رئيس التحرير
عصام كامل

«أيام ما كان الفن مش حرام».. المصريون شاهدوا قبلات صباح ورقص هدى سلطان وإغراء هند رستم في نهار رمضان.. المنتجون اعتبروه موسما للإنتاج.. وناصر عراق: أدركوا قيمة الإبداع

الفنانة صباح
الفنانة صباح

«ارجع يا زمان حن يا ماضي أيام الحب ما كان عادي، ولا كان الشوق للناس تهمة، ولا نظرة عين وحنين أزمة، ولا عقل الناس خاوي وفاضي» لم تكن تلك مجرد أغنية عشقها الناس، قدر ما أصبحت معبرًا حقيقيًا عن المصريين في وقت من الأوقات .


دعوات التكفير كثيرة لكل عمل إبداعي، وكان للسينما نصيب الأسد من تلك الدعوات ما بين مكفرين لكل العاملين بها، بجانب إلصاق تهم على شاكلة عاهرة إفساد الناس لكل ممثلة أو ممثل؛ بسبب أدوارهم التمثيلية وزادت تلك التهم في منتصف سبعينيات القرن الماضي.

الخسمينيات والستينيات

الشعب المصري لم يكن قابلًا لمثل هذا النوع من الدعوات، بل إنه كان عاشقا للفن مدركا لقيمه الجمالية، بل إن أحد أنشطة المصريين في حقبتي الخمسينيات والستينيات، كان مشاهدة الأفلام في السينما قبل الإفطار في رمضان، وكانت معظمها أفلام تحتوي على رقص وأغان وقبلات كلها في سياق القصة والحبكة الدرامية أي أن ما يزعمه البعض أنها مشاهد محرمة الآن شاهدها المصريون، وهم صائمون في الشهر الكريم.

في سلسلة مطولة تحت اسم رمضان والسينما، نشرها على حلقات بموقع "سينما توجراف"، سرد الكاتب ناصر عراق، الأفلام التي تم عرضها في رمضان في سنوات الخمسينيات والستينيات، وكيف كانت تحظى بجماهيرها؟ لدرجة أن المنتجين اعتبروها مواسم لهم، وترصد «فيتو» سرد لأهم الأفلام التي تم عرضها في الشهر الكريم وفق ما سرده عراق.

حب في الظلام والعاشق المحروم

ذهاب المصريون إلى السينما كان لأسباب كثيرة منها، قضاء وقت جيد في ظل عدم وجود أي وسيلة أخرى مثل التلفاز، وهو ما جعله بالنسبة للمنتجين تجارة رابحة، وفي عام 1953 تم عرض فيلم حب في الظلام، للفنانة الشابة وقتها فاتن حمامة، ومن إخراج حسن الإمام، وهي قصة حب من النوع الدرامي، التي يختلط فيها الحب مع الدموع والاشتياق في آن واحد، كما تم عرض فيلم العاشق المحروم للراحل إسماعيل يس، في شهر رمضان عام 1954.

قبلات صباح

كانت صباح هي نجمة شهر رمضان في عام 1956، بعد أن تم عرض فيلمين لها هما "وهبتك حياتي"، مع الفنان شكري سرحان، والفيلم الآخر "إزاي أنساك" لعلي بدرخان، ويقول عراق: ظهرت صباح بأناقتها المعروفة وبثيابها القصيرة وبذراعيها مكشوفتين.

رقص هدى سلطان ومقامرة المليجي

في رمضان من عام 1957 شاهد المصريون فيلم المتهم، للفنان محمود المليجي، الذي يتناول قصة حياة مقامر، ليغلب على الفيلم مشاهد الرقص وشرب الخمور ولعب القمار، وفي 1958 شاهد الناس فيلما، قصته تدور حول علاقة بين غانية وطالب جامعي في تجربة مشابهة لفيلم شباب امرأة، كان هذا هو فيلم كهرمان، الذي لعبت دور البطولة فيه الفنانة هدى سلطان، والراحل يحيى شاهين، ولاقى إقبالا كبيرا من الأسر المصرية.

السندريلا

كان المصريون على موعد في رمضان 1959، مع أول أدوار سندريلا الشاشة العربية النجمة سعاد حسني من خلال فيلمها حسن ونعيمة، الذي استمر عرضه طوال شهر رمضان؛ نظرًا للإقبال عليه، فيما تم عرض أفلام أخرى كان أشهرها العتبة الخضراء، الذي قام ببطولته إسماعيل يس وأحمد مظهر وصباح.

خيانة شادية

قصة خيانة، بعد أن تترك شادية زوجها غليظ القلب، لتذهب إلى عمر الشريف الأكثر أناقة بكل تفاصيل القصة، التي لم تخل من قبلات وبعض الأغاني، كان هذا ملخصا فيلم لوعة الحب، الذي تم عرضه في الأسبوع الأخير من رمضان في هذا العام، ولاقى إقبالا جماهيريا، بينما تم عرض فيلم غرام الأسياد في عام 1961.

جواز في خطر

في 1962 تم عرض فيلم سر الغائب، في الأسبوع الثاني من شهر رمضان، وقام ببطولته كل من رشدي أباظة، وتحية كاريوكا، وحسن يوسف، فيما كان استقبل رمضان 1963 فيلم جواز في خطر، للنجوم الشباب وقتها نادية لطفي، وأحمد رمزي، وهو فيلم يتضمن مشاهد غرامية ساخنة ضمن إطار قصة حب بين أبطال الفيلم.

إغراء هند رستم

وفي 12 رمضان 1964 تم عرض فيلم مطلوب زوجة فورًا، الذي قام ببطولته فريد شوقي، وليلي طاهر، وتدور قصته حول رجل ثري تطارده النساء، وفي 1965 كان موعد إطلال نجمة الإغراء الأولى هند رستم من خلال فيلم الحب الخالد، الذي قامت ببطولته مع الفنان عماد حمدي وتم عرضه في 17 رمضان من هذا العام.

بيت الطالبات

في عام النكسة وبعد أن استطاع المصريون تخطي إحساس الهزيمة، بدءوا يتابعون حياتهم اليومية خاصة في شهر رمضان، وعشقهم للذهاب إلى السينما، وكان أحد الأفلام التي تم عرضها في هذا العام، بيت الطالبات، الذي قام ببطولته ناهد الشريف، وماجدة الخطيب، وكمال الشناوي، بينما عرضت فيلم بنت من البنات في رمضان 1968 بطولة يوسف شعبان، ونور الشريف.

الجريدة الرسمية