المركز اللوجيستى العالمى بدمياط «فنكوش».. و15 مليار جنيه في مهب الريح
مات قبل أن يولد، لأنه لم يستهدف سوى “الشو الإعلامي”.. إنه المركز اللوجستى العالمى للحبوب والغلال، الذي كان مقررا إقامته في محافظة دمياط.. صاحب الفكرة هو الدكتور خالد حنفى، وزير التموين والتجارة الداخلية الأسبق، ليكون المشروع سرابًا وورطة للقيادة السياسية بعد أن حمل الكثير من عوامل الفشل في طياته.
المركز اللوجستى بالأرقام يكشف أن تكلفته في الإنشاء تصل إلى 15 مليار جنيه، ومدة الانتهاء منه عامان بدلا من 6 سنوات، بناء على تعليمات عليا.
وكان من المقرر أن يبصر المشروع النور في بداية العام الجارى، لكن عدم دراسة المشروع من جميع النواحى الفنية والبيئية ودراسات الجدوى وطبيعة التجارة العالمية، وجميع الدراسات المتعلقة بإقامته عجلت بفشله.
ترجع فكرة المشروع إلى تحويل مصر إلى محور لوجيستى عالمى للحبوب، لكون مصر تقع في مكان متسع بالنسبة للعالم اصطلح عليه بعبقرية المكان، واستعاره من العالم الراحل الدكتور جمال حمدان، لكونه يوفر جميع السلع الإستراتيجية بجانب تعظيم القيمة المضافة بالتصدير إلى دول أخرى.
تبلغ مساحة المشروع وفقا لما طرحته وزارة التموين 3 ملايين و350 ألف متر مربع، منها نصف مليون متر داخل حدود ميناء دمياط، والمساحة الباقية في منطقة صناعية خارج حدود الميناء.
يشمل المشروع إنشاء صوامع وقباب وأنشطة متباينة متعلقة بالتعبئة والتغليف للحبوب الغذائية، والبذور المنتجة للزيوت، والزيوت غير المكررة التي تستورد مصر منها أكثر من 97%، والسكر الخام والمواد الإستراتيجية بحجم تداول يصل إلى 65 مليون طن سنويا من الحبوب والغلال بهدف المساهمة في تحقيق الأمن الغذائى.
طرح الوزير الأسبق أفكارا متنوعة للالتفاف حول مشروع كان وهميا لعدم اكتمال جميع دراسات الجدوى، مع إعلانه أنه تم إجراء جميع الدراسات من قبل الخبراء لتنفيذ المشروع الذي يتضمن إنشاء قباب وصوامع سعتها التخزينية تصل إلى 7.5 ملايين طن، بجانب رصيف بحرى للسفن العملاقة، ورصيف نهرى بطول 120 مترًا، وأنظمة تكنولوجية لربط عناصر المشروع الصناعية والبحرية والتخزينية.
تضمن المشروع «الفنكوش»، وفقا للمخطط المستهدف منه، إقامة مناطق استثمارية للمطاحن لإنتاج الدقيق الفاخر، والنخالة “الردة”؛ للتصدير، بجانب صناعات غذائية للزيوت والأعلاف بطاقة 1.5 مليون طن سنويا، وغيرها من النشا والفركتوز بطاقة إنتاجية 1.5 مليون طن، وغيرها من الصناعات لتعبئة السكر وتكريره، وصناعات تكميلية للمعجنات والأعلاف بطاقة 1،5 مليون طن سنويا.
دليل الفشل بعد دعوة المستثمرين للمشاركة في المشروع من الدول العربية انسحاب شركة “ًال سودين” الإماراتية من المشروع، بعد أن سبق لها استعراض دراسة الخطوات الفنية والتنفيذية للمشروع، بعد مرور فترة سبقها عقد مؤتمر صحفى بين خالد حنفى ورئيس الشركة بمقر الديوان العام لوزارة التموين لعدم جدية المشروع، مع أن وزارتى النقل والإسكان من ضمن الهيئات الوزارية الممثلة في المركز اللوجستى، أثناء حكومة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء آنذاك.
تتواصل حلقات الفشل للمشروع الوهمى بإلغاء زيارة لتفقد المشروع بمدينة دمياط، ووضع حجر الأساس، بعد أن تم توجيه الدعوة لأكثر من 700 شخصية من المستثمرين والفنانين والشخصيات العامة وأعضاء الحكومة، ويتم سحب المشروع من وزارة التموين، بعدما حوله الدكتور خالد حنفى إلى أنشودة يتغنى بها في كل مكان، لدرجة أنه حضر سيمنار عن المشروع بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية من أجل الحشد، ولكن سيف الفشل لم يكن له معينا على النجاح.