تركيا تدعم الإرهاب.. كاتب تركي: أنقرة استضافت أمير «داعش» سرًا في 2008.. أنصار أردوغان تبرعوا له بـ«150 ألف دولار» لإنشاء التنظيم.. تخصيص مستشفيات حكومية لعلاج الإرهابيين
يتكشف للعالم، يومًا بعد يوم، حقائق لم يكن يتوقعها، والمثير أن من يفعلون الكارثة هم من يفضحون أنفسهم ذاتيًا دون تدخل من أحد لتسقط الأقنعة من على أوجه من ادعوا الملائكية والدفاع عن الحريات والديمقراطيات، لتظهر أنيابهم الشيطانية التي لم ينجُ منها أحد.
لم تكن دعوات المسئولين الأتراك بشأن الالتزام بالحريات وحقوق الشعوب بخفية عن أحد، بل إننا نجدهم أول من تعلو أصواتهم بالشجب والإدانة لأي حادث في دولة غربية أو عربية دون أدنى محاولة منهم لأن ينظروا لأنفسهم في البداية، أو يحاولوا التقويم من سياساتهم المعوجة التي تدمر دولًا وشعوبًا بأكملها.
وفي الوقت الذي تندد فيه تركيا بعمليات داعش الإرهابية في سوريا والعراق، تعمل من الباطن لصالح التنظيم، وكشفت معلومات جديدة نشرتها إحدي الصحف التركية، أن أنقرة هي أول من مول زعيم داعش أبو بكر البغدادي، واستضافته لديها قبيل بدء انطلاق جماعته.
تركيا تستضيف زعيم داعش
وكشف كاتب رأي تركي "رأفت بالي"، عن معلومات حصل عليها من مصادر إيرانية تؤكد استضافة تركيا لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" أبو بكر البغدادي، والتبرع له بمبالغ كبيرة من المال عام 2008 قبل تأسيس التنظيم.
وأوضحت صحيفة إدينلك ديلي التركية، أن بالي متخصص في الصحافة الاستقصائية، وأنه استطاع التوصل لهذه المعلومات خلال زيارته لإيران في السادس والعشرين من يونيو الماضي، وأكدت له مصادر غير رسمية بإيران أن تركيا استضافت البغدادي عام 2008 لفترة، وأن أحد رجال الأعمال الأتراك تبرع له بمبلغ 150 ألف دولار.
وقالت المصادر الإيرانية: "إن البغدادي دخل تركيا بصورة قانونية، متنكرًا في شخصية صحفي، ولكن السلطات التركية كانت تعلم بدخوله".
وأكدت أن الشخص الذي تبرع للبغدادي بالأموال رجل مشهور جدا، كما أنه رئيس لإحدي المنظمات الخيرية هناك، ولكن بالي رفض ذكر الاسم لعدم قدرته على التأكد من المعلومة.
وكشفت الصحيفة عن استمرار عمل وحدات حزب العدالة والتنمية التركي السرية بسوريا، لمساعدة داعش، حتى بعد التطورات الأخيرة في الوضع العراقي.
وأكدت الصحيفة أن حزب أردوغان لم يبذل أي خطوات لمنع أو تقييد حرية تحركات التنظيم الإرهابي من خلال الحدود السورية التركية، كما أنها حصلت على معلومات مفادها إعطاء حزب العدالة والتنمية أوامر للضباط المحللين بتوفير كل وسائل الراحة لأتباع داعش حتى بعد اختطافهم لمجموعة من الأتراك أثناء سيطرتهم على الموصل.
وقالت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة: "إن داعش تعبر بكل سهولة بين المحافظات التركية الحدودية مع سوريا"، فيما أوضحت المصادر الأمنية التي تحدثت لديلي، أن داعش تجري الكثير من عملياتها بالمحافظات التركية الحدودية مع سوريا، بينما تكون قوات الأمن التركية على علم بهذه العمليات دون أن تحرك ساكنًا.
