المخابرات التركية.. «الفرضية الغائبة» في حادث الطائرة الروسية
أطلقت وسائل الإعلام الدولية حملة فرضيات وسيناريوهات، لشرح العوامل المؤدية إلى سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، بدأت بخبراء استخبارات وانتهت بتصريحات رسمية جاءت على لسان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
ومع وقوع الحدث، يوم السبت الموافق 31 أكتوبر، وجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، ثم تدحرج الأمر إلى فرضية تفجير الطائرة بقنبلة دست بالأمتعة.
وبالرغم من عدم حسم التحقيقات لأسباب الحادث، زعمت المخابرات البريطانية التقاطها حديثا بين عناصر "داعش" في سوريا، وما تسمى "ولاية سيناء" للتباهى بتفخيخ الطائرة، قالت مصادر مخابرات غربية إن جواسيس بريطانيين وأمريكيين التقطوا "دردشة" من أشخاص يشتبه بأنهم متشددون وحكومة واحدة أخرى على الأقل تنبئ باحتمال أن قنبلة ربما تكون مخبأة في مخزن الأمتعة.
التدقيق في هذه الاحتمالات وصحة التسريبات المزعومة، يدفع "القاهرة وموسكو" لوضع جهاز "المخابرات التركي" في خانة المشتبه به، ضمن السيناريوهات المحتملة لتورط أجهزة استخبارات في العملية، نظرا لخمسة أسباب ترصدها "فيتو" كالتالي.
أولا: المخابرات التركية الوحيدة القادرة على تنفيذ هذه العملية بسهولة، خاصة في ظل تحول مدينة "إسطنبول" إلى مرتع لجماعة الإخوان، ما يسهل تنفيذ العملية من خلال وسيط موالى للجماعة داخل ويمثل خلية نائمة غير مكشوفة داخل مطار "شرم الشيخ".
ثانيا: العداء السياسي بين القاهرة وأنقرة، بلغ سقفه في ظل استغلال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الأحداث المصرية لترويج نفسه كبطل منقذ خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أجريت هناك، ومن غير المستبعد إقدامه على عمل مثل ذلك لإحراج "السيسي"، واستعداء الغرب وإعادة الدولة المصرية إلى النقطة صفر.
ثالثا: الأزمة السورية وموقف القاهرة الداعم للحل السياسي، في مقابل تركيا التي تهدف إلى زج الدولة إلى الفوضى وإسقاط نظام بشار الأسد وتسليم حكم الدولة لجماعة الإخوان، وعمل جلل بهذا الحجم من شأنه تحقيق هدف ثنائى؛ الأول: تحريك موجة غضب شعبى ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإظهار العملية انتقاما من الروس على قصف بلادهم لعناصر التنظيم الإرهابي في سوريا، الثانى: زرع فتيل أزمة بين مصر وروسيا وضمانة إبعاد القاهرة عن الموقف السياسي في سوريا.
رابعا: معاونة جماعة الإخوان على تحريك موجة ثورة ثالثة ضد "السيسي"، واستغلال موجة الغضب الشعبى بسبب الحالة الاقتصادية والأزمات الإنسانية التي تعرضت لها الدولة مؤخرا وعجزت الحكومة عن تقديم حلول ناجزة لها، يعزز تلك الفرضية المعلومات التي راجت خلال اليومين الماضيين حول اجتماع لأعضاء التنظيم الدولى في إسطنبول بهدف مناقشة كيفية استثمار الحادث شعبيا.
خامسا: حادث جلل بهذا الحجم من شأنه إلهاء العالم عن الاتهامات التي بدأت توجه للنظام التركي، فيما يتعلق بشبهات التزويير خلال الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت هناك مؤخرا، علاوة على اتهام "أنقرة" بدعم التنظيمات الإرهابية، وأيضا تعد تركيا المستفيد الأول سياحيا بضرب الموسم السياحي في مصر.