رئيس التحرير
عصام كامل

هل فاز ترامب بسباق الرئاسة قبل أن يبدأ؟


سباق الرئاسة الأمريكية دائما يكون طويلا وتختلف شراسته حسب قوة المنافس، في انتخابات أوباما عام 2008 لم يكن جون ماكين قادرا على جبح جماح الحصان الديمقراطي، وحاول ميت رومني في 2012، ورغم الظهور الشاحب لإوباما فإنها تمكن من الفوز لأن الإمريكييون لم يروا في ميت رومني الكاريزما التي تزحزح أوباما عن الرئاسة.


الكاريزما عامل حاسم في الرئاسة الأمريكية، فهلاري كلينتون تعاني خلال سباق رئاستها من ضعف كاريزمتها، أمام منافسها، وللسبب نفسه كادت هيلاري تخسر أمام منافسها الديمقراطي ساندرز في انتخابات الترشح للحزب.

معظم الأمريكيين بخلاف أنصار ترامب أصابهم الحزن وهم يشاهدون سقوطها بسبب ما تناقلته وسائل الإعلام على أنه التهاب رئوي في أثناء إحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر، فسقوط كلينتون بدا وكأنه سقوط في ماراثون الجري أمام خصم قوى.

صحة مرشح الرئاسة عامل حاسم في سباق الرئاسة، ومصائب تصريحات ترامب العنصرية والتي تغضب حتى أعضاء الحزب الجمهوري لن تكون كافية لإسقاطه فهو الخصم القوى في النهاية، فالإمريكيون لن ينتخبون رئيسًا يعرفون أن صحته محل شك حتى بين أنصاره، هذه الحقيقة هي ما جعلت الـ "سي إن إن" تنشر تقريرا بعنوان "انتخابات دون شفافية" تقول فيه إن هيلاري كلينتون "مازالت في مرمى النيران" بعد سقوطها يوم الأحد بدعوى إصابتها بالتهاب رئوي، وقالت القناة إن كلينتون لم تكشف حقيقة وضعها الصحي، فيما كانت شفافية ترامب أقل مما ينتظره الأمريكيون.

ورغم الشبهات التي ألقت بها الـ "سي إن إن" حول الإقرارات الضريبية لترامب وفشله لأن يكشف للأمريكيين حجم استثماراته، فإن الأمريكيين سيفضلون رئيسًا يتعامل مع رئاسة أمريكا بطريقة البيزنس على رئيس يبدو كأنه يتدرب في مجال الاقتصاد والأعمال.

ورغم أن قناة الـ "سي إن إن" حاولت أن تقلل من حظوظ ترامب مشيرة إلى أن غياب الشفافية ظهر في مقابلة مع شبكة "بي بي إس" وأن أنصار المرشحين باتوا لا يعرفون حقيقة كلينتون وترامب، فإنه من التضخيم القول إن الوضع المالي لترامب سيجعل أنصاره ينصرفون عنه، فذلك أقل ما يقلق أنصار ترامب وهم يلهثون وراء رئيس معروف بتصريحاته العنصرية والمتهورة أحيانًا.

شبكة "فوكس نيوز" التي ستفعل كل ما بوسعها لدعم ترامب تساءلت في تقرير للمحلل السياسي "آدم شو" عما يمكن أن يحدث في حال استمرت الحالة الصحية لكلينتون، وأبرز تصريحات محللين عن ضرورة وجود خطة بديلة سريعة.

وبغض النظر عن سيناريوهات الديمقراطيين، فإن المؤكد أن صحتها ستكون عاملا حاسمًا في فوز ترامب، فتصريحات كلينتون التي أبرزتها الـ "سي إن إن" قائلة إن قضية صحتها ليس شيئًا كبيرا" أو حسب تصريحها “Not a big deal” وأنها لم تفقد الوعي بل شعرت بعدام اتزان ودوخة –هذه التصريحات– لن تشفع لكلينتون لدى الناخبين الذين يصوتون للمرشح الذي يقنعهم في نهاية السباق، وهم الناخبون الذين يحسمون انتخابات الرئاسة في ولاية مثل أوهايو التي تتأرجح عادة بين الجمهوريين والديمقراطيين.

الحقيقة التي بات معظم الأمريكيين يعرفونها أن ترامب صار أقرب للرئاسة من أي وقت مضى، اللهم إلا أصابته وعكة مالية أو فيروس كشف أشياء لا يعرفها الأمريكيون عنه.
الجريدة الرسمية