رئيس التحرير
عصام كامل

محفوظ عبد الرحمن.. حلواني الدراما التاريخية

محفوظ عبد الرحمن
محفوظ عبد الرحمن

رحل الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن عن عالمنا اليوم السبت، بعد صراع كبير مع مرض السرطان، رحل في صمت وهدوء كما عهدناه دائما، فهو المثقف الريفي البسيط، والكاتب الذي عاش طوال حياته هاربا من الحاضر إلى الماضي والتاريخ.


جند محفوظ عبد الرحمن نفسه طوال مشواره للكتابة عن الشخصيات التاريخية، إذ كتب عن امرؤ القيس وعنترة والظاهر بيبرس وقطز والمتنبي وجمال عبد الناصر، واختلف معهم جميعا.

لجوء كاتب «بوابة الحلواني» إلى الكتابة التاريخية لم يكن سياسيا، هكذا قال، إنما هي لعبته المفضلة، أن يحول هذه الشخصيات التاريخية إلى شخصيات من لحم ودم، كان يجد المتعة في أن يضيف إلى هذه الشخصيات من خياله وروحه، وبرر ذلك بأن الخيال لا يقف ضد حقائق التاريخ، طالما يتسق معها.

كان لدى محفوظ عبد الرحمن موقف من الحياة، لا يمكن أن تعرفه منه، لكن من خلال أعماله، فالذي يقرأ مسرحيته "عريس بنت السلطان" يمكن أن يعرف أنه رجل يمجد الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية، كما أن أعماله التليفزيونية وكتاباته لأعمال مثل "ناصر 56" ومسلسل "أم كلثوم" تؤكد أنه رجل يميل إلى النزعة القومية وتمجيدها.

أما مواقفه السياسية فقد بدأت مبكرا، وكان معارضا لثورة يوليو في شبابه ولم يعتبرها ثورة، قال إنه كان يظن أن الثورة تجربة مماثلة لتجربة الشيشكلي في سوريا، وظل على ذلك حتى حلت هزيمة 1967، فأدرك أنه والنظام شيء واحد، فبدأ تعاطفه مع النظام يزداد ومع جمال عبد الناصر حتى نهاية حياته.

كان محفوظ عبد الرحمن، صاحب مسيرة طويلة ومشرفة، بدأ حياته شابا مثقفا، يكتب القصة القصيرة في الخمسينيات، وتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960 وعمل في دار الهلال لمدة ثلاث سنوات بعد التخرج، ثم في دار الوثائق التاريخية ومجلة السينما.
الجريدة الرسمية