خبير مناعة: الصوم يساعد في زراعة أوعية دموية جديدة في الجسم
كشف خبير المناعة المصري الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، عن حقيقة علمية مذهلة توصلت إليها نتائج 36 بحثا ودراسة علمية عالمية، من بينها 4 أبحاث أجريت في العام الحالي حول هرمون الجوع (الجريلين)، الذي يفرزه الجسم عامة وخلال صيام رمضان بصفة خاصة.
وقال بدران - في حديث خاص اليوم الأحد لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن هذا الهرمون يعزز تكوين أوعية دموية جديدة في جسم الإنسان، متفرعة من الأوعية القديمة الموجودة به، مشيرا إلى أنه استنادا إلى هذه الحقيقة العلمية فإنه يمكن القول إن الصائمين يزرعون بصيامهم أوعية دموية جديدة في أجسامهم، وأنه لو علم الناس بأسرار وفوائد الصيام لصاموا بعد رمضان قدر المستطاع يوما أو أكثر أسبوعيا.
وأضاف أنه في إطار محاولاته المستمرة لكشف أسرار مدرسة الصيام العلمية التي مازالت تمثل واحة مجهولة تتحدى ما وصل إليه الإنسان من تقدم علمي، تأكد أن كيمياء الصيام في جسم الإنسان هي صمام المناعة والأمان للقلوب، وأن الجهاز الدوري في جسم الإنسان (القلب والأوعية الدموية والدم)، هو معجزة ربانية تتعاظم وتتجلى وظيفته في الصيام مع ممارسة الأنشطة البدنية.
وأشار إلى أن هرمون الجوع، طبقا لما أثبتته الأبحاث، له وظائف وقائية للقلب والأوعية الدموية، ويعزز وظائف الشرايين التاجية التي تغذي القلب نفسه كعضو، ويثبط تطور تصلب الشرايين التاجية والشرايين بشكل عام، بالإضافة إلى دوره في قمع التهاب الأوعية الدموية، فهو مضاد للأكسدة والالتهابات، ويخفض ضغط الدم المرتفع، ويعزز وظائف الأوعية الدموية ويحمي الحاجز الدموي في المخ.
ولفت بدران إلى أن تعزيز نمو الأوعية الدموية يحدث بصورة طبيعية خلال التئام الجروح، وأثناء نمو الجنين، وخلال عملية التكاثر، وفي عمليات التجميل، فمع تشكيل نسيج جديد في جسم الإنسان، لا بد من إمداداه الدائم بالدم بكميات كافية لنموه وسلامته والقيام بوظائفه بكفاءة.
وأوضح أن شبكة الأوعية الدموية في جسم الإنسان هي شبكة مهولة يبلغ طولها نحو 60 ألف ميل (أو نحو 97 ألف كم) وهي عبارة عن موصلات ذات اتجاهين من الطرق متنامية الأطراف، موضحا أن محيط الكرة الأرضية يصل لنحو 40 ألف كيلومتر، مما يعني أن الأوعية الدموية للإنسان يمكن أن تلتف حولها مرتين ونصف تقريبا.
وقال بدران: إن عدد خلايا الجسم في الشخص البالغ تبلغ تريليون خلية تقريبا لكل كيلو جرام من وزنه، وأن الدم هو السائل الحيوي الضروري للحياة وترسانته المناعية حيث يحمل كيمياء المناعة لمكافحة الأمراض والحفاظ على درجة الحرارة الجسم والتوازن في درجة الحموضة، إلى جانب كونه وسيلة لنقل وإيصال الأكسجين والمغذيات والغازات والهرمونات من وإلى الخلايا في جميع أنحاء الجسم.