صلاح عيسى يسرد مراحل تطور «الكاريكاتير» في صباح الخير
في مجلة صباح الخير وفى الذكرى الخامسة لصدورها عام 1961 كتب الصحفى صلاح عيسى مقالا قال فيه:
"يوم 12 يناير 1956 هو يوم إصدار مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة "صباح الخير".. كان ميلادا جديدا لكوكبة من الشباب الموهوبين الذين أحدثوا ثورة في فن الكاريكاتير، وبدأوا في استكمال بناء المدرسة المصرية للكاريكاتير الذي وضع حجر أساسها كل من صاروخان ورخا وزهدى وعبد السميع وطوغان، وكان أول رئيس تحرير لها الكاتب: أحمد بهاء الدين، ظهر بعدهم جيل صلاح جاهين وجورج البهجورى وحجازى وناجى كامل وإيهاب شاكر ورجائى".
يقول شيخ الرسامين زهدى عن تلك الفترة في مقدمة كتاب "كاريكاتير نزيه الخالدى": "كان أقصى مستوى ارتفعت إليه حركة الكاريكاتير المصرى بعد عام 1956 مع صدور مجلة صباح الخير، وإذا قارنا ما ينشر الآن في صحافة مصر من كاريكاتير بتلك الفترة المزدهرة فسوف نتأكد أننا خطونا خطوات كثيرة إلى الوراء".
ووصفهم الكاتب صلاح عيسى في كتاب "حكومة وأهالي" للفنان بهجت عثمان: "كانت مجموعة من المواهب الشابة قد احتشدت على صفحات صباح الخير، وكان الهم الرئيسى لهذا الحشد غير المسبوق في تنوع اهتماماته ومواهبه هو مصر التي تحررت بعد الثورة من الإقطاع، واستكملت بحرب السويس وتمصير الممتلكات الأجنبية واستقلالها الوطني".
وأضاف: "هيأت الظروف لظهور نوع من الكاريكاتير الاجتماعي ولم يكن في جوهره بعيدا عن السياسة، بدأه صلاح جاهين بــ "نادي العراة" ليسخر من القيود التي تكبل المرأة، فجعلها في رسومه تنطلق بحرية خارج سياج التقاليد، قدم بعدها جاهين "قيس وليلى"و"ضحكات مكتبية" يسخر فيها من كسل موظفى الحكومة وفساد ذممهم".
وقدم بهجت عثمان سلسلة "الفرخة والديك" وتدور حول السلوك الإنساني، وقدم بعدها "المجمع اللغوى" حول مشكلات اللغة، هارون الرشيد "حول شخصية الرجل، "جراح قلب" حول مشكلات الحب.
وجاء حجازى ليعبر في رسومه بالتصوير الفكاهي عن قضايا المجتمع والظواهر السلبية فيه فارتبط بالفقراء والمرأة المضطهدة. كما تناول حجازى مجتمع الرصيف والطلبة بشكل دائم في أعماله.