رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا لفرانسيس.. ولا شكر للجبلاية


وضعنا أيدينا جميعا على قلوبنا المسلمين قبل المسيحيين حتى تأكدنا أن قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، عاد بسلامة الله إلى الفاتيكان في روما. خشينا عليه جميعا من الجماعات الإجرامية المتطرفة، خشية أن يرتكب أحدهم عملا إجراميا يدمر سمعتنا ويمحو الصورة الجميلة العظيمة التي نقلها البابا العظيم فرانسيس عن مصر للدنيا كلها.


صدقوني لو أن بابا الفاتيكان كان مصريا، ما قال الكلام الجميل عن مصر الذي قاله البابا فرانسيس.. لقد تغني قداسته في تاريخ وحضارة وعظمة مصر حتى أنه اختتم كلمته في حضور الرئيس السيسي عن استقباله له في القاعة الكبرى بفندق الماسة «قال فرانسيس.. تحيا مصر أم الدنيا» وتغزل في تاريخها ودورها العظيم في المنطقة.


أصبحت زيارته التاريخية لمصر نقطة تحول في تاريخ المسيحية ففي حضوره وفي كنيسة بطرس غالي «البطرسية» تم الاتفاق على توجيه كافة المذاهب المسيحية وعادت مثلما كانت قبل ألف وخمسمائة عام.. أصبح المسيحيون جميعا طائفة واحدة في سابقة هي الأولى في التاريخ وبقيت الكنيسة البريطانية هي المستقلة عن باقي الطوائف الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية والإنجليلية.. وحدهم البابا فرانسيس على أرض مصر الطاهرة.


وبعد.. هل تستفيد مصر وتستثمر هذه الزيارة التاريخية.. وصدقوني لو أن دولة أخرى غير مصر قال عنها البابا فرانسيس ما قاله البابا فرانسيس لزارها خلال عشرة أشهر مائة مليون سائح وعلينا أن نستثمر هذه الزيارة التي تتحدث عنها كل فضائيات وصحف ومواقع العالم بأسره.. الشعوب حتى الكارهة لنا تحسد مصر على هذه الزيارة ويتمنون لو يفعلها البابا فرانسيس ويزور بلادهم.


سنظل نقدم له الشكر والامتنان على هذه الخطوة العظيمة.. ويكفي ما فعله يوم تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية عندما عقد مؤتمرا صحفيا أعلن فيه للعالم كله أن زيارته للقاهرة قائمة ولن يتغير موعدها ولن تؤجل.. هل هناك ثقة في مصر كتلك التي منحها لنا البابا القديس فرانسيس بارك الله فيه.


الدنيا كلها تتحدث عن زيارة بابا الفاتيكان لمصر ونحن نتكلم عن تعادل الزمالك مع طنطا.. وقرار مرتضى برفع شكوى للفيفا والمحكمة الدولية والمطالبة بإعادة مباراة الزمالك ومصر المقاصة.. نتحدث عن سجن النائبة سحر الهواري وشقيقها حازم الهواري ووصفهما في سجن الحضرة بالإسكندرية ومحاولتهما الانتقال إلى أحد سجون طرة في القاهرة تخفيفا على أسرتهما لزيارتهما.. نتحدث عن القرار النهائي باعتبار مجلس إدارة اتحاد الكرة منحلا وهو العدم سواء، والحقيقة أن الفترة التي قضاها أعضاء المجلس في اتحاد الكرة لا يستحقون عليها الشكر أبدا.
الجريدة الرسمية