«عرب الحصن» و«مقبرة بانحسي» أماكن أثرية منهوبة ومهملة.. جبال القمامة بديلا للمعالم الأثرية.. الشباب حولها وكرا لتعاطى المخدرات.. والتوابيت الفرعونية ملقاة ومهملة
تعد منطقة عرب الحصن أو تل الحصن في شمال شرق القاهرة، من أشهر المناطق الأثرية المهملة التي يلزم الوصول إليها تغيير أنواع مختلفة من المواصلات بداية من مترو الأنفاق لتصل إلى محطة مترو المطرية، يليها ميكروباص المطراوي، وفي النهاية توكتوك عرب الحصن.
عند وصولك عرب الحصن ستشاهد هناك الإهمال في أسوأ صورة ممكنة، بين جبال قمامة تحيط بالمكان وتصلح كمرتفعات للتسلق، وتنقيب عن الآثار يتم من الأهالي بشكل مستمر وكذلك تعاطي المخدرات وخوف الناس من المرور في تلك المنطقة ليلا أو نهارا حتى لا يتعرضون للسرقة وقطع الطريق من البلطجية الذين استولوا على المنطقة الأثرية وجعلوها وكرا للمخدرات وساحة للسيارات.
مسلة سونسرت الأول
تظهر أمامك مسلة سونسرت الأول، وهي الأثر الوحيد الباقي بوضوح يقف شامخا شاهد على تاريخ المدينة الفرعونية القديمة "أون" وتمجيدا لفترة حكمه، تلك المدينة التي أطلق عليها الأغريق هليوبوليس أو مدينة الشمس، وهي المدينة القديمة التي كانت مركزا لعبادة إله الشمس آتون رع.
يقال أن قديما كانت تلك المنطقة تمتلئ بالمسلات الفرعونية ولكن عبر العصور المختلفة وفترات الاحتلال التي مرت بمصر تم سرقتها ونقلها إلى خارج البلاد، وبقيت تلك المسلة في نفس المكان الذي أقيمت فيه منذ نحو 4 آلاف سنة وهي مسلة تحتوي على الكثير من النقوش الهيروغليفية التي تسجل اسم الملك ومناسبة إقامة المسلة.
تنقيب عن الآثار
عندما تصل إلى عرب الحصن ترى المسلة تقف وحيدة في المنطقة يحيط بها سور حديدي وأمامها تمثال سنوسرت الثالث، ليس هذا فقط لكنك ستري أيضا أطنان من القمامة في المنطقة الأثرية التي قالت أكثر من مرة وزارة الآثار إنها ستهتم بها على اعتبار أنها منطقة أثرية بالكامل وهذا مالم يحدث حتى الآن.
تركت منطقة عرب الحصن ليد الإهمال تعبث بها كما تشاء، فامتلأت الأرض الأثرية بالقمامة والماشية وأيضا المنقبين عن الآثار من الأهالي، حيث انتشرت الحفر التي يقوم بها الأهالي طمعا في العثور على مقابر فرعونية قديمة وسرقتها وتهريب ما بها من آثار تحت مسمع ومرأي من المسئولين.
ويمكنك أن ترى الحفر المميزة للتنقيب عن الآثار واضحة تماما وستدرك من النظرة الأولى أن هذا العمل خاص بالأهالي، وبعض تلك الحفر بعد أن تم الانتهاء منها أو الفشل في العثور على الآثار ممتلئة بالمياه الجوفية التي خرجت من باطن الأرض، واصبحت تشبه البحيرات الطبيعية في وسط المكان.
وكر لتعاطي المخدرات
تتميز أيضا المنطقة الأثرية المهملة بأنها من الأماكن التي يلجأ إليها الشباب لتعاطي المخدرات، فلا وجود لحراسة هناك وكذلك لا وجود لأعمدة إضاءة في المنطقة المذكورة، لذلك يخشي سكان المطرية المرور من تلك المنطقة ليلا، وانتشرت الإشاعات بين السكان أن المكان يسكنه العفاريت، ومن أطلق هذه الشائعات أراد أن يغطي على عمليات الحفر التي تتم ليلا في المنطقة للتنقيب عن الآثار.
مقبرة بانحسي بعين شمس
ليست المطرية وعرب الحصن هي المنطقة الأثرية الوحيدة المهملة ولكن أيضا في عين شمس المجاورة للمطرية هناك أيضا مقابر فرعونية امتدت لها يد الإهمال، فستجد أيضا مقبرة “بانحسى الفرعونية” المقبرة التي تعود إلى العصر الفرعونى القديم، تعتبر آخر المقابر الفرعونية بالقاهرة، تم اكتشافها أثناء قيام نقابة المحامين بإنشاء مبنى خاص بها في منطقة عين شمس، وأثناء الحفر ظهرت تلك المقبرة لتتوقف نقابة المحامين عن العمل بها وتسلمها لهيئة الآثار لاستكمال عمليات الحفر واعتبار المكان موقعا أثريا.
توابيت فرعونية فارغة
ستتوقف قليلا لمشاهدة ما تم في هذه المقبرة منذ اكتشافها في عام 1988 وحتى وصلت إلى هذا الحالة في 2015، مقبرة تحيط بها القمامة من كل جانب وتعبث حيوانات الشوارع بمحتواياتها من كلاب وقطط، وستري التوابيت الفرعونية مفتوحة، خالية من محتوياتها، وملقاة بطريقة لا تتناسب مع قيمتها التاريخية.
عمال القمامة يؤمنون المقبرة الفرعونية
تتميز المنطقة الأثرية بالقمامة التي تحيط بها من كل اتجاه، وكذلك وجود سور حديدي تهدم منه جزء بسبب أعمال البناء التي تتم بجوار المقبرة، ويبدو أن جامعي القمامة من المنطقة يساعدون رجال الأمن في حماية المكان من المصورين حتى لا يدخل أحد إلى المكان ويصور ما بداخله من إهمال متعمد من مصلحة الآثار والقائمين عليها.