إقالة على الهواء
منذ أكثر من شهر ورئيس الوزراء يجرى لقاءات مع المرشحين لحمل حقائب وزارية في تشكيل الحكومة الجديدة، وخلال هذه الفترة صدر أكثر من بيان من مجلس الوزراء بتأجيل عرض الأسماء المرشحة على البرلمان من أجل إقرارها.. وذكرت تقارير صحفية أن رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل عرض الأسماء المرشحة على الرئيس إلا إنها لم تلق إعجابه وكلف رئيس الوزراء بالبحث عن أسماء جديدة..
كان من بين أسباب رفض من رشحوا لحمل الحقائب الوزارية الجديدة ضعف المقابل المادى الذي يحصل عليه الوزير، وأن مرتب الوزير لم يعد يغرى موظف درجة ثالثة، وأن الوزير يحتاج لعمل إضافي حتى يستطيع تلبية متطلبات أسرته.. والحقيقة أن هذا الاعتذار عن المنصب الرفيع بسبب ضعف المقابل المادى حجة لم تقنع أحدا، فمازال هذا المنصب له بريقه وجاذبيته حتى لو كان بدون مقابل، فالبدلات تكفى والمكافآت تؤدى الغرض والوجاهة لها ثمن، وهناك الكثيرون يطمحون لحمل لقب وزير..
من المؤكد أن أسباب الرفض بعيدة عن السبب المادي، فالبعض يرى أننا نسير في الطريق "الخطأ" والنوايا الحسنة وحدها لا تكفى للإصلاح، والبعض الآخر كانت أسباب رفضه أن منصب الوزير مجرد وجاهة اجتماعية وحاجة تفرح الأولاد فقط، وأن قراراته لا تنفذ وأن رؤيته لن يتم الأخذ بها، وأن وجهة نظره لن تغادر باب مكتبه، وأن هناك آخرين يعرفون أين المصلحة الوطنية ويتم تنفيذ توصياتهم بدقة.
والسؤال هنا لماذا التعديل الوزارى، وهل هناك ضرورة ملحة أو حتى غير ملحة لإجرائه؟، فمن المؤكد أن أحمد سيكون مثل الحاج أحمد، لأننا ببساطة لم نحدد ما الذي نريده من الوزير، وما الذي يستوجب عليه إنجازه في مهمته، والحقيقة أنه سيمر عام أو عامان ونحن نتحدث عن مشكلات الاستثمار، وسيرد علينا وزير الاستثمار الجديد بأن الشباك الواحد أهم أولوياتى..
وسيأتى وزير الصحة مرددا "المواطن المصرى يستحق خدمة طبية أفضل"، وهذا حلم لن نتنازل عنه، وسيذهب وزير الزراعة إلى البرلمان ويصرخ في الجلسة العامة "أن الفلاح المصرى هو من أطعم العالم في الماضى"، وسيظل يؤدى رسالته كما هو".. وليس مهما كيف ومتى، وأن فكرة زراعة القمح مرتين ما زالت قيد الدراسة. وسيتحدث إلينا رئيس الوزراء وهو يستقل سيارته ويقول "إننا نواجه تحديات كثيرة وعلينا التحمل والصبر والخير قادم لا محالة، ولمن سيذهب؟! لا أحد يعرف فهذا في علم الغيب".
الرئيس يصارح الشعب دائما بالحقيقة ومازالت أصداء جملته الشهيرة "إحنا فقرا أوى" تتردد في الأذان نريد من الرئيس أن يكون بكل هذا الحماس ويقول على الهواء للوزير الذي لم يقم بدوره على الوجه الأكمل "أنت فاشل اترك وزارتك فورا"، ويبدأ بوزير التموين الذي لم يفعل شيئا ولن يفعل شيئا حتى لو جلس على كرسى الوزارة عشرات السنين، فهو لا يأخذ قرارا في أي شيء ولا يمتلك رؤية ولا يجيد شيئا سوى رفع الأسعار على المواطن.
وزير التموين الحالى قال لأحد مستشاريه "لقد فعل خالد حنفى الكثير، وقدم أفكارا جديدة فماذا أفعل بعده؟!
من المؤكد أن هناك أكثر من مثال لوزير التموين في حكومة شريف إسماعيل فهل ينقذنا الرئيس؟!