الحركة الخلاقة
وبخلاف الأديان الرئيسية هناك العشرات، بل المئات من الأديان والمعتقدات الأخرى، التي تظهر في العالم، وأحيانا تقوم على فرد واحد، ومن بينها «الحركة الخلاقة» التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي، وهي ديانة لا تؤمن بالله أو الجنة والنار، تؤمن فقط بتفوق العرق الأبيض، واستطاعت أن تجد لها مكانًا لعقود من الزمن.
أسس الحركة «بن كلاسن» السياسي الأمريكي المولود في أوكرانيا، ونشأ في كندا، فكلاسن المولود في يوم 20 فبراير 1918 بمدينة مولوتشنا في جمهورية أوكرانيا الشعبية، نال شهادة الهندسة الكهربائية في البداية، وبعد ذلك أصبح سياسيًا تابعًا للحزب الجمهوري الأمريكي عن ولاية «فلوريدا» ودعم الحملة الرئاسية للمرشح الجمهورى جورج والاس، ثم ترك حزب الجمهورية وأسس الديانة الإبداعية تحت اسم كنيسة الخالق، والخالق لا تشير إلى إله بل إلى أنفسهم أي «البيض ذو الأصل الأوروبي».
الديانة الإبداعية
دعا «كلاسن» إلى دينه الجديد «الديانة الإبداعية» في عام 1973، وهى ديانة خاصة بالبيض معادية للمسيحية، وتؤمن بالفاشية للناس أصحاب البشرة البيضاء، فالحركة الإبداعية كما صاغها «كلاسن» نشأت من أجل بقاء وتوسع وتقدم العرق الأبيض، ولديها 6 معتقدات، يأتي السلوك في المقام الأول، ثم تشمل بعد ذلك أن العرق هو دينهم وأن الجنس الأبيض هو الأرقى على الأرض، ويعتقدون أن الثقافة الأمريكية منحطة نظرا لانتشار الجرائم وزيادة تعاطى المخدرات والقبول على المثلية الجنسية والزواج بين الأعراق.
نظام غذائي
أتباع الديانة يتبعون نظامًا غذائيًا دينيًا يعزز الصحة قريبًا من النظام الخضري، لكنه ليس شرطًا ضروريًا، وتعرضت الديانة إلى عدة صراعات كادت تؤدى إلى اختفائها بعد أن جذبت عددا قليلا من الأشخاص، أولها انتحار “بن كلاسن” في يوم 6 أغسطس 1993 عن طريق تناول عقاقير منومة.
وتم تعيين “ريتشارد مكارتي” زعيمًا للحركة، لكنه انشغل عنها، وبعد أقل من عام على انتحار كلاسن، قضى مركز قانون الفقر الجنوبي بحل كنيسة الخالق.
في أوائل التسعينيات، ظهر ثالث زعيم للحركة وهو “مات هيل” أثناء حضوره محاضرة في جامعة برادلى في بيوريا، إلينوي، لكنه لم يبد أي اهتمام حقيقي بالانضمام إليها، حتى رأى فرصة تولى قيادتها عام 1995، وعين في يوليو 1996 رئيسا للحركة، وتمكن من جذب العديد من الشباب لها.
وفى عام 1999، حصل “هيل” على شهادة القانون واجتاز امتحان نقابة المحامين، ومُنع من الحصول على ترخيص لممارسة المهنة بسبب تعصبه المعلن.
وفى نفس العام، قام “سميث” وهو أحد أعضاء الحركة بمحاولة قتل أسفرت عن وفاة شخصين وتسعة جرحى، جميعهم ينتمون إلى أقليات عرقية ودينية، ونفى “هيل” في البداية معرفة سميث، لكن بعد ذلك، علق على المجزرة أنها لم تسبب سوى خسارة رجل أبيض واحد فقط.
وما زاد الطين بلة، خسارة “هيل” عام 2002 حق استخدام اسم “كنيسة الخالق” أمام منظمة دينية بنفس الاسم بولاية أوريجون، وتم اعتقاله عندما ظهر أمام المحكمة بعد تآمره لقتل القاضية التي أصدرت الحكم، وتلقى حكما بالسجن لمدة أربعين عاما.
وفى أوائل عام 2017، خرجت جماعة تدعو نفسها بـ”حراس لجنة الأديان” تؤمن بالحركة الإبداعية، وانتخبت القس الإنجليزى “جيمس كوستيلو” رئيسًا لها لاستكمال ما بدأه “بن كلاسن”.