بالصور.. معارك جميلات إيران ضد فرض «الحجاب».. صرخة ناعمة ضد قمع الولي الفقيه.. صفحة على «الفيس بوك» لكسر القيود.. وحرق 17 وجهًا للقوارير بماء النار..والشارع واليوتيوب منصة لكسر حاج
يذكر أن موضوع الحجاب الاختياري من الأمور الجدلية في إيران ويعتبر من القضايا المثيرة للجدل في إيران، وكانت هناك حملة إعلانية في شكل لافتات كبيرة على الطرق تذكر المرأة بضرورة الحجاب، وهي الحملة التي سخر منها العديدون على مواقع التواصل الاجتماعي عندما شبهت النساء بالشيكولاتة التي لابد أن تكون مغلفة.
ماء النار كعقاب
تظاهر آلاف الإيرانيين، أمس الأربعاء، في العاصمة طهران، أمام مبنى البرلمان وفي مدينة أصفهان أمام المحكمة، ضد ظاهرة رش النساء بـ«ماء النار» من قبل مجهولين، والتي أدت إلى إحراق وجوه وأجسام 17 امرأة في أصفهان وتوفيت إحداهن إثر تعفن الحروق.
وطالت شعارات المتظاهرين عمدة المدينة والمدعي العام، اللذين اتهموهما بالتواطؤ والتقصير مع المتطرفين.
وتشير أصابع الاتهام نحو المتطرفين من قوات «الباسيج» التابعة للحرس الثوري، وميليشيات أنصار حزب الله المقربين من اليمين المتشدد، والذين سبق أن هددوا بمواجهة ما سمّوه ظاهرة "سوء الحجاب"، وتوعدوا بإلحاق الأذى بالنساء اللواتي لا يلتزمن بالحجاب الشرعي الكامل.
النساء يتحديين بالفيس بوك
قررت مجموعة من النساء الإيرانيات التمرد على الزي المفروض عليهن ارتداؤه بتأسيس صفحة «مجموعة الحرية الخفية للنساء الإيرانيات» على فيس بوك ونشر صورهن عاريات الرأس إلى جانب إعلانات حائطية تحثهن على الحجاب.
وتعرف هذه الصفحة منذ انطلاقها في 3 مايو من العام الجارى إقبالا تجاوز الحدود الإيرانية، حيث بلغ عدد المعجبين بها عبر العالم 129000.
وجاءت المبادرة من طرف الصحفية الإيرانية المنفية في بريطانيا «مسيح على نيجاد» التي تقدم صفحتها كالتالي: «الإيرانيات مقيدات ولا يستطعن اختيار ملابسهن بحرية، ورغم هذه الحدود، فهن يجربن أحيانا لحظات قصيرة من الحرية، والهدف من هذه الصفحة توثيق تلك اللحظات».
مونديال البرازيل وجمال الإيرانيات
رغم التحذير الذي أطلقه أعضاء في البرلمان الإيراني بضرورة رعاية «قيم الثورة الإسلامية»، ومن بينها الحجاب، تفاجأ ملعب "أرينا دا بايشادا" في البرازيل، الذي شهد مباراة إيران ونيجيريا في مونديال 2014، خلال شهر يونيو الماضي، بحضور عدد كبير من المشجعات الإيرانيات وهن يتجاهلن التحذير بحركات وملابس لافتة. "، تبعتها تعليقات أبدت بعضها القلق حول مصير تلك الفتيات حال عودتهن إلى بلدهن إيران بعد تحذيرات اللجنة البرلمانية.
وكانت لجنة المادة 90 من الدستور في البرلمان الإيراني قد أوصت مشجعي الفريق الإيراني والمرافقين للفريق، من بينهم الفنانون، بالالتزام بالقيم الوطنية والإسلامية وأرسلت اللجنة، النائب حسين آذين إلى البرازيل للإشراف على المنتخب ومراقبة الجمهور الإيراني.
الشاه والحجاب
في زمن الشاه «رضا بهلوي»، منع الشاه «الحجاب» بالقوة، ولكن بعد أعوام في عهد حكومة ابنه الشاه «محمد رضا بهلوي» كان الحجاب في إيران طوعيا، والنساء كن يخترن ملابسهن وفقا لمعتقدات العائلة وثقافتها.
