إزاي تحب الـ«كتاب»؟!
القراءة هي منارة العقول، وروح الوجدان، في كل زمان ومكان، التي منها عرف الإنسان شتى أنواع العلوم والمعرفة منذ بدء الخليقة، فالقدماء المصريون هم أول من عرفوا الكتابة والقراءة، فبدأوا بالكتابة على الحجر بالنقوش والرسوم الموجودة على جدران المعابد ثم بدأوا بعد ذلك بالكتابة على ورق البردى والتي من خلالها تم تدوين الخطابات الإدارية والعلمية المهمة التي من خلالها عرف الإنسان العلوم.
أيضا عرف الإنسان القراءة من خلال الأديان فلقد أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء الكرام وأنزل عليهم كتبه ليعرف الإنسان ربه الذي خلق هذا الكون الفسيح وليعبده العبادة الصحيحة، فقد أنزل الله سبحانه وتعالى إلى نبيه الكريم محمد ـــ صلى الله عليه وسلم ــــ القرآن الكريم فقد كان أول ما نزل من القرآن الكريم قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق ) فلقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم وأمته الاهتمام الأول وهو القراءة حتى يتيسر لهم بعد ذلك فهم الآيات القرآنية بما تحتويه من أحكام وتشريعات.
الاهتمام بالقراءة شيء ضرورى وهام جدا، في مجتمعنا الحاضر لابد من تسليط الضوء عليه وحث الناس على ضرورة الاهتمام بالقراءة.
نريد استعادة مهرجان القراءة للجميع الذي غاب منذ سنوات فكان لهذا المهرجان دور بارز في تثقيف المجتمع المصرى على مدى سنوات ولدت فكرة المهرجان خلال فترة مؤتمر الاتحاد الدولى للناشرين الذي عقد في لندن عام 1991 حيث نوقشت به ظاهرة مكتبات الأطفال في مصر والدور الاجتماعى والثقافى الذي يمكن أن تلعبه في حياة الطفل، كان أول احتفال لهذا المهرجان عام 1991 في مكتبة عرب المحمدى وتحت شعار "القراءة للجميع " وفى عام 1992 ومع عام " طفل القرية " انطلق المهرجان لياخذ بعدا جديدا من الاهتمام بأطفال مصر عموما سواءا بالمدن أو القرى، وافتتح المهرجان بقرية البراجيل وبدات تجربة المكتبات المحمولة.
وجاء نجاح التجربة ليؤكد ايمان المصريين بأهمية القراءة، واخذ المهرجان بعدا جديدا الا وهو إعلان جوائز ادبية وثقافية من خلال جمعية الرعاية المتكاملة، وفى مهرجان 1993 كان الشعار " مكتبة في كل مكان " وأعلنت إدارة المهرجان عن ادخال الحاسب الالى وتعليم اللغات الاجنبية ضمن فعاليات المهرجان، وياتى عام 1994 ليدخل مرحلة جديدة حيث يحمل شعار " للطفل.. للشباب.. للاسرة ".
وبذلك يشارك الجميع في فعاليات المهرجان وتاتى مطبوعات مكتبة الاسرة لتؤكد هذا المعنى وياتى مشروع مكتبة الاسرة والذي شارك فيه عدد من الوزارات بجانب جمعية الرعاية المتكاملة الذي يعد اضخم مشروع للقراءة في تاريخ مصر الحديثة، وفى العام الخامس للمهرجان عام 1995 وتحت عنوان " نحو قراءة عربية سليمة " افتتح المهرجان قاعة يوسف السباعى بمسرح التليفزيون بمصر الجديدة وتم افتتاح المكتبة السمعية لفاقدى السمع، وجاء المهرجان السادس لتواصل النجاح وبتحول المهرجان إلى أهم وأكبر مشروع ثقافى تشهده مصر.
نريد من الدولة الاهتمام مرة أخرى بمهرجان القراءة للجميع والانشطة المصاحبة معه لتاسيس الطفل على حب القراءة والاطلاع، ونشر المكتبات المتنقلة في عموم مصر، أن خلاص مصر من الأفكار المتطرفة والسلوكيات الخاطئة يبدا من هنا ـــ القراءة فهى قادرة على تغيير وتوسيع المفاهيم والمفردات في عقول الناس وتهذيبه وتقويمه وتحصينه من الأفكار الظلامية والسيئة.