الدعوة السلفية تُغازل «الأزهر»: المشيخة استندت إلى الصحابة في عدم تكفير «داعش».. جهات إعلامية تسيء لعلماء المؤسسة.. مستعدة للمساعدة في نشر الفكر الوسطي.. وتحذيرات من الطعن في ثوابت
أصدرت الدعوة السلفية بيانًا تدافع فيه عن الأزهر الشريف، وتؤكد دوره الوطني والديني في الفترة الأخيرة، متضامنة معه فيما أسمته بـ«الحرب على المشيخة».
وقالت الدعوة السلفية في بيانها، إن كثيرا من وسائل الإعلام تتبنى آراء شخصية شاذة لأفراد يحملون شهادات أزهرية، وتقدمها للجمهور على أن هذا هو رأي الأزهر، فإذا خرجت بيانات من هيئة كبار العلماء وهي الجهة صاحبة الاختصاص دستوريا كتمتها بعض هذه الوسائل وهاجمها البعض الآخر.
وأوضحت الدعوة: «من أخطر هذه الأقوال الشاذة الزعم بأن الشخص يمكن أن يكون مسلما مع رفضه لشهادة أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله»، مشددة على أن هذا خلاف إجماع الأمة بأسرها عوامها وعلمائها، ولم تشر معظم هذه الوسائل إلى بيان هيئة كبار العلماء المستنكر لهذا القول.
تكفير داعش
وأشارت الدعوة إلى بيان الأزهر الذي جاء فيه عدم تكفير ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، موضحًا أنه مستمد من موقف الصحابة رضي الله عنهم في عدم تكفير الخوارج، وداعش نوع من الخوارج، فيبين خطرهم ويوصمون بالبدعة والخروج لكن لا يكفرون.
ووجهت الدعوة رسالة إلى دعاة التكفير على حد وصفهم جاء فيها: «التكفير بالمعاصي والذنوب والبدع التي لا تتضمن نقضا لأصل الدين هو أحد أصول الخوارج، مؤكدة أن سلاح التكفير والتكفير المضاد هو أقصر طريق للهرج الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقصر طريق للفوضى التي يريد البعض نشرها في بلاد المسلمين".
الخوارج
وأضافت أن التحذير والتبديع بل وقتال أهل البدع الذين يخرجون على الأمة بالسيف كالخوارج قديما وحديثا لا يتوقف على تكفيرهم، وأن الهيئات الشرعية كما هو الحال في الهيئات القضائية بل أخطر يجب ألا تتعرض لابتزاز أو محاولة تأثير من أحد.
ونوهت الدعوة السلفية إلى أن هناك جهات إعلامية تفرض توجها بذاته لبعض علماء الأزهر وتصدره للعوام باعتباره رأى الأزهر، بجانب محاولاتهم لفرض رأي في مسائل لا تتعلق بالتشريع العام رغبة منهم في إقصاء الدعوة السلفية عن دورها في مساعدة الأزهر في نشر الفكر الوسطي الذي يقوم جوهره على رفض التكفير والعنف.
الثوابت
وحذرت الدعوة السلفية كل من يطعن في شيء من الثوابت الإسلامية أو يطعن في الأزهر أو في كبار هيئة علمائه بغرض إرهابهم ومحاولة غل أيديهم والالتزام بالميثاق الذي أخذه الله عليه ثم أكده الدستور "وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ".