رئيس التحرير
عصام كامل

أسلحة روسيا «الفتاكة» في مصر والعالم العربي.. إعلام موسكو الناطق بالعربية يعيد نفوذ الدب بالمنطقة.. «سبوتنيك» مولود قوي يحفظ التوازن بين الشرق والغرب.. وروسيا اليوم هزمت الجزيرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يلعب الإعلام في الوقت الراهن دورًا خطيرا في تشكيل الرأي العام المحلي والعالمي، يتفوق في كثير من الأحيان على الدور الذي تلعبه أشرس الأسلحة وأشدها فتكًا.


خروج الاتحاد السوفيتي
وقد استغلت الولايات المتحدة الأمريكية الفراغ الكبير الذي أحدثه خروج الاتحاد السوفيتي من الساحة الدولية لتتمدد سياسيا، وكان لا بد أن يرافق هذا التمدد السياسي تمدد وسيطرة إعلامية تتبنى رؤيتها.

ولم يمر وقت طويل حتى تنبهت روسيا الاتحادية في ثوبها الجديد تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، إلى خطورة الوضع العالمي أحادي القطبية، فتهيأت موسكو لخوض حرب عالمية من نوع جديد "وسائل إعلام" ناطقة بكل لغات العالم، الأمر الذي أثار حفيظة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، وحاولت بكل الطرق إفشال تلك المشاريع، التي بدأت تستحوذ على نسب عالية من المشاهدة العالمية، وحركت العقول في اتجاهات مختلفة، بعد أن كانت تسير وفق رؤية واحدة، ولعبت "روسيا اليوم" ومعها "سبوتنيك"، هذا الدور في العالم.

روسيا اليوم
وتحولت قناة روسيا اليوم وموقعه الإلكتروني، إلى منصة إعلامية مهمة للمشاهد المصري والعربي للاطلاع على مجريات الأحداث العربية والعالمية لما تتمتع به من مهنية في التغطية بعيدة عن حالة التوجيه المشوه الذي تعتمده وسائل إعلام عربية مثل قناة الجزيرة القطرية وغيرها من المواقع المعنية بالشأن العربي.

وباتت القناة تحقق نسبة مشاهدة ضخمة داخل البيوت العربية ورافدا هاما للمعلومات والتغطيات المباشرة من قلب المناطق الملتهبة بالصراعات.

ومع تطور تعاطى المشاهد العربي للجرعة الإخبارية من القنوات والمواقع الإخبارية الروسية، ظهر مولود جديد بحجم "وحش" أثبت حضوره على الساحة في شهور قليلة.

كشف الحقائق
وقد أعادت "سبوتنيك"، التوازن الإعلامي إلى العالم، وكشفت الحقائق التي كان يخفيها الآخرون، الأمر الذي دفع الكثير من وسائل الإعلام العالمية والغربية لشن حرب ضارية على "سبوتنيك" لمحاولة التشكيك في مهنيتها ومصداقيتها، لكنهم فشلوا فشلًا ذريعًا، لأن نهج "سبوتنيك" كان يستند إلى المهنية في المقام الأول والآخر، بجانب تصحيح المفاهيم المغلوطة.

مكتب القاهرة
وقد أحدث افتتاح المكتب الإقليمي لـ"سبوتنيك" بالقاهرة أثرًا كبيرًا وردود فعل بين وسائل الإعلام العربية والعالمية، ما بين متفائل بهذا التوازن وبين خائف من كشف الحقائق وتنوير الرأي العام العربي.

جيل جديد
وتعليقا على لعبة التوازن الإعلامي الذي دخله الدب الروسي، قالت زينب أمير نائب رئيس التحرير ومدير البرامج "سبوتنيك عربي" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، "عمدت روسيا منذ اليوم الأول لتدشين "سبوتنيك"، قبل عامين، ليكون نواة لجيل جديد من الإعلام، وفقًا لرؤية إعادة التوازن الإعلامي للعالم، وقد استطاعت "سبوتنيك"، منذ أسابيعها الأولى أن تحجز مكانها بين كبريات وسائل الإعلام العالمية والشرق الأوسطية".

وأضافت، كان للمولود الإعلامي الجديد، دورا كبيرا في توجيه دفة الإعلام في العالم، ولم يمر يوم إلا وطورت "سبوتنيك"، من أدواتها ووسائلها للوصول إلى القارئ بكل اللغات، وفي كل بقاع الأرض.

القارئ والمشاهد
مؤكدة أن "سبوتنيك"، تعمل على استكشاف كل ما هو مفضل بالنسبة للقارئ والمشاهد، وفقًا لرؤيته دون انتهاك لخصوصيات كل شعب ومنطقة من العالم، ولم تعمد "سبوتنيك" خلال السنوات القلائل التي تواجدت فيها بين وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى فرض توجهات معينة، بل على العكس كانت منبرًا لجميع الآراء، بعيدًا عن التوجهات السياسية والعقائدية.

مشيرة إلى أن "سبوتينك" لم تدخل في أي من الصراعات الدائرة في المنطقة، وكل ما كانت وما زالت تقوم به هو نقل الحقائق من مصادرها، دون تحريف أو تهويل أو تهوين، وتعاملت الوكالة مع الجميع بمهنية عالية أدهشت الكثيرين، فما تقوم به "سبوتنيك" قد يكون غريبًا على عالم الاستقطابات الذي نعيشه اليوم، أما "سبوتنيك"، فسياستها هي "المهنية أولًا وأخيرًا"، ومنهجها هو ما يشير إليه شعارها "نكشف ما يخفيه الآخرون".
الجريدة الرسمية