الخواجة مرسى
مائة يوم وعد فيها مرسى بتحويل مصر إلى جنة خضراء، قال إنه سيقضى فيها على التكدس المرورى الذى يقيد حركة الناس حيث يقضون ربع عمرهم فى زحمة المواصلات، واصطدم المواطن بالواقع المؤلم وهو أن الطرق تزداد ازدحاما، بل وسيطر الباعة الجائلون عليها، ولم يعد للسيارات والمارة مكان، واختفى فيها الأمان تماما بعد أن صارت السيدات والفتايات يغتصبن فى الشوارع علنا دون رادع .
وعد الرئيس بالقضاء على أزمة رغيف الخبز وإيصاله للمواطن فى المنزل، إلا أن رجال جماعته استغلوا مناصبهم القيادية الجديدة فى الحكومة وراحوا يتحكمون فى قوت الغلابة ويسعون للسيطرة على توزيعه عن طريق إنشاء شركات توزيع تابعة للجماعة تسعى إلى مد جسور من التواصل مع المواطن المصرى داخل المنزل تكون حجة لدخول رجال ونساء الجماعة إلى المنازل بحجة إيصال الخبز، ولكن الحقيقة هى الدعاية لمرشحى الجماعة والحزب داخل المنازل دون أن يتعرضوا لأى انتقادات من الأحزاب المعارضة، أو يتم اتهامهم بالتأثير على الناس لتضرب الجماعة عصفورين بحجر واحد، ناهيك عن أن حالة رغيف العيش أصبحت لا تسر عدوا ولا حبيبا، وباتت طوابير الخبز أماكن تداس فيها كرامة المواطن البائس الفقير الذى يتعرض للإهانة والمهانة للحصول على لقمة العيش .
وعد مرسى بعودة الأمن مرة أخرى من خلال مجموعة من الخدمات التى تقدمها وزارة الداخلية فى عهده، إلا أنها صارت أسوأ من نظام مبارك ودخلت فى مواجهة مع الشعب مرة أخرى وتناست الدرس الذى لقنه الثوار لهم فى أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير، فراحت تقتل من يعارض النظام وتسحل المتظاهرين وتحمى مقرات الحزب الحاكم، فى الوقت الذى تركت فيه الأزهر والكنيسة عرضة للبلطجة والتخريب، وهو ما سيذكره التاريخ كوصمة عار فى جبينهم، كما وعد الرئيس بتوفير الوقود وأسطوانات البوتاجاز وصارت الشوارع أماكن انتظار فى طوابير طويلة للحصول على الوقود، وقامت حكومة الإخوان برفع سعر أسطوانة البوتاجاز من جنيهان ونصف فى عهد مبارك إلى 8 جنيهات لتباع بخمسين وستين جنيها فى عهد مرسى فى السوق السوداء .
الرئيس مرسى الذى ملأ الدنيا كلها ضجيجا بحرية الإعلام كان أكثر الحكام رفعا لدعاوى قضائية ضد الصحفيين والإعلاميين، مستخدما نفس أسلوب الرئيس السابق فى العفو عنهم كمنة منه عليهم، حتى يقال: إن الرئيس ديمقراطى!!
ملأ الرئيس وجماعته الدنيا ضجيجا بضرورة احترام أحكام القضاء، منددين بضرب النظام السابق بأحكام القضاء عرض الحائط، وعندما اعتلوا السلطة كانوا أول من يشككون فى نزاهة القضاء الذى أشرف على الانتخابات وأتى بهم إلى سدة الحكم، وراحوا يعلقون على الأحكام القضائية التى لم تتوافق مع رغباتهم وقراراتهم الخاطئة، ليخرجوا عن الشرعية والقانون ربما أكثر من نظام مبارك نفسه.
كل وعود الرئيس ذهبت فى مهب الريح ما جعله نكتة الشعب المصرى فى الشارع الذى وصفه بالخواجة مرسى.