رئيس التحرير
عصام كامل

حياتو يلحق ببلاتر وبن همام ووارنر!!


منذ نحو تسعة أشهر تم الإطاحة بجوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، والقبض عليه، وعلى ٢٧ شخصًا من أعوانه في أعقاب نجاحه في انتخابات رئيس الـ«فيفا» في مواجهة الأمير علي بن الحسيني.. في هذا المكان منذ شهور توقعت وقوع عيسى حياتو في قضية من قضايا الفساد، والإطاحة به ليلحق بأصدقائه وشلته وزعيمهم جوزيف بلاتر الذي أطاح بآخرين قبل الإطاحة به..


أطاح بمحمد بن همام القطري، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.. كما أطاح بجاك وارنر، نائب رئيس الاتحاد الدولي ورئيس اتحاد الكونكاكاف «أمريكا الوسطى والجنوبية».. وتوقعت وقتها أن يحل الدور على الثعلب الكاميروني عيسى حياتو الذي تعلم من الإثيوبي تسيمبا.. وأطاح بالسوداني رئيس الاتحاد الأفريقي ليخلفه على عرش الكاف «الاتحاد الأفريقي كرة القدم» عام ١٩٨٨ أي منذ أكثر من ٢٨ عامًا، وهو ما زال جاثمًا على قلوب ٥٣ دولة أفريقية، يتحكم في مصائرها ويصنف المنتخبات الأفريقية على هواه بما يخدم مصالحه ومصالح المحيطين به، ومن يقفون معه في الانتخابات، بعد أن تخلص من أقوى خصومه المغربي محمد بن جلون والتونسي سليم شيبوب.. وأيضًا سليم علولو.. والكونغولي أنجياني مونجو والصومالي فرح إد والجامني عمر ساو وأطاح بالمصري سمير زاهر وحرمه من الترشح في رئاسة الاتحاد الأفريقي..

وخطط لانتقال المصري مصطفى فهمي، سكرتير عام الاتحاد، ليعمل في مقر الاتحاد الدولي «فيفا» ليخلو له الجو.. كان مراد فهمي، سكرتير عام الاتحاد الأفريقي الأسبق، ووالد مصطفى فهمي هو الذي خطط لتولي حياتو، رئاسة الاتحاد الأفريقي، بشرط أن يضمن تعيين ابنه مصطفى مراد فهمي موظفًا في الاتحاد، ليخلف والده بعد رحيله، وهو ما أوفى به عيسى حياتو، كما تم الإطاحة بالسكرتير العام المساعد المرحومة أميرة الشريف ابنة شقيق يوسف الشريف، أحد مؤسس الاتحاد الأفريقي، وسناء ابنة الفريق عبدالعزيز مصطفى، ثاني رئيس للاتحاد الأفريقي بعد مؤسسه عبدالعزيز عبدالله سالم، أول وزير للزراعة في عهد الثورة.

هذه الأيام أثارت هيئة حماية المنافسة ومنع الاحتكار التابعة لوزارة الصناعة.. أثارت زوبعة في العالم كله.. وأفريقيا بصفة خاصة بسبب قرار مني الجرف رئيسة هيئة حماية المنافسة بإحالة أوراق عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي للنيابة العامة، للتحقيق معه في قضية فساد كبري، وهي توقيع عقد احتكار لبطولات الاتحاد الأفريقي مع إحدى الشركات الغذائية الكبرى هي شركة "لاجاردير سبورت" لاحتكار كل بطولات «الكاف» حتى عام ٢٠٢٨، مع أنها تحتكرها منذ عام ٢٠٠٨ أي يستمر الاحتكار عشرين عامًا، وبالتالي تحرم شعوب ٥٣ دولة أفريقية من حق مشاهدة بطولات أفريقيا، ومنها بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجابون، التي تنطلق يوم ١٤ يناير الجاري وتستمر حتى ٥ فبراير القادم.

وقد ثار المنتفعون بملايين الاتحاد الأفريقي لهذا القرار، وهاجموا مصر وهددوا بمنع المنتخب المصري من المشاركة في نهائيات الجابون، والتهديد بنقل مقر الاتحاد الأفريقي من القاهرة إلى دولة أخرى، وأقول لهم ولعيسي حياتو بالذات: أتحداك لو فكرت لحظة في استبعاد منتخب مصر من النهائيات وقتها لن يعرف أهلك عنك شيئًا.

أما مسألة نقل الاتحاد الأفريقي من القاهرة فنقول لهم وبالفم المليان: لو جدعان امشوا من عندنا.. لو رجالة ابحثوا عن دولة أخرى تتحملكم ولن تجدوا بما في ذلك الكاميرون نفسها بلد عيسى حياتو.. فهل سيجدون مثل هذه «الفتة» التي يعيشون فيها في القاهرة.. يعاملون معاملة الدبلوماسيين.. سياراتهم تدخل مصر بدون جمارك.. يدخلون ويخرجون من المطارات دون تفتيش.. يملكون فيللا مجانا في أجمل مكان في القاهرة، في شارع الجبلاية بالزمالك، بجوار اتحاد الكرة.. ومنحتهم مصر مساحة فدان في مدينة ٦ أكتوبر أقاموا عليها مقرا للاتحاد الأفريقي.. كل هذا بالمجان دون أن تحصل منهم الدولة على شيء، ثم يهددون بعد ذلك باستبعاد منتخب مصر؟ لو رجالة يعملوها.

أما التهديد بنقل الاتحاد فإنه سيكون أسعد خبر لو خرجوا من مصر بلا عودة فهم ضد مصر في كل المواقف.. يصنفون فريقنا في التصنيف الثاني مع أننا تصنيف أول في الـ«فيفا» لكنهم غيروا الأوراق.. ولم يعطوا مصر صوتا واحدا عندما طلبت تنظيم كأس العالم.

الأيام القادمة سوداء على عيسى حياتو والأيام بيننا!
الجريدة الرسمية