تنظيم مسلح يهدد باغتيال «٢٠٠» شخصية عامة.. معسكرات في أسيوط وقنا وأسوان لتدريب الشباب على أحدث وسائل التصفية.. ومحاولة قتل «عبد العزيز» باكورة عملياته الإرهابية في قلب القاهرة
رغم الضربات المتتالية التي توجهها أجهزة الأمن للجماعات المتطرفة، ورءوس الإرهاب في مختلف المحافظات، فإن تلك الجماعات ما زالت نشطة وتوجه هي الأخرى من وقت لآخر ضربات موجعة لوزارة الداخلية آخرها المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز بالتجمع الخامس.
محاولة اغتيال عبد العزيز اعتبرها كثيرون رسالة قوية من الجماعات الإرهابية بأنها لن تكف عن عملياتها تجاه الشخصيات العامة وكبار رجال الدولة لتبث في نفوسهم الرعب طول الوقت، وأنهم قادرون على الوصول إلى هدفهم في أي وقت.
بعد ارتكاب الواقعة بساعات قليلة خرجت جماعة “حسم” الإرهابية تعلن مسئوليتها عن الحادث، وتوثق بالصور والفيديوهات خطوات التنفيذ حتى موعد الاستهداف، لإبراز فشل الأجهزة الأمنية في إيقاف نشاطتهم وتحركاتهم، الأمر الذي يثير العديد من علامات الاستفهام حول أبرز المستهدفين على قوائم الجماعات الإرهابية؟ ولماذا تفشل خطط الداخلية في التأمين؟ وما هي أساليب الإرهابين الجديدة في تنفيذ جرائمهم؟ وأساليب وخطط الداخلية لمواجهة خطر المتطرفين وغيرها من الأسئلة تجيبها عنها مصادر أمنية في السطور التالية:
وفقا للمعلومات المتوفرة لدى الأجهزة الأمنية فإن هناك قائمة بأكثر من 200 شخصية عامة مستهدفة من الجماعات الإرهابية على المدى الطويل من بينهم 20 شخصا تسعى تلك الجماعات إلى تصفيتها في الفترة الأخيرة، ومن أبرز تلك الشخصيات مفتى الجمهورية السابق على جمعة، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق إبان فض اعتصام رابعة والنهصة، حازم الببلاوى رئيس الوزراء الأسبق إبان فض رابعة والنهضة، المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الحالى، اللواء محمد شعراوى رئيس قطاع الأمن الوطنى، المستشار شعبان الشامى، والمستشار معتز خفاجى، المستشار أحمد الزند، المستشار محمد شيرين فهمى، المستشار سمير أسعد، المستشار ناجى شحاتة، المستشار ياسر الأحمداوي، المستشار حسن فريد، المستشار أحمد صبري، بالإضافة إلى عدد من الإعلاميين.
مصدر أمني مطلع أكد أن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى إلى تنفيذ مخطط الغرض منه تصفية « الكبار»، وذلك بعد أن فشلت مخططاتهم السابقة في إحداث الفوضى بالبلاد منذ عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسي.
المصدر أوضح أن الجماعات الإرهابية تطور أساليبها مع التطور النوعى للتعامل الأمني معهم، وخير دليل واقعة “الخداع الشراكى” الذي بدأ ببلاغ عن وجود خلية إرهابية داخل شقة بمنطقة الهرم وعقب توجه القوة الأمنية والدخول داخل الشقة قام الإرهابيون بتفجيرها باستخدام التحكم عن بعد وسقط 15 شرطيًا ما بين قتيل ومصاب في الحادث.
وكشفت مصادر مطلعة، أن كافة العناصر القائمة على عمليات التفجير والرصد والمتابعة للشخصيات المستهدفة يتلقون تدريباتهم على أيدى عناصر محترفة تابعين لحركة “حماس” التي يرتبط مؤسسوها فكريًا بجماعة الإخوان الإرهابية، ويكون التدريب في معسكرات بقطاع غزة، كما تعمل الجماعات الإرهابية على ضم عناصر قتالية مدربة جيدا على استخدام السلاح وصنع المتفجرات لتنفيذ عمليات اغتيال الضباط والقضاة والشخصيات العامة، هؤلاء يتم تجنيدهم من الشباب المتحمس، ويتم وضعهم في معسكرات تدريب بالمناطق الجبلية في صعيد مصر كنوع من التمويه، بعد أن اتجهت كل الجهود الأمنية إلى سيناء، ويخضعون لتدريبات مكثفة لمدة 6 أشهر في جبال قنا وأسوان وأسيوط والوادى الجديد على الألعاب القتالية واستخدام السلاح وتصنيع المتفجرات باستخدام مادتى « تى إن تى»، و«سى 4».
المصادر أكدت بأن الأجهزة الأمنية، أجرت تحقيقات موسعة مع القيادات الإخوانية المحبوسة بالسجون خلال الفترة الأخيرة، وبعد القبض على عدد من العناصر المتطرفة شديدة الخطورة، الهدف منها معرفة أية معلومات عن التنظيم السرى، وأماكن تواجدهم واختبائهم.
وقالت المصادر إن التحقيقات توصلت إلى أن عناصر التنظيم، استأجرت بعض الشقق والفيلات، في مناطق التجمع الخامس و6 أكتوبر، والمطرية والسلام والوراق، واستخدمتها كمخازن للسلاح والمواد المتفجرة، استعدادا لتنفيذ مهام إجرامية تستهدف المرافق الحيوية والشخصيات العامة.
وشدد المصدر في تصريحات خاصة لـ”فيتو”، على أن العناصر القائمة على تأمين القضاة والشخصيات العامة تابعين لقطاع الحراسات بوزارة الداخلية يحصلون على دورات تدربية بصفة مستمرة لرفع مستوى كفائتهم وتوعية بالمخاطر المحيطة بالشخصية القائم على تأمينها، ومستعدون لتعامل مع أية حالة طارئة، مؤكدًا إلى أن وزير الداخلية أجرى مراجعات على خطط تأمين الشخصيات العامة والقضاة في ضوء الأحداث والمتغيرات الأمنية لإجهاض مخططات الإرهابيين، وفى ضوء تقارير أمنية تقرر زيادة عدد الحراسات على الشخصيات العامة لزيادة التأمين وقيام خبراء المفرقعات بالتمشيط الدوري لخطوط سيرهم وأماكن إقامتهم، فضلا عن توسيع دوائر التأمين من خلال عناصر سرية تتواجد لرصد أية أشخاص غرباء يحاولون رصد الشخصية المهمة.
"نقلا عن العدد الورقي.."