الحجاب بعد الثورة الإسلامية
بعد الثورة الإسلامية في عام 1979 جرى النقاش حول شروط الحجاب وجعله إجباريا بصورة جدية في المجتمع.
في حين أن الكثيرين كانوا يظنون أن الهدف من الثورة الإسلامية ليس الحجاب؛ لأن الصور والأفلام الموجودة قبل الثورة في إيران تبين أن الكثير من النساء اللاتي شاركن في الثورة لم يكن يلتزمن بالحجاب.
في 8 نوفمبر عام 1978 قال آية الله الخميني في جوابه لسؤال صحفي غربي حول «هل ستتمكن النساء من الاختيار بحرية بين الحجاب والملابس الغربية؟»، بالقول: «إن للنساء الحرية في اختيار نشاطهن، مصيرهن وكذلك ملابسهن، مع مراعاة المعايير».
أول مظاهرة ضد الحجاب
لذلك حملت أول مسيرة في مناسبة يوم المرأة بعد الثورة الإسلامية «8 مارس 1979» شعار واتجاه رفض الحجاب الإجباري، وتظاهر الكثيرون سائرين من جامعة طهران باتجاه المحكمة العامة وكانوا يرفعون شعار «لا نريد عباءة إجبارية»، وتعرض هذا التجمع إلى هجوم من القوات الموالية للحكومة الإسلامية التي رفعت شعار «إما وشاح الرأس أو ضربة على الرأس».
أول قانون يفرض الحجاب
ولم يصدر أي قانون في مجال الحجاب الإجباري حتى عام 1983، أول قانون يتعلق بملابس النساء جرى تشريعه هو المادة 102 من قانون العقوبات الذي اعتبر أن مراعاة الحجاب الإسلامي الكامل في عام 1984 إجباري للنساء، وأن خلع الحجاب أو لبس حجاب بطريقة «غير مناسبة» جريمة وتستحق العقاب بالجلد.
في عام 1996 أضيف هذا الأمر كملحق إلى المادة 638 من قانون العقوبات الإسلامي، وجرى خفض العقوبة إلى الحبس والغرامة المالية.
وفقا لهذا القانون فإن «النساء اللاتي ظهرن في الشوارع والأماكن العامة من دون مراعاة الحجاب يعاقبن بالحبس لمدة تتراوح بين 10 أيام إلى شهرين أو غرامة مالية مقدارها 50 ألفا إلى 500 ألف ريـال».
الحجاب وحكم نجاد
بتسلُّم حكومة «أحمدي نجاد» مقاليد السلطة جرى التشديد على «خطة نشر ثقافة الحجاب والعفاف»، وكذلك «شرطة الأخلاق» التي جرى إطلاقها من أجل مواجهة الحجاب غير المناسب في المجتمع الإيراني.
رغم ترديد أحمدي نجاد في شعاراته الإعلانية «شعر الشباب لا يعنينا»، فإن خطة الأمن الأخلاقي في عام 2006 جرت بأمر من رئيس الجمهورية.
وفقا لتشريع المجلس الأعلى لشورى الثورة الثقافية، أصبحت شرطة الإرشاد تنشط في مناطق المدن الإيرانية الكبيرة، وأدى ذلك إلى مواجهات عنيفة وحادة بينهم وبين النساء.
روحانى ضد الحجاب الإلزامى
وبعد فوز «حسن روحانى» المعتدل الذي انتخب رئيسا في يونيو 2013 دعا إلى مزيد من الحريات الثقافية والاجتماعية في الجمهورية الإسلامية، وطلب في أكتوبر 2013 من الشرطة التساهل في هذا الخصوص.
من الممكن اعتبار أهم جملة وشعار انتخاباتي لحسن روحاني في مجال الحجاب هي « إن العفة أمر أكبر من ارتداء الحجاب، سأفعل أمرا يجعل البنات يشعرن بالأمان، لن أدع شرطيا مجهول الاسم والهوية يسأل أحدا عن شيء، بنات المجتمع هن من يحافظن على حجابهن وعفافهن».