ترامب رئيسا لشركة الولايات المتحدة
إذا كان ترامب يحظى بتأييد ودعم كل من المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية والاستخباراتية في أمريكا ومعهما المؤسسة الدينية، فإنه لا يحظى بدعم وتأييد كل من ينتمون لمؤسسة الرئيس.. فإن -وهو رجل الأعمال- أخفق في أن يظفر بتأييد كل أحزابه من رجال الأعمال.. هناك رجال أعمال لا يقبلون به رئيسًا لأمريكا، بل يناصبون له العداء وكان متحمسًا أكثر لأن تتولى هيلاري هذا المنصب ولا يقتصر الأمر على الملياردير الأمريكي الشهير عالميًا جورج سورس الذي دعم هيلاري، ويتهمه أنصار ترامب الآن بأنه محرك التظاهرات التي شهدتها عدة مدن ضده بعد إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإنما العديد من أقطاب المال والأعمال في أمريكا يشاطرون جورج سورس موقفه ورأيه الرافض ترامب رئيسًا، وتعبر مدينة المال والأعمال «نيويورك» عن ذلك بجلاء ووضوح.. وترامب ذاته يدرك هذا ويعيه منذ وقت مبكر.
وقد كانت أحد مطامعه التي أخذها على هيلاري خلال الحملة الانتخابية أنها دمية في يد حفنة من رجال المال والأعمال الفاسدين الذين يدعمونها من أجل مصالحهم.. منذ حرص ترامب، على أن يبدو أنه وهو رجل الأعمال الكبير المتهم بالاستفادة -باعترافه- من ثغرات القانون حتى لا يدفع ضرائب، لا يمثل رجال البرنس بل إنه يعاديهم، ولعل ذلك هو السبب في أنه نجح في أن يجتدب إليه أصوات الناخبين من العمال والموظفين التي كانت دومًا تذهب تقليديًا لمرشحي الحزب الديمقراطي في أي انتخابات، خاصة أنه لم يكتف بالإعلام..
نيته تخفيض الضرائب عن رجال الأعمال وإنما أيضًا عن شرائح من العاملين، ناهيك بالطبع عن تخفيض ما يدفعونه في التأمين الصحي، والذي زاد في إطار مشروع «أوبا كير».. ومع ذلك فإن ترامب سوف يدير أمريكا بعقليه رجل الأعمال وليس رجل الدولة.