المؤامرة بالأرقام الكاملة.. الانتخابات بين الحقيقة والفضيحة !!
الرقم حقيقه كما يقول المثل.. وبلغة الأرقام التي يمكن أن نضعها في عيون أي بجح وعيون أي كاذب وعيون أي متآمر وأي عيون وقحة لأي وقح نقول:
في انتخابات مجلس الشعب 2012 والتي جاءت بعد أحداث 2011 وجماهير الشعب المصري كلها تمارس السياسة بطرق مختلفة وقطاعات كبيرة منها في الشارع تتظاهر أو تحتج أو خائفة على عوائلها وفي ظل ترشح الإخوان وأنصارهم في الانتخابات وما به من حشد جماهيري على أشده يقابله خوف من الإخوان ومن مشروعهم المتخلف أدى إلى حشد مقابل لكل القوى الأخرى وفي ظل عدم وجود رئيس للبلاد وانتخاب مجلس شعب يعني ضمنا انتخاب من يحكم مصر وفي ظل كل ذلك تجاوز عدد الأصوات التي شاركت 27 مليونا بنسبة حضور بلغت 62% كأعلى نسبة في تاريخ أي انتخابات في مصر منذ انتخابات عام 24 !
أما في انتخابات عام 2000 جرت انتخابات مجلس الشعب في ثلاث مراحل وعلى مدى شهرين وشملت 222 دائرة انتخابية على مستوى محافظات الجمهورية، حيث خاض الانتخابات 3965 مرشحًا وبلغ إجمالي الناخبين المقيدين 24 مليونًا ونصف المليون ناخب، ومع ذلك كانت نسب الحضور ما بين15 و40% !
أما في انتخابات 2005 الذي جاء بالإخوان إلى البرلمان بالاتفاق مع أجهزة الدولة، كما توالت اعترافات أطراف الاتفاق فيما بعد فكانت فقد تنافس فيها أكثر من 7 آلاف مرشح على 444 مقعدًا في 222 دائرة انتخابية وجاءت نسبة الحضور الإجمالية بين 23 % و25 % !
أما المفاجأة فكانت نتائج وأرقام برلمان العار كما يسمونه والذي وصفت انتخاباته الصحف العالمية بأنها "الانتخابات الأقل شرعية في تاريخ مصر" وأدت بالفعل إلى يناير وإطاحة النظام كله فقد تنافس فيها 5058 مرشحا من الأحزاب السياسية والمستقلين على الـ508 مقاعد بينها 64 مقعدا مخصصة للمرأة وتتنافس عليها 378 امرأة، ومع ذلك ورغم التزوير والتسويد والبلطجة ورأس المال فقد كانت نسبة التسويد والتزوير 25% من نسبة المسجلين وهكذا كانت النسب تقريبا في انتخابات 95 وما قبلها رغم أن التزوير أسهل وأسرع في رفع النسب، كما هو معروف!!!
اليوم.. وفي النصف الأول من انتخابات 2015 التي انتهت وأعلنت نتائجها أمس والتي اختفت فيها التدخلات الإدارية -والتي كانت تتم بمنح ميزات وخدمات وتسهيلات من أموال الدولة وأجهزتها لمرشحي الحزب الوطني- وهذه الانتخابات التي كانت فيها الشرطة مثالية وعلى أروع ما يكون ولأول مره منذ ما يزيد على أربعين عاما والتي أشرف عليها وبشكل كامل القضاء المصري والتي أدارتها أجهزة الإدارة المحلية ويسرت لها من الإمكانيات والتنظيم ما جعلها تخرج كأنظف انتخابات تتم في أربعة عقود والتي تضمن لأول مرة تمثيلا عادلا ومنطقيا وإيجابيا للمرأة وللأقباط وللشباب ولذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تقل فيها حدة المنافسة لاستبعاد الإخوان وأنصارهم منها والتي يصوت فيها المصريون بعيدا عن ضغوط الخوف على الوطن لوجود رئيس جمهورية يتمتع بشعبية كبيرة كانت نسبة الحضور 26 %!! أعلى من نسبة الانتخابات التي أدت إلى يناير 2011 !! أعلى من نسب انتخابات التزوير والتسويد يا سادة !!!
أين الانهيار يا جرابيع؟ أين الانصراف عن الشأن العام يا جرابيع ؟ أين هي دعاوي "ضرورة عرض السيسي على الشعب من جديد" يا جرابيع ؟ أين هو النظام الذي يترنح يا جرابيع ؟
أما أنصار الدولة المصرية فنقول لهم: هل عرفتم معنى حروب الجيل الرابع؟ هل رأيتم كيف حولت الإيجابي إلى سلبي والفرح إلى مأتم؟ هل جربتم خطورتها للمرة الثانية بعد أحداث الشيخ زويد في يوليو الماضي؟ وإلى متى ستظلون ضحايا للإعلام المعادي والمتواطئ والفاشل والغبي؟ إلى متى ستبقون ضحايا للاعلام الإلكتروني على شبكات التواصل الاجتماعي ؟
فوقوا.... يرحمكم الله ويرحمنا !!!