«تزويغ الطلاب» مدارس بني سويف بدون تلاميذ.. (صور)
تشهد مدارس محافظة بني سويف، عزوفًا من طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية، عن الحضور للمدرسة، وارتفعت نسب الغياب بالمدارس لتجاوز نسبة الـ75% بالإضافة لظاهرة "تزويغ" الطلاب من بعض الحصص خلال اليوم الدراسي.
الأزمة بدأت مع الأسبوع الأول للموسم الدراسي الحالى، وازدادت ضراوتها تدريجيًا إلى أن أصبحت ظاهرة أصيبت بها غالبية المدارس، وتفشى الأمر بصورة كبيرة، وبات من الطبيعى أن تجد طلابًا وطالبات بالزى المدرسى في الحدائق والمتنزهات وعلى نواصى الشوارع في أوقات الدراسة.
وخلت مقاعد الطلاب بفصول المدارس معظم الوقت، حيث نسبة الغياب الذي يفوق نسبة حضورهم، وبرر بعض الطلاب، خاصة طلاب الثانوية العامة الظاهرة، بأنهم لا يجدون أي فائدة من الجلوس داخل الفصول، ولا يعتمدون على شرح المدرس، ويرون أن الذهاب للمدرسة يعد مضيعة للوقت، فقرروا العزوف عن الحضور والاكتفاء بالدروس الخصوصية، وقضاء ساعات النهار في المذاكرة بالمنزل، مؤكدين أن المدرسة أصبحت مجرد مكان لقيد الطلبة ـ حسب وصف بعضهم.
يقول «عادل بدوى محمود» طالب بالصف الثالث الثانوية: «المدرسة بالنسبة لى مالهاش لازمة دلوقتى، يمكن في سنة أولى وتانية كنت مضطر أروحها عشان درجات أعمال السنة بس، في تالتة مش بروح»، لافتًا إلى أنه أثناء غيابه عن المدرسة يقوم بتركيز كامل طاقته للدروس الخصوصية التي يلتزم بها منذ شهر أغسطس، مؤكدًا أن باقي ساعات اليوم يستغلها الدروس الخصوصية، وهذا يجعلنى صافي الذهن طوال اليوم، لعدم ارتباطي بمواعيد حصص لا أستفيد منها شيئا، تتسبب في ضياع ساعات اليوم، فضلًأ عن الإرهاق والتعب وفى النهاية «لا تثمن ولا تغني من جوع».
وتقول رانيا جابر محمود، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، إن الذهاب للمدرسة يضيّع عليها وقتًا طويلًا، خاصة في فترة الصباح: «بيكون أحسن وقت أذاكر فيه، وباستغله لما بغيب»، مؤكدة أن غالبية زملاؤها أيضًا لا يذهبون بانتظام وهو ما شجعها على الغياب: «احنا بيهمنا كل لحظة عشان المذاكرة، حتى المدرسين ما بيشرحوش فملهاش لازمة».
وأكد أحمد عبدالسلام، عضو مجلس أمناء، أن الظاهرة منتشرة بالفعل، ويرجع سببها إلى أن غالبية الطلاب يفضلون الهروب لأنهم لا يجدون أي شىء يُحمسهم للبقاء في المدرسة التي تفتقد المناخ الجيد للتعليم ويتعاملون بها وكأنهم سجناء إلى جانب عدم توفر الأنشطة الكافية والمناسبة لميول الطالب وقدراته واستعداداته التي تساعده في تحقيق المزيد من الإشباع النفسى.
وقال سمير فواز، موجه لغة عربية، إن ظاهرة عزوف الطلاب عن الحضور للمدرسة، أنتشرت بشدة هذا العام، مؤكدًا أن منظومة حضور وغياب الطلاب تخضع لضوابط حازمة، حيث يتم تسجيل الغياب في كل حصة عن طريق المعلمين بشكل دقيق، بل دراسة حالات الغياب المتكررة للتأكد من صحة المبررات ومخاطبة أولياء الأمور بشأنها وعدم السماح بتجاوز المدة القانونية.
وأكد «فواز» أن الغياب يؤثر سلبًا في تحصيل الطلاب ومستواهم الدراسى وإلى صعوبة المناهج التي يقوم بدراستها وعدم توافقها مع ميوله إلى جانب كثرة الحشو الذي وصفه بـ«غير المفيد» والذي يتسبب في كونه سببا في نفور الطلاب من المادة وبالتالى هروبه من المدرسة، ما يضرنا لضم بعض الطلاب المتواجدين في أكثر من فصل داخل فصل واحد، لتكوين مجموعة نتمكن من خلالها من شرح الدروس.
وأوضح موجه اللغة العربية، أن المدرسة لا تملك أي سلطة للطالب وهو خارج المدرسة، فمسئوليته تقع على عاتق ولى الأمر، مطالبًا مديريى المدارس بتشديد الرقابة على الغياب، وكذلك متابعة الغياب عن الحصص خلال اليوم الدراسي، خاصة مع إنتشار ظاهرة «تزويغ الطلاب» عقب حضورهم بعض الحصص في بداية اليوم الدراسي.
من جانبه أكدت سهام يوسف، وكيل مديرية التربية والتعليم ببني سويف، أن ظاهرة عزوف طلاب المرحلتين الاعدادية والثانوية، عن الحضور للمدارس، سببها يرجع للأسرة وولى الأمر، ونواجهها بلائحة الإنضباط التي تتابع الغياب الإلكتروني للتلاميذ، والتي تصل فيها العقوبة إلى الفصل من المدرسة أو التحويل لنظام المنازل في حالات طلاب الثانوي، ولكن يرجع الأمر لأسرة التلميذ التي تساعده على الغياب والإكتفاء بالدروس الخصوصية، على الرغم أنه في معظم الأحيان يكون معلم المدرسة هو نفسه معلم الدرس الخصوصي.