رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. أشرس معارك عائلات الصعيد.. الحياة تتوقف بقنا بعد اشتعال الاشتباكات.. الداخلية تدفع بمدرعاتها عقب مقتل شرطي.. الدماء تغطي النوبة بعد مقتل وإصابة 63.. و«العواشير والشعابية» حرب أسيو

فيتو

 طبيعة وعِرة وحياة قاسية.. يتخذون من سفوح الجبال منازل، سلاحهم رفيقهم، والثأر غايتهم.. هكذا هم بعض عائلات الصعيد، يتصيدون المعارك، حتى إذا نشبت واحدة انقلبت البلدة رأسًا على عقب، بين إطلاق النار وقتال الأسلحة البيضاء، يقع الضحايا، وتُغلق المدارس والمُستشفيات، وتُعلق رحلات القطارات، وتتوقف جميع أشكال الحياة المدنيةِ الحضارية، ليبقى "الدم" فقط هو سيد الموقف!


 هكذا كان حال صعيد مصر خلال عشرات العقود، نشبت خلالها أشد المعارك وأكثرها دموية، والتي تشهد محافظة قنا اليوم آخرها، بعدما اشتعلت فجر اليوم اشتباكات مسلحة بين عائلات في أكثر من قرية، على رأسهم "عباسة" بمدينة قوص، وقرية المعيصرة بمدينة دشنا، سقط ضحيتها نحو شخصين، أحدهما أمين شرطة، وأصيب العشرات حتى الآن.

مدرعات الشرطة
ونتيجة لتلك الاشتباكات توقفت حركة 8 قطارات بمدينة دشنا، مع احتمال لتوقف جميع رحلات القطارات، فضلًا عن إغلاق المدارس وبعض المُستشفيات.

وفي محاولة لسيطرة قوات الأمن على الأوضاع، اقتحمت مدرعات تابعة لقوات مديرية أمن قنا منطقة الاشتباكات المسلحة بين عائلتين بقرية المعيصرة، وتم الدفع بقوات إضافية إلى منطقة الاشتباكات لوقف إطلاق النار.

وللصعيد تاريخ ممتلئ بالمعارك الدامية، التي يأتي على رأسها معركة "الهلايل" و"الدابودية" عام 2014، والتي أسفرت عن مقتل 23 شخصًا وإصابة 40 آخرين.

"العواشير والشعابية"
كما شهدت محافظة أسيوط، عام 2013، معركة دامية بين عائلتي العواشير والشعابية بمركز البداري في أسيوط عام 2013، وأسفرت عن مصرع 9 أشخاص وإصابة 7 آخرين، في اشتباكات بالأسلحة النارية.

"العرب والهوارة"
وخلال العام ذاته، اشتعلت معركة دامية بمحافظة سوهاج، بعد الحادث الثأري الذي راح ضحيته ثلاثة أفراد بقرية برديس التابعة لمركز البلينا أقصى جنوب المحافظة، خاصة بعد مقتل مواطن من عائلة "مبارك" إثر القتال الدائر بين عائلة "النحيلي" التي تنتمى لقبائل العرب وعائلة "الشيمي" المنتمية لقبائل الهوارة، ودائمًا ما تأخذ الخلافات بين "العرب والهوارة" أبعادًا وحساسيات كبيرة في جميع محافظات جنوب الصعيد.

وأسفرت المعركة عن سقوط العشرات، بجانب تفحم عدد من المنازل والمحال، وتوقف الحياة عن القرية تمامًا، ليسود الدمار والخراب.
الجريدة الرسمية