«مبارك» في أوراق البي بي سي «كل حاجة والعكس».. الشبكة تزعم موافقة الرئيس الأسبق على توطين الفلسطينيين في سيناء.. وتنشر وثائق تمسكه بالأرض المصرية.. و«أبو علاء» يرد على أخ
ثلاثة عقود لم تكن بالمدة القصيرة، ضِف إلى ذلك الأحداث التي وقعت في تلك السنوات الطويلة ومع دولة مثل مصر بثقلها الإقليمي والسياسي يصبح للأمر قيمته الأكبر، ربما خزائن الرئيس الأسبق حسني مبارك لم تُفتح بعد، إلا إنه بعد مرور ما يقرب من 7 سنوات على تنحيه عن السلطة بدأت كواليس ما دار في حكمه يتم نشرها وكانت الوسيلة الأبرز في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وتحت عنوان «وثائق سرية» نشرت «بي بي سي» عددا من الأوراق التي كشفت بعض الأحداث أن آخرها اليوم، حين أعلنت أن الرئيس الأسبق تعرض بعد توليه الحكم بـ4 أشهر ضغوط قوية من أجل تقديم تنازلات تشمل مقايضة على حقوق الفلسطينيين، مقابل استكمال إسرائيل انسحابها من سيناء التي كانت قد احتلتها في حرب يونيو عام 1967.
وحسب الوثائق، فإن «مبارك» رفض بشدة ضغوطًا أمريكية ويهودية وإسرائيلية تحدث عن بعضها خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مرجريت ثاتشر قبل 77 يومًا فقط من موعد استكمال الانسحاب الإسرائيلي في 25 أبريل عام 1982، لافتة إلى أن تاتشر أيدت موقف مبارك، وأدركت حرصه على حماية مصالح العالم العربي الأوسع وحقوق الفلسطينيين.
وحسب محضر مباحثات مبارك وثاتشر، فإن الرئيس الأسبق أبلغ الأخيرة أن زعيم الجالية اليهودية في أمريكا حثه على الموافقة على بقاء بعض المستوطنين الإسرائيليين في ياميت بعد الانسحاب الإسرائيلي، وهو ما رفضه مبارك الذي أوضح أن مصر تَحلت بقدر كاف من الشجاعة من أجل تحقيق السلام بينما لم تتخذ إسرائيل الموقف نفسه.
توطين الفلسطينيين
ورغم أن تلك الوثيقة تثبت تمسك الرئيس الأسبق بالأرض المصرية، إلا أنه منذ شهر زعمت «بي بي سي» أن الرئيس الأسبق وافق على توطين الفلسطينيين في سيناء بمصر قبل أكثر من ثلاثة عقود.
وادعت «بي بي سي» أن ذلك جاء بناء على طلب أمريكي، لكنه اشترط التوصل لاتفاق بشأن "إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي"، لافتة إلى أن مبارك كشف عن الطلب الأمريكي خلال مباحثاته مع رئيسة الوزراء البريطانية مارجريت تاتشر أثناء زيارته إلى لندن في طريق عودته من واشنطن في شهر فبراير عام 1983، حيث التقى بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان.
وبحسب مزاعم الشبكة البريطانية فإن مبارك سعى لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول إنشاء كيان فلسطيني في إطار كونفدرالية مع الأردن تمهيدا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مستقبلا.
ونقلت عن محضر جلسة المباحثات بين مبارك وتاتشر قوله إنه «عندما طلب منه في وقت سابق أن يقبل فلسطينيين من لبنان، فإنه أبلغ الولايات المتحدة أنه يمكن أن يفعل ذلك فقط كجزء من إطار عمل شامل للحل»، موضحة أن مبارك أبدى استعداده لاستقبال مصر الفلسطينيين من لبنان رغم إدراكه للمخاطر التي تنطوي عليها مثل هذه الخطوة.
مبارك يرد
لم يترك الرئيس الأسبق تلك المزاعم تمر مرور الكرام فأصدر بيانا نشرته صفحة «أنا آسف يا ريس»، يحتوي على 6 نقاط للرد على مزاعم الشبكة البريطانية، وفند في تلك النقاط مزاعم البي بي سي، مؤكدًا أنه لا صحة إطلاقًا لأي مزاعم عن قبول مصر أو قبولي لتوطين فلسطينيين بمصر، وتحديدًا المتواجدين منهم في لبنان في ذلك الوقت، فلقد كانت هناك مساعٍ من بعض الأطراف لإقناعي بتوطين بعض الفلسطينيين الموجودين في لبنان في ذلك الوقت بمصر، وهو ما رفضته رفضًا قاطعًا.