المخرج خالد يوسف: قرارات الحكومة «الغبية» رسالة للشعب «عشان تحرموا تعملوا ثورات تاني»
- فشلت في السياسة.. وراجع تانى للسينما
- قرض صندوق النقد مخالف للدستور
-
- السيسي عارف كل كبيرة وصغيرة.. وماحدش يقدر يخبى حاجة على الرئيس
- أستعد لفيلم تاريخى ضخم عن سقوط الأندلس
- هذه الحكومة لا تفهم حركة التاريخ
الفن والسياسة يتقاطعان في حياة المخرج خالد يوسف، فقد اكتسب شهرته من عدة أفلام صنعها على عينه، وحملت إرهاصات الثورة قبل أن تخرج الجماهير إلى الشوارع في 25 يناير، وهو نفسه عضو مجلس النواب، وأحد أبرز المعارضين للحكومة تحت قبة البرلمان.
المخرج المعروف بأفكاره التحررية والذي يؤمن بأن الفن وسيلة من وسائل التغيير، هجر الفن مؤخرا واكتفى بدوره الرقابى والتشريعي، آملا أن يسهم في صنع غد أفضل، لكنه اعترف في حواره معنا بأنه لم يصنع الفارق الذي كان يحلم به، وأنه قرر العودة مجددا إلى صفوف المبدعين عبر عمل سينمائى ضخم يجهز لها حاليا عن سقوط دولة المسلمين في الأندلس.
“يوسف” أبدى تفهمه من إصرار عدد كبير من النواب على الموافقة على ما تطرحه الحكومة من قوانين تحت شعار “عشان المركب تمشي”، لكنه أكد أن الأهم من سير المركب هو إلى أين تسير؟ مشيرا إلى أن إعادة فتح ملف اتفاقية تعيين الحدود داخل البرلمان انتهاك لسيادة القانون، خصوصًا أن القضاء المصرى قال كلمته وحسم الجدل بتأكيد مصرية “تيران وصنافير”.. وإلى نص الحوار:
> في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن ضرورة إجراء تعديل وزاري.. فهل نحن في حاجة ماسة إليه؟
ما نحتاجه في الحقيقة هو تعديل أو تغيير السياسيات وليس الوزارات؛ لأنه مهما وليت من أشخاص وطنيين وخبراء في ظل انعدام الرؤية وعدم وجود فكرة وانحيازات مبتكرة وأولويات غير محددة، ستصل الأمور بنا في النهاية دائمًا إلى أننا أمام حكومة تسيير أعمال مهما كانت تمتلك من خبرات ومهما حدث من تغيرات، فتغيير الحكومة ليس هو المعضلة فالمعضلة الحقيقية هي تغيير السياسيات.
> من هو الوزير الذي تقول له ارحل فورًا ومن ستعطيه فرصة أخرى ومن ستطالبه بالاستمرار؟
المجموعة بأكملها لابد لها أن ترحل فهذه الحكومة فاشلة وفشلت في إدارة جميع الملفات فإذا نظرنا لملف العدالة الاجتماعية فسنجدها فشلت فيه وملف الحريات وحقوق الإنسان والاقتصاد وغيرها، فالحكومة ليس بها شخص واحد أستطيع أن أصطفيه أو أختاره ليكمل الطريق.
