الأزهر في 2016.. إطلاق استراتيجية شاملة للإصلاح والتطوير.. تنقيح التعليم الأزهري وتشجيع البحث العلمي.. وإنشاء أكاديمية للدعاة وتنظيم دورات لتجديد الخطاب الديني
حرص الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، منذ بداية 2016 م على العمل والإصرار والعزيمة وإنكار الذات، والتطوير الشامل والحفاظ على وسطيته وتجديد الخطاب الديني ومواجهة التحديات داخليًّا وخارجيًّا.
وتبنى الأزهر الأفكار مُقدِّمًا العديد من الجهود والإنجازات الملموسة التي تابع العالم كله نتائجها من تطوير للمناهج التعليمية، ومواجهة للإرهاب والفكر المتطرف، ومخاطبة للعالم الخارجي من خلال مرصد اللغات الأجنبية، وأدوات الأزهر الإعلامية وقوافله الدعوية والإنسانية، وجولات الإمام الأكبر الخارجية.
استراتيجية شاملة
وطرحَ الأزهر خلال العام 2016م، إستراتيجية شاملة للتطوير والإصلاح وتجديد الخطاب الديني، عبر تطوير كافَّة المناهج الدراسية في التعليم قبل الجامعي، وتحقيق انطلاقة قوية على صفحات التواصل الاجتماعي تستهدف الملايين حول العالم.
كما تم إطلاق عدة برامج تليفزيونية دينية واجتماعية لأوَّل مرة خلال شهر رمضان الماضي، كان على رأسها برنامج "الإمام الطيب" للدكتور أحمد الطيب، ليناقش عددا من القضايا الحياتية والفكرية، إضافة إلى برامج لشباب دعاة الأزهر.
وتم أيضا تطوير آليَّة العمل بالمركز الإعلامي، والبوابة الإلكترونية، وإطلاق مركز الرصد والفتوى الإلكترونية (أون لاين) بلغات عدة، للإسهام في القضاء على فوضى الفتاوى، وغيرها من مجالات التطوير للقطاعات المختلفة.
تطوير التعليم الأزهري
وواصل الأزهر جهود تطوير وإصلاح التعليم ما قبل الجامعي، وشهد عام 2016م صحوة تعليمية أزهرية في كثير من المجالات، تمثلت في ضبط العملية التعليمية، والقضاء على ظاهرة تسريب الامتحانات، ومنع محاولات الغش تمامًا، وانتهت اللجان المشكلة من تطوير مناهج التعليم قبل الجامع وتنقيح المناهج التعليمية.
وشمل التطوير التوسع في البنية التحتية التعليمية، وتوقيع عدد من البروتوكولات لضمان الجودة والتنمية المهنية.
وبتكليفات من الإمام الأكبر تم تدريس مادة الثقافة الإسلامية التي تعالج القضايا المعاصرة وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فضلا عن التوسع في افتتاح فصول رياض الأطفال بالمعاهد الأزهرية النموذجية والعادية، واعتبار هذه المرحلة مرحلة أساسية في التعليم الابتدائي.
واستمر الأزهر بقيادة الإمام الأكبر في تطوير منظومة الطلاب الوافدين والارتقاء بهم، وتم استحداث لجنة تطوير منظومة الوافدين، لإدارة وتطوير منظومة العمل المعنية بالطلاب الوافدين، لحل مشكلاتهم والاستماع إلى مطالبهم، والتأكد من التزام جميع طلابه بوسطية المنهج الأزهري.
ووضع الإمام الأكبر وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية للوافدين الدارسين بالأزهر، لخدمة 40 ألف وافد يدرسون بالأزهر الشريف.
مدينة البعوث الإسلامية
وشهد الجامع الأزهر ومدينة البعوث الإسلامية خلال العام حراكًا فكريًا وثقافيًا، وتم تدشين عدد من الندوات والبرامج التعليمية والمسابقات الأدبية والثقافية والدينية لإعداد الطلاب، ليكونوا سفراء للوسطية والسلام يحملون المنهج الأزهري المعتدل، وعُقد تعاون مستمر ومثمر بين مدينة البعوث واللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر؛ لتدريب الأئمة الوافدين على أحدث أساليب الدعوة الإسلامية.
وافتتح الرواق الأزهري فرعا له في التجمع الخامس وآخر في محافظة دمياط، ونظم العديد من المجالس العلمية لكبار العلماء، والمسابقات في حفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
مرصد الأزهر
وشهد عام 2016م نشاطًا مكثفًا لمرصد الأزهر باللغات الأجنبية؛ وأُطلق حملتين توعويتين تحت عنوان "يدّعون ونصحح" و"مفهوم الجهاد في الإسلام"، لتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتفنيد ما تستند عليه جماعات التطرف والإرهاب.
وشارك المرصد في العديد من المؤتمرات والفعاليات، كان من بينها الملتقى الدولي الأول للشباب المسيحي والمسلم، والمؤتمر الوطني الأول للشباب، بمدينة شرم الشيخ تحت شعار "أبدع.. انطلق"، والمؤتمر الدولي لوقاية الشباب من التطرف والإرهاب، في مقاطعة "كيبك" بكندا، واختتمها بمؤتمر التنوع الديني "التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي في المنطقة العربية" في العاصمة الأردنية عمان.
وشهد المرصد زيارات رسمية، لـ "توني تان" رئيس جمهورية سنغافورة، وجيرار لارشيه، رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، وفولكر كاودر، زعيم الأغلبية البرلمانية بالبوندستاج الألماني، والشيخة لبنى القاسمي وزيرة الدولة للتسامح الإماراتية، وغيرهم الكثير الذين أشادوا بدور المرصد في مواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب في العالم أجمع.
تجديد الخطاب الديني
وطرَق الأزهر أبواب تجديد الخطاب الديني -انطلاقًا من مسئوليته الدعوية والتعليمية-؛ بهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة، ومحاربة التطرف، وضبط العمل الدعوي، ومواكبة العصر، وسلك كل السبل لتحقيق هذه الأهداف، وعقد حوارا مجتمعيا بهدف تحقيق التواصل مع كافة فئات المجتمع وبخاصة فئة الشباب، وكثف من عمل مرصده بهدف تصحيح المفاهيم، وتفكيك أفكار وأطروحات التنظيمات المتطرفة.
ونظم رواق الأزهر دورات تجديد الخطاب الديني في كثير من المحافظات، وشرع الأزهر في إنشاء أكاديمية للدعاة لضبط العمل الدعوي وصقل مهارات الدعاة، كما يستعد الأزهر لافتتاح مركز عالمي للفتوى الإلكترونية لوقف فوضى الفتاوى وفتاوى الدم، كما انطلق الأزهر بشكل جديد ومكثف على صفحات التواصل الاجتماعي.