علماء الدين عن تسريب الامتحانات: «حرام شرعا ومرتكبها فاسق»
مع قدوم امتحانات الشهادتين الثانوية الأزهرية والعامة، حرصت عدد من صفحات الغش على مواقع التواصل الاجتماعي، في الإعداد لذلك قبلها بفترة، عن طريق دعوة الطلاب للتواصل معهم عبر الرسائل، والتعاون فيما بينهم إما لتسريب الأسئلة أو شرائها قبل بدء اللجان.
وعلى الرغم من وضع وزارة التربية والتعليم، نظاما محكما للتصدي لظاهرة تسريب الامتحانات ونشر الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها فشلت حتى الآن في التصدي لها.
وعلى الرغم من تحذير الشريعة الإسلامية من الغش، في التعامل بين المسلمين وبعضهم البعض، بشتى المجالات، وأنذرتهم بالوعيد الشديد، إلا أن ظاهرة تسريب الامتحانات وتمريرها على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتوقف حتى الآن، ما أدى إلى إعلان وزارة التربية والتعليم، إلغاء بعض المواد وتأجيل الأخرى، وضياع مجهود عموم الطلاب.
كريمة: تسريب الامتحانات على "فيس بوك" حرام
أكد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر في القاهرة، أن تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي حرام شرعا.
وأضاف "كريمة"، في تصريح لـ"فيتو"، أن كل ما أدى إلى الحرام هو حرام، مشددا على أن كل من اشترك في تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي "فاسق"، كما يقول النبي: "من غشنا فليس منا".
مستشار المفتي يطالب باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسربين
قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، إن الغش في الامتحانات محظور وممنوع ومحرم شرعا، سواء كان ذلك من على صفحات التواصل الاجتماعي أو غيرها، مشددا على أن النبي أكد ذلك في قوله "من غشنا فليس منا"، أي ليس على طريقتنا وسُنتنا وهدينا.
وأضاف "عاشور"، أن الغش ظاهرة سيئة، سواء عبر صفحات التواصل الاجتماعي أو غيرها، لافتا إلى أن الغشاش حينما يتخرج ويبدأ حياته العملية، سيغش في عمله، لأنه بُني على باطل وغش.
وأوضح المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الذي يذاكر ويتوكل على الله، سيكون ناجحا في عمله، حتى لو حصل على درجات أقل من الغشاشّ الذي سيكون فاشلا في عمله، لافتا إلى أن المولى عز وجل، أعطانا قاعدة وهى "أنه لا يصلح عمل المفسدين".
وأشار عاشور، إلى أنه لابد من العمل بكل قوة على التصدي للطلاب الذين يسربون الامتحانات، واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم.
فيما قال الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الغش في الامتحانات خلال شهر رمضان حرام شرعا مثله، مثل سائر أوقات العام وليس شهر رمضان فقط.
وأضاف، أن هناك أوقاتا يضاعف فيها السيئات كما أن هناك أوقاتا تضاعف فيها الحسنات، لافتا إلى مكة المكرمة يضاعف فيها الحسنات، وكذلك شهر رمضان يضاعف الله فيه الثواب والأجر.
وأوضح ممدوح أن الغش في شهر رمضان أثناء الامتحان لا تبطل صوم الطالب، ولكن يعمل على تقليل ثواب الصيام لأنه أصبح خارقا لآداب الصيام التي يجب أن يتحلى بها المسلم خلال هذه الأيام، مشيرا إلى أنه من فوائد الصيام تهذيب النفس وترويضها.
أمين الفتوى: تسريب الامتحانات إفساد في الأرض
وأكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن تسريب الامتحانات لون من الغش والإفساد في الأرض، مشددا على أن الساعي في ذلك تحت أي مسمى داخل في قوله صلى الله عليه وسلم "من غشنا فليس منا" وفى قوله تعالى: "والله لا يجب الفساد".
وأشار أمين الفتوى، إلى ضرورة معرفة طلاب العلم، أن الامتحانات وسيلة لقياس مدى التحصيل في المجالات العلمية، والتزوير في هذا المقياس من باب لبس ثوب الزور، الذي جاء التحذير منه في قول النبي، «المتشبع بما لم يُعطَ كمن يلبس ثوب زور».