رئيس التحرير
عصام كامل

بصمة «23 يوليو» على شوارع وميادين القاهرة.. «بغدادي» يضع خطة تجميل العاصمة.. تغيير اسم ميدان الإسماعيلية لـ«التحرير».. جامعة الدول والإذاعة أهم المباني الجديدة.. وتأسيس ش

فيتو

القاهرة «52» تختلف عن القاهرة في أي وقت آخر، فثورة 23 يوليو 1952 فرضت قواعدها على المجتمع كله، ولم تكن مجرد ثورة على ملك فاسد وإنما كانت ثورة على نظام فاسد بأكمله، وصرخة من أجل التغيير في المجتمع في كافة المجالات، تأثر بها المجتمع كله وكانت هزة قوية امتد أثرها إلى كل شىء حتى الشوارع والميادين التي تغيرت أيضًا، وفى ذكرى الثورة، نتعرف على بصمتها على شوارع وميادين قاهرة المعز.


فوضى وإهمال
عانت القاهرة طوال فترة الاحتلال من التواء الشوارع والطرقات ووجود مدخل واحد للعاصمة مكدس بالعشش والأكواخ، أما الميادين فكانت ضيقة تعاني الفوضى وسوء النظام.

تخطيط وتجميل
عندما قامت الثورة، بدأ عبداللطيف بغدادي عضو مجلس قيادة الثورة الذي تولى منصب وزير الشئون البلدية والقروية، عملية تخطيط وتجميل، وخلال خمس سنوات فقط بعد الثورة استطاع بغدادي أن يصنع واقعا جديدا في شوارع العاصمة يحمل روح الثورة.

تجميل الميادين
امتدت يد التجميل إلى ميادين القاهرة فأعيد تخطيط ميدان باب الحديد وهدمت مباني تحيط به مثل قسم الأزبكية، أما ميدان التحرير الذي كان يعرف قبل الثورة بميدان الإسماعيلية فقد تم توسعته بعد هدم ثكنات قصر النيل التي كان الجيش الانجليزي يحتلها إبان الاحتلال البريطاني، وأنشأ مكانها متنزها عاما تتوسطه نافورة مزودة بأضواء ملونة تتلون بها المياه أثناء اندفاعها.

مبانٍ جديدة
شيد مجلس قيادة الثورة مسجدًا يحمل اسم بطل من أبطال مصر هو عمر مكرم كما شيدت مبنى جامعة الدول العربية ومبنى الإذاعة المصرية، ومن أبرز إنجازات الثورة إنشاء كورنيش النيل الذي امتد 40 كيلومترا من القناطر حتى حلوان وتم تنفيذه على مرحلتين، وتكلف ما يقرب من مليوني جنيه، وافتتح الكورنيش في عيد الثورة الرابع 1956.

كما أنشئ استاد القاهرة الذي يعتبر إنجازا آخر في إعادة تخطيط العاصمة، وأنشئت للقاهرة أربعة مداخل عند طريق الكورنيش والسكك الحديدية وطريق غمرة وطريق جسر ترعة الإسماعيلية وما يتبع ذلك من إنشاء كباري علوية على جانبي ترعة الإسماعيلية وتوسعة الشوارع الرئيسية.

تغيير الشوارع
شارع نهضة مصر، كان يعرف باسم شارع الملكة وغيرت الثورة اسمه ليعرف حاليا باسم شارع رمسيس، وتم تقسيمه إلى قسمين، أحدهما للذهاب وآخر للإياب وأعيد رصفهما وتنسيقهما وأضيئا بأنوار ساطعة في الليل، وامتد شارع 26 يوليو ليخترق حديقة الأزبكية ويصل لميدان العتبة.

أما شارع الخليج المصري، فتغير اسمه إلى شارع بورسعيد بعد معارك 1956 تخليدا لكفاح شعب بورسعيد في مقاومة قوات وجنود الاحتلال الثلاثي، واستبدلت الثورة أسماء باشوات العهد الزائل بأسماء زعماء مصر الوطنيين، فاطلقت اسم طلعت حرب الاقتصادي الوطني الكبير ومؤسس أول بنك مصري على شارع سليمان باشا، وكذلك شارع محمد فريد الزعيم الوطني الراحل على شارع عماد الدين باشا الذي عرف قبل الثورة بأنه شارع حانات الخمور.

اتجاهات قومية
عندما بدأت الثورة في الإفصاح عن اتجاهاتها القومية انعكس ذلك في إطلاق أسماء مثل الوحدة والعروبة ووادي النيل على شوارع جديدة تم شقها لأول مرة والتصقت بها الأسماء حتى الآن، وكذلك أسماء بعض المدن والعواصم العربية أطلقت على شوارع جديدة مثل دمشق، سوريا، وبيروت.

صلاح سالم
أطلق اسم صلاح سالم على أكبر شارع في العاصمة يبدأ من الدراسة ويقطع العباسية ويمتد حتى مصر الجديدة، ورغم أن صلاح سالم بعد ذلك أصبح عضوا مرفوضا من مجلس قيادة الثورة لكن الشعب المصري تمسك باسمه على الشارع لأنه كان أول من اطلق اسمه عليه، أما شارع فاروق الذي أنشئ عام 1926 ليصل بين ميدان العتبة وميدان الحسينية فقد تغير اسمه إلى شارع الجيش ومازال يعرف بهذا الاسم.
الجريدة الرسمية