رئيس التحرير
عصام كامل

8 آلاف مدرس بالأزهر مهددون بالفصل بسبب عملهم بالخارج.. المعلمون يحجزون درجات وظيفية في 5348 معهدا.. المؤسسة تطالبهم بالعودة وترك فرصة السفر لزملائهم والمدرسون يرفضون

صوره تعبيريه
صوره تعبيريه

منذ أن تأسس الأزهر الشريف قبل أكثر من ألف عام، وأخذ على عاتقه مهمة نشر الدين الوسطي، بجميع أنحاء العالم، من خلال أبنائه الذين يصولون ويجولون في الدول العربية والأجنبية، لنشر تعاليم الإٍسلام السمحة، والتعريف بما جاء به الإسلام الحنيف، حتى أصبح العالم كله يقدر مكانة الأزهر وأبنائه.

"اختلاف الهدف"
إلا أن الوضع في هذه الأيام اختلف -كثيرا- عما سبق، فأبناء الأزهر، العاملون بالخارج، أصبحوا ينظرون للأمر من ناحية أخرى، وهي جني الأموال الطائلة، متجاهلين الهدف الأسمى الذين خرجوا من أجله، وهو نشر الدين بطريقة صحيحة بعيدة عن التشدد والغلو، وتحول الأمر إلى مجرد جمع أموال.

ويبلغ عدد المدرسين المعينين بالمعاهد الأزهرية، الحاصلين على إجازات دون أجر، والعاملين بالخارج ما يقرب من 8 آلاف مدرس ومدرسة، موزعين على 5348 معهدا بجميع محافظات الجمهورية، بتخصصات مختلفة، تعاني معظم تلك المعاهد من وجودها، مثل اللغة العربية والإنجليزية والرياضيات والحاسب الآلي.

وسافر المدرسون للعمل بالخارج، منذ ما يقرب من ستة أعوام، ويتم تجديد إجازاتهم كل أربع سنوات، من قبل إدارة الإجازات بالأزهر الشريف، بناء على رغباتهم، ليعودوا وقت ما يشاؤون لمعاهدهم في أي وقت، إذا حدثت لهم أي مشاكل بعملهم بالخارج، مع الاحتفاظ بكافة الدرجات الوظيفية التي كانوا عليها قبل سفرهم، تاركين خلفهم 6800 مدرس ومدرسة من المؤقتين العاملين بالأزهر، أو ما يطلق عليهم "مدرسو الحصة"، الذين يعانون أشد المعاناة، لعدم تعيينهم أسوة بزملائهم العاملين في الخارج، على الرغم من أن عبء التدريس كله يقع على عاتقهم، بعد أن ترك المعينون المهمة لهم، ليتقاضوا مرتبات لا توفر لهم حياة كريمة.

"معاناة مدرسي الحصة"
وقال أحمد عبد الموجود، أحد مدرسي الحصة بمنطقة شمال القاهرة الأزهرية: إن الأجور الشهرية الخاصة بهم لا تتعدى 260 جنيها، على الرغم من أن نصيب المدرس من الحصص يوميا يتعدى ثلاث حصص، ومعظمهم من المتزوجين، ويضطرون للدروس الخصوصية، للتغلب على متاعب الحياة.

وأوضح عبد الموجود، في تصريح لـ"فيتو"، أنهم قدموا شكاوى أكثر من مرة للمسئولين في الأزهر، وهددوا بالإضراب عن العمل، وتنظيم وقفات احتجاجية، لإجبار مسئولي الأزهر على تعيينهم، إلا أن الرد يأتي بضرورة موافقة وزارة المالية، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.

وتابع: "إن وفدا منهم يعقد اجتماعات دائمة مع الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، لحل مشاكلهم، إلا أنه -حتى الآن- لم يتم الاستجابة لهم، بحجة عدم توافر درجات بوزارة المالية".

"العودة لمصر مرفوضة"
من جانبه، شن أحمد صبحي، مدرس اللغة الإنجليزية، بمعهد طلعت الأزهري بمدينة نصر، أحد العاملين بالمملكة العربية السعودية، هجوما حادا على من يطالبون بعودتهم لمصر، مؤكدا أن من يطالب بذلك لديه ضيق في الأفق، حيث إنه يرى من خلال تواجده خارج مصر، أرباحا بالعملة الصعبة تدخل خزينة الدولة كل عام.

وأضاف صبحي، في اتصال هاتفي بـ"فيتو" من السعودية، أنهم لا علاقة لهم بمدرسي الحصة، ولا صحة لما يرددونه عن أنهم يأخذون أماكنهم، لافتا إلى أنه لا توجد لهم درجات بوزارة المالية، بغض النظر عن تواجد مدرسين بالخارج أم لا، موضحا أنه إذا عاد جميع مدرسي الأزهر العاملون بالخارج، فلن يجد المدرسون المؤقتون أي حصص لتدريسها.

وأكد صبحي، أن جميع مدرسي الأزهر العاملين بالخارج، تقدموا بشكاوى للسفارات التي يعملون بها، ضد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، بعد أن هددهم بالفصل، في حالة عدم عودتهم لمعاهدهم لأنهم في حاجة إليهم، مهددين بالاعتصام أمام السفارات إذا أقدم وكيل الأزهر على فصلهم.

"فصل رافضي العودة"
من جانبه، أصدر الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، أوامره لجميع مدرسي الأزهر العاملين بالخارج، ممن مضى عليهم أربع سنوات، ومتخصصون في مواد اللغة العربية والإنجليزية، والحاسب الآلي، والرياضيات، بضرورة العودة -سريعا- إلى معاهدهم لأنها في حاجة إليهم وتعاني من عجز شديد.

وقال شومان، في تصريح لـ"فيتو": إنه لن يتوانى لحظة في فصل أي مدرس، مر عليه أربع سنوات في الخارج، ومعهده في حاجة إليه، ولم يعد لمصر.

فيما أكد مصدر مطلع بإدارة الإجازات بقطاع المعاهد الأزهرية، أن الأزهر يعتزم وضع حد أقصى للمدرسين العاملين بالخارج وهو ثماني سنوات، لإتاحة الفرصة لزملائهم للسفر للخارج.

وأضاف المصدر، في تصريح لـ"فيتو"، أن الأزهر أقدم على ذلك بعد أن تلقى شكاوى كثيرة من المدرسين، بسبب تهديد وكيل الأزهر لهم.
الجريدة الرسمية