> هل اختلفت طريقة التعامل مع الحريات والملف بشكل كامل في الوقت الحالى عن عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؟
بالعكس ملف الحريات ازداد سوءًا عن عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وهناك تراجع في الحريات لسببين، الأول موضوعى والآخر ليس موضوعيا، الموضوعى أن الدولة تتعرض لمؤامرة ودائمًا تزداد وتشتد القبضة الأمنية في الأوقات التي تتعرض فيها أي دولة للمؤامرات، ويزداد الغفران لأى انتهاك لحقوق الإنسان تحت دعوى الحفاظ على الدولة، أما السبب الآخر فيرجع للحديث الدائم عن أن الدولة ليست في حالة استقرار بعد ولابد أن تمسك بقبضة من حديد حتى تستقر، وفى رأيى أن السبب الأول فيه شبه موضوعية ولكنى لن أقول إنه موضوعى تماما لأنه لا يفسر المناخ الذي نعيشه حاليا من تضييق على الإعلام ومحاولة تأميمه وضرورة إسكات أي صوت معارض، وإخراس أي صوت إعلامي ينتقد، بالإضافة للحملات التي تدار ضد أي شخص معارض، علاوة على اتهامهم بالخيانة والعمالة، ونحن بدورنا نطالبهم طوال الوقت بتقديم أي شخص متهم بالعمالة والخيانة للعدالة.
> لماذا يشعر المواطن في الشارع أن معارضة البرلمان ضعيفة؟
بالعكس فتكتل “25_ 30” عارض أشياء كثيرة تحت قبة البرلمان كما رفض العديد من القوانين، ونحن دائما نحاول أن نكون صوتا قويا للشعب ومعارضة حقيقية.
> كنت قريبا من الدكتور محمد البرادعي.. هل يستحق هذا الرجل التشويه الذي يتعرض له؟
أنا مختلف مع الدكتور محمد البرادعى فيما انتهجه بعد اعتصام رابعة، وكتبت تغريدة شهيرة على موقع التواصل الاجتماعى “تويتر” بعد أن تقدم باستقالته تحدثت فيها عن تخليه عنا في لحظة حاسمة مثل اعتصام رابعة وكان أولى له أن يبقى، لكننى أعلم منطقه فهذا الرجل ينتمى لمنظومة قيم المجتمع الغربى أكثر مما ينتمى لمنظومة قيم المجتمع المصرى من حيث حفاظه على حقوق الإنسان وفكرة السلام وعدم اللجوء للعنف تحت أي ظرف أو شرط، بها، فهو لم يستطع تحمل كل ما حدث فهذه هي طاقته النفسية، ولا نستطيع أن نحاسب أحدا على طاقته النفسية، وما يثار حول أنه كان عميلا وخائنا وموجهًا كلام لا يصح ولا يليق بل بالعكس فهذا الحديث والاتهامات تدين جميع الموجودين في الوقت الحالى فالرئيس عبد الفتاح السيسي كان آنذاك وزيرًا للدفاع وكان البرادعى نائبًا لرئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور، فالحديث عن البرادعى مثله مثل ثورة يناير وما يثار حول أنها كانت مؤامرة، وهذا خاطئ تمامًا بدليل أن الجيش المصرى انحاز لثورة يناير فكيف سينحاز الجيش لمؤامرة.
> وهل سيستجيب الشعب؟
هذه الحكومة لا تفهم حركة التاريخ، فحركة التاريخ لا تمشى على مزاج الحكومات مهما كانت قوية، ولها معادلات موضوعية على الأرض، وأهم معادلة لابد أن تفهمها الحكومة هي أن إرادات الشعوب عندما تتجمع بهذا الشكل الذي تجمعت به في 25 يناير و30 يونيو، لا يمكن لأحد أن يوقفها.
> بحكم قربك من صناع القرار هل هذه المخاوف لا تصل لصناع القرار ورئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خاصة أننا نعلم أنه يستمع ويستجيب بدليل استجابته لمطالب الإفراج عن المعتقلين؟
في رأيى أن هذا يصل لجميع الأجهزة وليس خفيا على أحد، والمشكلة في الحقيقة هي اختلاف وجهات نظر، فالدولة أو الحكومة أو النظام الحاكم يرى الأمور بشكل ونحن نراها بشكل مختلف تمامًا.
> هل هناك جهاز في مصر قادر على حجب معلومة أو شيء عن رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي؟
أعتقد لا.
