رئيس التحرير
عصام كامل

«منشأة ناصر» حي خارج الخدمة.. لجأ إليه أهالي القناة عقب نكسة 1967.. تحرير 2000 مخالفة بناء لسكانه.. يفتقر لخدمات الصرف الصحي ومياه الشرب.. يحتوي على مناطق خطورة داهمة

منطقة منشأة ناصر
منطقة منشأة ناصر

عقب نكسة 1976، بدأ أهالي مدن القناة الزحف إلى منشأة ناصر والاستقرار بها ووضع اليد على أراضيها، لذلك يعد حى المنشأة من أكبر الأحياء بالعاصمة التي تشهد تعديًا على أراضي الدولة، ووصل عدد مخالفات البناء بها إلى 2000 مخالفة.


وسمى الحى بذلك الاسم نسبة إلى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ويعد من أحياء المنطقة الغربية بمحافظة القاهرة، وتصل مساحته إلى 7.934 كم مربع.

ولم يكن حى منشأة ناصر مستقلا بذاته قبل التسعينات، وتم فصله عن حي الوايلي في 1 مايو 1991، ومن أهم الثروات الطبيعية التي توجد بالحي "الرمل، والزلط، والطفلة، وكلوريد الصوديوم".

ويتضمن الحى العديد من المعالم الأثرية التي تميزه، منها مسجد السلطان قايتباي، وقبة الرفاعي، وقبة السلطان قنصوة.

حدود الحى
ويعد حى منشأة ناصر من الأحياء التي تتميز بمساحتها الكبيرة ويجاور حى غرب مدينة نصر وحى وسط القاهرة وحى المقطم.

ويحد الحى من الشمال محور صلاح سالم وحي وسط القاهرة ومن الجنوب غرب مدينة نصر، ويحده من الشرق شارع الطيران ومعسكر الأمن المركزى وطريق الأوتوستراد ويحده من الغرب نفق باب الوزير وكوبري الملك خالد والطريق المؤدي لهضبة المقطم.

ويتضمن الحى ثمانى شياخات وهى "الخزان، السلطان برقوق، المجاورين، المحاجر، المعدسة، قايتباى، مساكن سوزان، ومنشأة ناصر".

السكان

يعد حى منشأة ناصر من الأحياء الشعبية، ويصل عدد قاطنيه في 2013، وفقًا لإحصائية الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، إلى 296380 نسمة منهم 155150 من الذكور و141230 من الإناث، ويعمل 65% من قاطنى المنشأة في الأعمال الحرفية، و14 % في الأعمال المرتبطة بفرز مخلفات القمامة و21% في الأعمال الحرة.

وترتفع نسبة الأمية داخل منشأة ناصر لتصل إلى ٥٢.٩%، و ٦١.١% في عزبة بخيت، و ٦٢.٢% في منطقة الإيواء وتصل نسبة الحاصلين على مؤهل جامعي إلى ٣.٢% بمنطقتي الحرفيين والمعدسة، بينما تخلو عزبة بخيت من أي قاطن حاصل على مؤهل جامعى، وفقًا للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية.

وبالرغم من أنه من الشائع انتشار الفقر بين قاطنى المنشأة، فإن هناك بعضًا من تجار الموسكى والعتبة الأغنياء يقطنون بالمنطقة، لذلك تتباين الطبقات الاجتماعية داخل المنشأة.

مشاكل الحى
ويواجه قاطنو الحى العديد من المشاكل في نقص مستوى المعيشة والخدمات، وتعد من أبرز هذه المشاكل الصرف الصحى، ويعتمد معظم القاطنين على صرف "ترانشات" يتم تفريغها من خلال عربات الشفط، بالإضافة إلى مشكلة المياه التي تصل إلى 10% من المباني.

وبالرغم من أن حى منشأة ناصر حى عشوائى إلا أن مساكن سوزان مبارك التي تم إنشاؤها بمنحة إماراتية عقب انهيار الصخرة، مخططة وموحدة الارتفاع وتفصل بين العقار والآخر مساحة معينة.

عزبة الزبالين
تعتبر عزبة الزبالين من أهم المناطق بمنشأة ناصر وتعد من أهم المناطق في القاهرة كلها لتجميع وفرز القمامة وتصل مساحتها إلى 10 أفدنة، ويعمل قاطنوها في فرز القمامة ويتم تربية الخنازير بها ويصل عدد قاطنى العزبة إلى 35 ألف شخص، وتصل معدلات الأمية بها إلى ٦٣% بالنسبة للسيدات و٢٤% عند الرجال.

الدويقة
وشهدت منطقة الدويقة عام 2008، انهيارًا صخريًا على مجموعة من البيوت العشوائية راح ضحيته ما يقرب من 100 شخص، وتعد الدويقة من الأماكن الخطرة داخل المنشأة، وتهدد حياة قاطنيها، خاصة على حواف الجبل، لذلك تقوم محافظة القاهرة من حين لآخر، بنقل السكان من أماكن الخطورة الداهمة، حفاظًا على أرواحهم ولعدم تكرار سيناريو 2008.

الإزالات
قامت محافظة القاهرة في بداية أبريل الماضى بإخلاء ما يقرب من 100 أسرة بمنطقة الرزاز بهضبة الحرفيين في الدويقة، بعد أن أثبتت تقارير اللجنة العلمية المكونة من أساتذة الجيولوجيا خطورة المنطقة على قاطنيها، وتستمر المحافظة في عملية نقل الأسر من المناطق غير الآمنة، وتم نقل ما يقرب من 48 أسرة بالدويقة، الأسبوع الماضى، حفاظًا على أرواحهم.

فرعون والشهبة 
وأكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن هناك اجتماعًا شهريًا للجنة العلمية برئاسته والمشكلة من أساتذة جامعات وممثلين من شركة المقاولون العرب، يستمر لقرابة أربع ساعات، لبحث الأماكن غير الآمنة، ووضع حلول هندسية لها، لافتًا إلى أنه تجرى دائما مناقشة تغييرات التربة وعمل مجسات لها.

وأضاف عبد التواب لـ"فيتو" أنه حال اكتشاف أي منطقة غير آمنة، يتم إخلاؤها وتعويض الأهالي ليتم بعد ذلك تهذيب حواف الجبل أو إنشاء خنادق أو أعمال سند مع ضمان عدم عودة الأهالي مرة أخرى.

وأشار إلى أنه مازالت هناك أماكن تمثل خطورة داخل المنشأة، مثل جبل الشهبة وهضبة فرعون وجبل الدويقة، ونفى نائب المحافظ أن تتم إزالة الحى نظرًا لأنه مبنى كله على أملاك الدولة ،مؤكدا أن ما يتم إزالته هى الأماكن الخطرة فقط التي تمثل خطورة على حياة القاطنين به.
الجريدة الرسمية