رئيس التحرير
عصام كامل

أزمات تحل أزمات


دائمًا الوقاية خير من العلاج، ولكن إذا ظهر المرض فلا بُدَّ من التعامل معه، وأُولَى خطوات العلاج هي التشخيص الصحيح؛ لأنه نصف العلاج، وهناك كثير من المشكلات التي تعانيها البلاد؛ وأهمها على الإطلاق: التلوث بكافة أشكاله وأنواعه، وأزمات نقص الطاقة، والطامة الكبرى البطالة بين الشباب الممثلين لأكبر قطاعات المجتمع.


يتوفر بمصر كميات هائلة من المخلفات الزراعية؛ وأهمها: قش الأرز، والتي لها آثار سلبية على البيئة، ويمكن توظيفها في إنتاج وتوليد طاقة متجددة، مع توفير فرص عمل للشباب؛ ففي دراسة بعنوان "نحو توظيف قش الأرز في توليد الطاقة"، قام بها باحثان بقسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة جامعة المنصورة، ونُشر ملخصها بالمؤتمر الثالث لتسويق البحوث التطبيقية والخدمات الجامعية، الذي أقيم بجامعة المنصورة خلال الفترة من 11-12 مارس 2009م - تم إجراء سلسلة من التجارِب لدراسة خصائص احتراق قش الأرز في نموذج لفرن مثل مهد مميع، وهي نوعية ذات تقنية حديثة تعرف بأفران الحرق النظيف، وذلك بعد أن تم تجهيز قش الأرز، وجعله في شكل قطع إسطوانية، قطرها 12 مم، وطولها 15مم، وبكثافة نحو 0.73 جم / سم 3، عن طريق تقطيعه وكبسه في إسطمبات (أي: تحويل القش إلى مصبعات مكبوسة مثل المحببات العلفية المكبوسة)..

بناءً على النتائج التي تم التوصل إليها، يمكن استخلاص ما يأتي:
1- انتظام وسلاسة عملية حرق قش الأرز بعد إعداده على شكل قطع صغيرة تسهل عملية التغذية والاحتراق بنظام الأفران ذات المهد المميع.

2- بلغت كفاءة الاحتراق فوق الـ96%.

3- تحتوي غازات العادم على نسب محدودة جدا من الانبعاثات الغازية الضارة؛ مثل: أول أكسيد الكربون، وأكاسيد النيتروجين.

4- إمكانية تجميع الرماد المتطاير من عملية الاحتراق بنسب كبيرة، وذلك قبل خروجه إلى الجو، عالقًا بغازات العادم.

5- بناء على التقديرات المتاحة لمخلفات قش الأرز في جمهورية مصر العربية التي تبلغ نحو 2672000 طن سنويًّا، فإنه باستخدام هذا الأسلوب يمكن الحصول منها على طاقة حرارية تقدر بـ51.3a109 ميجا جول.

يقترح إنشاء عدد من محطات توليد الكهرباء غير المركزية، تعتمد على استخدام قش الأرز والمخلفات الأخرى بقدرات مناسبة، وبغرض:
أ- الاستفادة من هذه المخلفات في توليد الطاقة كمصدر من مصادر الطاقة المتجددة.
ب- الحد من التأثيرات الضارة للحرق العشوائي لهذه المخلفات على البيئة.
ج- توظيف الكتلة الحية كوقود يخلق فرصًا للعمل، ويعود بالمنافع على البيئة.

ومن الجهات المستفيدة من هذه الدراسة وزارات: الكهرباء، والبيئة، والزراعة، وشركات القطاع الخاص العاملة في مجال توليد الطاقة.

قال وزير البيئة المصري "د. خالد فهمي": "إننا نتعامل مع أزمة السحابة السوداء بكل شفافية"، مشيرًا إلى أن الوزارة تبذل جهودًا لمنع حرق "قش الأرز" بالمحافظات، بتعليم الفلاحين تحويل "قش الأرز" إلى علف، من خلال برنامج "المزارع الصغير"، لافتًا إلى تشديد العقوبة على الفلاحين لتصل إلى 4000 جنيه للفدان، وأضاف فهمي خلال حواره مع الإعلامي محمود الورواري ببرنامج "الحدث المصري" المُذاع عبر شاشة العربية الحدث مساء الأربعاء 15 أكتوبر 2014م، أن سماء القاهرة الكبرى مشبعة بالملوثات الهوائية، موضحًا أن المخلفات الزراعية - خاصة قش الأرز - في فصل الخريف تساهم بنسبة 42% من نوبات تلوث الهواء الحادة.

وأشار وزير البيئة إلى أن المخلفات الزراعية يمكن استخدامها كبديل للوقود في مصانع الأسمنت، موضحًا أن الفلاح يقوم باستخدام نحو 50% من القش المنتج، ويتخلص من الباقي عن طريق الحرق، كما يقوم الفلاح بالتخلص من الـ50% الباقية عن طريق حرق نحو 900 ألف طن قش أرز، لافتًا إلى أن 600 ألف طن من قش الأرز يحرقها الفلاح في العام الحالي.

وأوضح أن المصدر الثاني لتلوث الهواء هو حرق المخلفات البلدية الصلبة، حيث إن هناك 12% خلال نوبات تلوث الهواء الحادة (فصل الخريف)، والناتج عن الحرق العشوائي للتراكمات من المخلفات الصلبة، سواءً بالاشتعال الذاتي أو الممارسات غير المسئولة؛ للتخلص من هذه التراكمات.

وتابع فهمي أن: الملوثات والمصادر الصناعية في القاهرة الكبرى تساهم بنسبة 23% خلال نوبات تلوث الهواء الحادة في فصل الخريف، حيث تضم القاهرة 52% من المصانع على مستوى الجمهورية، وتتركز معظم هذه الصناعات في حلوان، وشبرا الخيمة، وتشمل صناعات الحديد والصلب، والنسيج، والسيارات، والأسمنت، والكيماويات، وتكرير البترول.
الجريدة الرسمية