رئيس التحرير
عصام كامل

«اغتيال مصر .. مؤامرة الإخوان والأمريكان».. كتاب لكشف المستور «الحلقة الثالثة».. مستشار خامنئي ومشعل يحددان ساعة الصفر لاقتحام سيناء.. 150 مسلحا لاقتحام السجون ومكالمة مرسي للجزيرة

غلاف كتاب اغتيال
غلاف كتاب اغتيال مصر مؤامرة الإخوان والأمريكان

لا يوجد شيء بالصدفة، ولم تحدث خطوة إلا سبقها خطوات قبل ذلك تم حياكتها لتظهر في نهاية الأمر على الصورة النهائية التي ظنها الجميع مفاجأة، ليثبت شهيب في فصله الثالث تحت عنوان "مؤامرة محبوكة" أن الأمر تم التدبير له وفقًا لكافة أقوال الأجهزة الأمنية.


البداية
البداية في عام 2005 حينما بدأ البرنامج الأمريكي لدعم الديقراطية ليبدأ الاعتراف الأمريكي بكيان جماعة الإهوان ضمن مجموعة إدارة الأزمات الدولية التي كان البرادعي عضوًا فيها، ومن ثم طالبت تلك المجموعة من الحكومة المصرية الاعتراف بجماعة الإخوان كفصيل سياسي له شرعية شعبية.

مستشار خامنئي يحدد موعد الصفر
في عام 2010 كان خيط آخر من خيوط المؤامرة يحاك، وذلك وفقا لأقوال المقدم محمد مبروك وذلك بعد أن رصد لقاء عقد في دمشق نوفمبر 2010 شارك فيه على أكبر ولاياتي مستشار الإمام خامنئي وعلى فيدوي أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس وتم الاتفاق على تولي عناصر من الحرس الثوري الإيراني تدريب العناصر التي سوف يتم الدفع بها من الأنفاق عبر الحدود المصرية من غزة إلى سيناء لإحداث الفوضى وأن يتولى التخطيط والتجهيز لذلك الفلسطيني أكرم العجوري الحماساوي، ويضيف مبروك أن الجماعة كلفت حازم فاروق وسعد الحسيني ومصطفى الغنيمي من أجل التواصل مع قيادات حماس وحزب الله وإيران لترتيب ساعة الصفر.

السفر للخارج
خيط آخر لاستكمال المؤامرة والتي اعتمدت عليها الجماعة من خلال استغلال أشخاص لا ينتمون للجماعة، وكما يورد الكتاب فكان أبرز تلك المظاهر هي زيارة أوسلو التي رتب لها عصام الحداد واصطحب معه ماني ماهر عضو الحملة الرئاسية لحملة حمدين صباحي بجانب أحمد صالح مدير حملة البرادعي والمدير الثالث لصفحة خالد سعيد.

ويقول شهيب: هنا فقط نفهم لماذا اهتم الإخوان بسيطرتهم على حركة استقلال القضاء ومشاركته لإدارة صفحة خالد سعيد، ووفقًا لأوراق القضية فقط تم تحضير قائمة بأسماء الشخصيات الإعلامية وبعض النشطاء والعاملين بالمراكز الحقوقية من أجل الوصول إلى 25 يناير.

اقتحام السجون
ماذا حدث ليلة اقتحام السجون، يكشف الكتاب تفاصيل جديدة لكيفية إتمام الأمر فيجيب أولا أن مأمور سجن 2 صحراوي كشف أن اختيار السجون لم يكن أمرا غير مقصود بل أن اقسام وادي النطرون والمرج وأبو زعبل هي سجون عادة يتم إيداع المعتقلين السياسيين فيها وجميعها تم اقتحامها دون سجن دمنهور فقط.

في 28 يناير بدأ الإخوان خطتهم في اقتحام السجون لإغراق البلاد في الفوضى، وكان جلوسهم مع اللواء عمر سليمان نوعا من التغطية السياسية.

العقيد خالد عكاشة يكشف في شهادته أن هناك 3 مجموعات تم الدفع بهم في سيناء أحدها استهدف المنشآت الشرطية والحكومية في رفح والثانية اتجهت إلى مدينة الشيخ زويد وكانوا يقدرون بـ150 مهاجرا يستقلوا 30 سيارة دفع رباعي ودراجات نارية صغيرة، أما المجموعة الثالثة فاتجهت إلى سيناء للمشاركة في عملية اقتحام السجون، ووفقا لعكاشة فإن هناك تعاونا مع بدو سيناء لأن العابرين اتخذوا طرق لا يعرفها سوى بدو سيناء، ثم إن مسافة 450 كم بين رفح وسجن وادي النطرون يحتاج إلى مؤن كثيرة وهو ما يعزز الأمر.

يضيف الكتاب: اختيار السجون تم بعناية، حيث إنها شملت مجموعة سجون وادي النطرون المحبوس فيها عناصر من حماس وحزب الله فضلا عن الإخوان، كما شملت قائمة السجون أبو زعبل والفيوم والمرج وكلها سجون كانت تشترك مع سجون وادي النطرون في وجود عناصر جهادية وإخوانية وكما يقول اللواء عاطف ريف مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون إن محاولة برج العرب أخفقت نظرا لوجود معسكرات قوات الجيش بالقرب من تلك السجون، وكذلك الحال مع سجن طرة الذي يقع في قلب منطقة سكنية فلا يسهل عملية اقتحامها.

عملية اقتحام السجون كان لا بد أن يصاحبها خطوات أخرى وهو ما ظهر من خلال حالة الهياج التي انتابت المساجين لتشغل قوات الحراسة بمواجهة الشغب ليبدأ العناصر الخارجية بمهاجمة السجون، كما قال اللواء محمد ناجي مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون وقتها في أقواله بالتحقيقات.

إيواء المسلحين
ووفقًا لأقوال الشهود فإن الهروب كان جماعيا، وكشفت التحقيقات أن إبراهيم حجاج عضو جماعة الإخوان ونائب في مجلس النواب لاحقًا، كان المسئول عن إيواء عدد كبير من العناصر وهو ما أكده مطعم الإمبراطور الذي قال إن حجاج اتفق معه على توفير 120 وجبة بشكل يومي قبل اقتحام السجون، وهو ما يؤكد أن العملية كان مخطط لها قبل تنفيذها.

أما عن واقعة مرسي ومكالمته الهاتفية الشهيرة لقناة الجزيرة فقد تضاربت الأقوال بين أن مرسي أخذ أحد الهواتف من الأهالي بينما يقول أحمد العجيزي أن محمد مرسي أخذ الهاتف منه وأجرى المكالمة، ويقول شهيب إن هذا التضارب كان من أجل إخفاء كذبتهم الكبرى خاصة أن جميع الأجهزة الأمنية كانت خارج نطاق الخدمة في ذلك الوقت، بجانب استعارة هاتف محمول لمدة ساعة أو اثنين في حالة هروب جماعي يحاول الجميع فيها الابتعاد عن السجن أمر غير معقول.

ويختتم شهيب فصله الثالث أن هذا الأمر كان سببه الأول والأخير ضعف الدولة المصرية والمساعدات الأمريكية التي جاءت لجماعة الإخوان.
الجريدة الرسمية