> نرى البرلمان في الجلسات يهاجم الحكومة ثم نفاجأ به يمرر ويوافق على قوانينها.. فهل يمكن أن تشرح لنا العلاقة الملتبسة والمتشابكة التي بين البرلمان والحكومة؟
قناعات أغلبية نواب البرلمان تتمحور حول أن الدولة في خطر وتتعرض لمؤامرة كبرى ومؤسساتها مهددة، وهذه الاعتبارات تجبرنا على الموافقة من مبدأ “لازم المركب تمشي”، وقلت من قبل في البرلمان لهؤلاء النواب “أتفهم دوافعكم الوطنية للموافقة على جميع قوانين وقرارات الحكومة لكن أن الآوان أن تسألوا أنفسكم قبل ما المركب تمشى أسألوا المركب رايحة فين، فالمركب بتلك الطريقة يمكن أن تصطدم بصخرة صناعية ونغرق جميعًا”، ولابد للنواب في دور الانعقاد الثانى أن يغيروا من توجهاتهم من الموافقة على كل قرارات الحكومة.
> نأتى للحديث عن قضية ترسيم الحدود مع السعودية وجزيرتى “تيران وصنافير”.. ما رأيك فيما يحدث حاليا وفى القضية بشكل عام؟
تيران وصنافير موضوع منته، فالحكم عنوان الحقيقة، ونحن لم نكن نحتاج أكثر من عنوان لحقيقة من الأصل مستقرة حتى قبل هذا الحكم في وجدان المصريين بأن هذه الأرض مصرية، وما استقر في وجدان المواطنين لا تستطيع أن تخاصمه أو تحاربه، وبالتالى لا يملك أحد أن يتنازل عنهما.
> هل أخطأت الدولة في تقدير رد فعل المصريين على اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية؟
بكل تأكيد، وفى رأيى لابد من محاسبة جميع المسئولين الذين عرضوا على القيادة السياسية أوراقا منقوصة لا تحتوى على جميع الوثائق الخاصة بجزيرتى تيران وصنافير.
> كيف ترى إصرار الأغلبية داخل البرلمان أو بمعنى أدق ائتلاف «دعم مصر» على مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود مع السعودية؟
إذا أصر النواب على مناقشتها فهم بذلك سيهدرون دولة سيادة القانون وسيضربون بعرض الحائط الفصل بين السلطات، والأهم هو أنهم سيخاصمون وجدان المواطنين، ولن يستطيعوا إلا أن يصلوا لرفض تلك الاتفاقية مهما فعلوا.
> وماذا عن قرض صندوق النقد الدولي؟
قرض الصندوق من ضمن انتهاك الدستور، لأنه عرض على مجلس النواب بعد صرف شريحتين منه، وليس من سلطة الحكومة الموافقة على القرض والإمضاء عليه،بل تنفيذه دون عرضه على البرلمان والموافقة عليه.
> تفسيرك لصبر المصريين على الأوضاع الاقتصادية الصعبة؟
حكمة بالغة من المصريين، فهم لا يريدون أن يكونوا هم السبب في هدم الدولة.
> لماذا ابتعدت عن الفن بعد دخولك السياسة؟
ابتعدت عن الفن تحت دعوى أن الدور الذي أؤديه منذ 25 يناير وحتى الآن من الممكن أن يصنع فارقًا، والآن أقولها بصراحة بالمراجعة اكتشفت أننى لم أصنع فارقًا بأدائى لهذا الدور، وبالتالى فالأسلم أنى أرجع للفن ولصناعة الأفلام.
> متى ستعود للسينما؟
«بفكر جديًا في الوقت الحالى أرجع للسينما»، وسأعود عن طريق فيلم تاريخى ضخم عن سقوط الأندلس، وبالفعل أعمل على التحضير له منذ فترة، ويتناول الفيلم قصة سقوط الأندلس وآخر ملوك العرب في الأندلس عبدالله بن الأحمر، وسيضم الفيلم عددا كبيرا من الممثلين من مختلف الجنسيات العربية.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"