رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة تخرج عن صمتها وترد على حملات التشويه الممنهجة.. تؤكد: البابا ليس منعزلًا عن شعبه ولم يسلم أبناءه للشرطة.. إثارة الشغب ليست حلًا للمشاكل.. هناك محاولات لضرب الراعي لتتشتت الرعية



قال القمص رويس مرقس، وكيل عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية: "إن الدنيا قامت ولم تقعد بعد إلغاء قداسة البابا عظته الأسبوعية الأربعاء الماضي ومغادرة الكاتدرائية بسبب تجاوز بعض الأشخاص داخل الكنيسة وإصرارهم على الشغب والهياج بحجة مطالبتهم بما هو ليس حقهم من وجهة نظر الكنيسة".


الشائعات والهجوم

وأضاف "مرقس" أن البابا تواضروس تعرض للهجوم والانتقاد والإشاعات، والحقيقة أن الأمر يحتاج إلى وقفة وتوضيح الحقائق.

البابا مخلص

وأكد أن البابا مخلص للكنيسة ويحبها، فهو يكاد لا ينام إلا قليلًا منذ جلوسه على كرسي مارمرقس، يسافر كل مكان داخل وخارج مصر ليتفقد أبناءه ويطمئن عليهم.

تحمل أتعابه
وأوضح أن زيارته من شهور قليلة لصعيد مصر قطع فيها مئات الكيلومترات، وزار كنائس وأديرة وأماكن خدمة، والتقى خلالها عشرات الآلاف من أبنائه منهم أسر شهدء داعش في ليبيا، رغم معاناته من آلام العمود الفقري ونصيحة الأطباء له بالراحة؛ مضيفا:" أنه رفض استخدام الطائرة في تنقلاته الداخلية مصرا على توفير النفقات، فهو رجل خدمة".

الأحوال الشخصية
وأشار إلى أن البابا يحلم بالكنيسة التي تقدم الخدمة لكل فرد، ومن أهم اهتماماته منذ جلوسه على الكرسي موضوع الأحوال الشخصية، ويقول البابا" يؤلمني جدًا أن يعتقد ابن للكنيسة أنها تظلمه".

عقد مؤتمرين
وتابع: "أنه عقد مؤتمرين لدراسة لائحة الأحوال الشخصية آخرها الأسبوع الماضي بالإضافة للعديد من اللقاءات والاجتماعات ليصل في النهاية إلى أن يتحول المجلس الإكليريكي العام الذي كان مسؤولًا عنه نيافة الأنبا بولا إلى ست دوائر فرعية كل منها مكون من أسقف وكاهنين وطبيبة ومحام لسرعة البت في مشاكل الناس".

طريقة التظلم

أكد أنه يحق لمن يعترض على حكم أصدرته أي دائرة فرعية التظلم أمام المجلس الإكليريكي العام الذي يجتمع مرة كل عام برئاسة البابا ويعاونه سكرتير المجمع المقدس الأنبا رافائيل وعضوية كل أعضاء المجالس الفرعية الثلاثين مجموع الست دوائر.

لا تعارض مع الإنجيل

واستطرد: "بدأ بالفعل العمل بهذا النظام، وهذا من شأنه التسهيل على الكل، مع إعداد لائحة جديدة لا تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة ولكن تقدم حلولًا للكثير من المعضلات التي كانت تتسبب في تدمير الأسر، فهل لم ير الذين يهاجمون البابا أي شيء إيجابي في كل ما سبق؟ أم أنهم لا يعلمون؟".

البابا منظم

وأكد أن البابا يتواصل مع شعبه، ولكن بأسلوب منظم فهو يُسلم على كل أفراد الشعب بعد كل قداس أو عشية أو اجتماع في كل كنيسة يزورها وما أكثرها، ويلبي طلبات الكل من يريد الصلاة أو تسليمه طلبا أو التصوير.

سيلفي الشباب
وتابع أن البابا يلتقط الصور بنفسه مع أبنائه بطريقة السيلفي التي يحبها الشباب فهو أب قريب من أولاده يشاركهم ما يحبونه بما لا يتعارض مع هيبته، لدرجة وقوفه أحيانًا بالساعات ليفرح الكل بينما يشفق عليه أبناؤه لمعرفتهم بما يعانيه من آلام الظهر، بخلاف فريق من المعاونين والسكرتارية لمقابلة كل من له مشكلة والعمل على حلها".

بيت الله للقداسة
وتساءل هل يليق لأى شخص اقتحام الكنيسة واستغلال اجتماع روحي غرضه الوحيد هو توصيل كلمة الله للمستمعين في الكنيسة أو على شاشات القنوات الفضائية لإثارة مشكلة؟ وهل أصبح الهرج والمرج وإثارة الشغب هو طريق حل المشاكل؟ وأين احترام بيت الله الذي يليق به القداسة؟

ليس منعزلًا

قال: "إن البابا ليس معزولًا عن شعبه كما يحاول البعض إظهاره والسكرتارية تتواصل مع الكل والطبيعي أن تكون هناك طلبات مرفوضة لأنها ضد تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة سواء فيما يخص الأحوال الشخصية أو غيرها، فما هو المطلوب إذا حاولت الكنيسة احتواء هؤلاء الأشخاص ولكنهم غير مستعدين؟".


لم يسلم أبناءه للشرطة

وعاد يتساءل هل كان مطلوبًا من البابا أن يستجيب لطلباتهم؟ وهل لو فعل يكون أمينًا على مسؤوليته أمام الله؟ إن كل ما فعله البابا وتعرض بسببه للهجوم الضاري هو أنه ترك الاجتماع بمنتهى الهدوء دون أي كلمة أو حتى لوم لهؤلاء المحتجين، وبدلًا من ذكر الحقيقة التي رآها الملايين إذا باتهامات توجه إلى البابا بأنه سلم أولاده للشرطة وللنيابة وهذا لم يحدث.

هجوم ممنهج

أكد "أن البابا يتعرض لحملة هجوم ممنهجة لإظهاره منفصلا عن شعبه من عدة فئات، ممن يتصورون أنهم هم فقط الذين يحبون الكنيسة ويخافون عليها ويحمون تراثها مثلما حدث في موضوع الميرون، من له مطالب يستحيل الاستجابة لها مثل موافقة الكنيسة على الزواج المدني والطلاق لأسباب لا تقرها الكنيسة، من يبحث عن شهرة أو أموال فيهاجم البابا".

أضاف "لا نعلم من وراء هؤلاء؟ ومن الذي له مصلحة في هذه الحملة؟ ولكن من الواضح أن عدو الخير يحاول أن يضرب الراعي لتتشتت الرعية، وأمام كل هذا ينفذ البابا وصية الإنجيل نُشتم فنبارك، فمع كل هجوم لا يرد بل يستمر في العمل الإيجابي من أجل صالح الكنيسة".

أوضح أن البابا يرفض إلحاح أبنائه بالرد مفضلًا الصمت، ولعل ماحدث يوم الأربعاء الماضي فرصة لتوضيح الحقائق أمام الشعب ليعرف مدى إخلاص بابا الكنيسة، وفي نفس الوقت مدى الحرب الشيطانية الشرسة التي يتعرض لها".

اختتم مؤكدا أن بطريرك الكنيسة يقبل بحب الاختلاف معه في الرأي بل ويرحب بذلك ويسعى لسماع وجهات نظر مختلفة ويهتم بكل رأي، ولكن في إطار من الاحترام واللياقة، وكثيرًا ما يحتوى من يخالفه الرأي بالصبر والمحبة".

الجريدة الرسمية