وأضافت الصحيفة، أن: مطارات إسطنبول وغازي عنتاب وهاتاي، جميعها تعتبر نقط عبور مهمة للإرهابيين القادمين من الخارج، وأن الدولة كان يمكنها القبض على هؤلاء الإرهابيين إذا أرادت، من خلال الاطلاع على كاميرات الأمن بهذه المطارات.
علاج الإرهابيين بمستشفيات تركيا
وتأكيدًا لما توارد بالصحف التركية ذاتها من أنباء عن دعم تركيا لداعش، استطاعت الصحيفة التركية التحدث لأحد قادة داعش وبعض المسلحين بالتنظيم، بعد وصولهم للعاصمة أنقرة لتلقي العلاج بمستشفيات الحكومة هناك.
وأوضحت الصحيفة أن الشعب التركي أصيب بالصدمة بعد تصريح مسلحي «داعش» الذين وجهوا الشكر لحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا، لتوفيرهم العلاج لهم في مستشفيات العاصمة أنقرة الحكومية، بعد إصابتهم باشتباكات مع الجيش العراقي بالموصل.
وكشفت الصحيفة عن تلقى زعيم إحدى خلايا «داعش» بسوريا، العلاج من مرض مزمن بالكلي بمستشفيات أنقرة الحكومية، والذي أكد بدوره للصحيفة أنه وزملاءه من مسلحي داعش تلقوا كثيرا من الدعم من حكومة حزب العدالة والتنمية التركي منذ بدء الأزمة السورية.
وكشف مقاتلو «داعش» الموجودون بأنقرة، للصحيفة عن عدد كبير من الصور التي اتخذوها خلال الاشتباكات بسوريا، مع بعض الصور لمدينة الموصل عقب سيطرتهم عليها، فيما أوضحت الصحيفة أن تواجد هؤلاء المسلحين القادمين من الموصل بتركيا الآن يثير قلق الكثيرين.
من جانبه، أدلى قائد داعش خلال لقائه بالصحيفة ببعض التصريحات، مفادها نية التنظيم إنشاء إمارة إسلامية من نهر دجلة العراقي إلى الأردن، بالإضافة لفلسطين ولبنان، كما أن الشريعة الإسلامية ستكون القانون الأساسي لهذه الدولة.
وأكدت الصحيفة التركية أن هؤلاء المسلحين دخلوا إلى الحدود التركية تحت رعاية حكومة حزب العدالة والتنمية من أجل تلقى العلاج الطبي، بقيادة أحد المسلحين الذي يدعي "مازن أبو محمد".
وبما أن تركيا لا تعترض أي تحركات للتنظيم داخل أراضيها، دفعهم ذلك إلى استغلال فقر وصعوبة عيش اللاجئين السوريين بجنوب تركيا لتجنيد المئات منهم في حربهم بالعراق.
وكانت مصادر من داخل الإعلام التركي أكدت استخدام داعش لقاعدة إنجرليك العسكرية الأمريكية الموجودة بمنطقة أضنة التركية لإجراء تدريباتهم القتالية.
ووفقًا للمصادر، فإن واشنطن اكتشفت إجراء داعش تدريباتها في الأراضي التركية، وإن إحدي الدول الخليجية تمول هذه التدريبات بمبالغ تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار.
وأكد مسئول عراقي رفيع المستوي، وجود وحدات عسكرية تابعة لداعش بالقرب من قاعدة إنجرليك الأمريكية في تركيا، فيما كان سيزجين تانريكولو، النائب التركي بحزب الشعب الجمهوري، كشف الأسبوع الماضي عن تورط أربعة من ضباط المخابرات التركية في تدريب مسلحين تابعين لداعش لتنفيذ عملياتها بالعراق.
وأوضحت الصحيفة التركية أن الأربعة ضباط التابعين للمخابرات التركية المتورطين بتدريب مقاتلي داعش، تم احتجازهم من قبل الجنود العراقيين والذين أدلوا لهم بهذه الاعترافات بعد القبض عليهم.