جهادي سابق يكشف لـ"فيتو" بالأسماء: هؤلاء قيادات "داعش" في مصر
- عمليات التنظيم في مصر تقترب من نهاية المرحلة الثانية
- داعش تنظر لمصر على أنها الجائزة لاستكمال الحزام الجهادى العالمى
- خطة داعش لتحقيق حلمها بضم مصر هى نفس خطتها بالعراق وسوريا
- هذه أوجه الخلاف بين الدولة الإسلامية في العراق والقاعدة
- "البتار" هم أتباع داعش في ليبيا وينتشرون ويتوغلون في صمت
- داعش موجودة في جميع محافظات مصر باستثناء ثلاث
- عمليات التدريب تتم في المحافظات القريبة من الجبال بالصحراء الشرقية
- أبو بكر البغدادى الخليفة المنتظر للدولة الإسلامية
- التنظيم موجود في مصر من أيام المعزول وينتشر في المحافظات الجبلية
- الاضطهاد الطائفى من حكومة المالكى وراء ظهور التنظيم في العراق
- المعزول مرسي كان يبارك نشاط التنظيم وفتح له سيناء
- الزرقاوى هو المؤسس الحقيقى للدولة الإسلامية في العراق وإن لم يصرح
- تكليف الشباب بعمليات بسيطة مثل حرق سيارات أو زرع قنبلة بدائية
رغم صغر سنه، إلا أن البعض أطلق عليه الجهادى الصغير بعد أن قاد أول مظاهرة ليلية لجماعة الجهاد في شبرا ولم يتجاوز وقتها الرابعة عشرة من العمر ثم قبض عليه ليمضى أحلى سنوات عمره خلف الأسوار، حتى قام بالدعوة بين عناصر الجهاد للمراجعات الفقهية للتراجع عن ممارسة العنف والإرهاب واستكمل هذا الطريق عقب الخروج من السجن من خلال تأسيس الجبهة الوسطية للتصدى للعنف والإرهاب وفى سبيل ذلك قام برحلات إلى منطقة سيناء ورفح وشرم الشيخ للالتقاء بالعديد من جماعات العنف والتحاور معهم بالحجة والشرع.
الشيخ صبرة القاسمى الجهادى السابق ومؤسس الجبهة الوسطية لنبذ العنف والإرهاب كشف لـ "فيتو" العديد عما تمارسه جماعة داغش والأسرار الخفية عن هذا التنظيم الإرهابى الذي يستخدم الدين كستار لأهدافه.
وأكد القاسمى أن ما يحدث في العراق من عنف طائفى من جانب حكومة المالكى وفساد وتنكيل بالسنة كان وراء ظهور جماعة داعش التي نجحت في اختراق سوريا والعراق وليبيا وتخطط لمصر لأنها عنق الحزام الجهادى العالمى لإقامة الدولة الإسلامية.
وقال إن تنظيم داعش موجود في مصر منذ فترة طويلة من أيام المعزول مرسي ومباركته ويتخذ من محافظات الصعيد خاصة المناطق الجبلية مكانا له بعد الضربات الأمنية لأوكار الإرهاب في سيناء فضلا عن أن التنظيم يتبع مراحل أربعا في تكوينه وصولا لحلم الدولة الإسلامية.
وأضاف القاسمى أن هناك أعوانا لداعش في مصر يأتى على رأسهم أبو السعد المهاجر وأبو المنذر الشنقيطى ويقومان بالتجنيد والتهيئة.
وقال القاسمى إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بتمويل داعش عن طريق غض البصر عن عملياتها للاستيلاء على السلاح لتمهد لعودتها مرة أخرى للمنطقة.
والكثير من الأسرار التي كشف عنها في هذا الحوار:
**في البداية ما رؤيتك لما يحدث بالعراق على أيدي داعش؟
*ما يحدث في العراق هو أمر طبيعى نتيجة ما يقوم به النظام العراقى وحكومة المالكى من أعمال طائفية حيث استباح حرمة الأغلبية السنية من الشعب العراقى فنكل بالمعارضين وقتل كل صور التعبير لدى المواطنين ولم يترك لهم إلا حضن جماعات التطرف والعنف مثل داعش بعد أن أصيب المواطن باليأس والإحباط لفشله في توفير احتياجاته وبالتالى كان لزاما على أهل السنة السعى للتحرر من النظام الشيعى الطائفى الذي تمارسة حكومة المالكى ولما كان الحراك السلمى لا يؤدى لنتائج مع نظام قمعى توجه الشباب لحمل السلاح والانضمام خلف داعش الدموية، وهنا يجب أن نقف وقفة لنعرف أن الغباء السياسي لحكومة المالكى حول الرفض لها إلى وحش كاسر من خلال العناصر التي انضمت إلى داعش والتي لا تريد الوقوف عند حدود العراق وإنما إلى حلم الدولة الإسلامية وسيجنى العالم حصاد وقوفه صامتا على ما تمارسه داعش من جرائم وأعتقد أن أخطر ما قد يحدث هو سقوط بغداد لأنها عاصمة الخلافة بما ترمز له في فكر هذه الجماعات وعليه تحرير كل ولايات الخلافة والسعى لنصرة المسلمين أينما كانوا وهنا تتمثل الخطورة على الأقطار العربية والإسلامية بما فيها الأزهر والسعودية.
*وكيف ترى الوضع في ليبيا وهل تنظيم داعش ما زال متواجدا هناك؟
بالطبع داعش موجود في ليبيا وبقوة ولا يستطيع أحد إنكار وجود "البتار" ذلك الفصيل المسلح الذي يعمل في صمت والذي ينتشر ويتوغل في الأراضي الليبية ويستمد قوته من أبناء العشائر والقبائل الليبية وبعض المناصرين من البلدان العربية والأفريقية وإن كان الوضع يختلف عن العراق، فلا وجود للطائفية في ليبيا وإنما هناك صراع إرادات ما بين ما تريده هذه الجماعات وبين ما يريده الطرف الآخر، وأعتقد أن الصراعات تأخذ وقتا طويلا.
*وكيف تفسر لنا إعلانكم عن وجود تنظيم داعش في مصر قبل الكشف عن أنصاره بالشرقية؟
هذا الكلام صحيح فقد كشفت عن وجود مجموعات لداعش في مصر من خلال المعلومات التي توصلت إليها عن طريق بعض عناصر التيارات الإسلامية المتعاونة مع داعش في العراق والشام، ومنذ فترة حكم المعزول مرسي الذي كان يبارك هذا النشاط ووقتها كانت سيناء مفتوحة الأمر الذي سهل دخولهم لمصر.
*وما طبيعة هذا التواجد ونشاطه الحالى؟
تنظيم داعش يدرك أن إعلانه عن وجوده بشكل كامل عليه المرور بأربع مراحل تتوج بإعلان مصر إمارة ويتحول داعش إلى (داعشم) وتكون الدولة الإسلامية في العراق والشام ومصر وهم الآن اقتربوا من نهاية المرحلة الثانية لتدخل البلاد للمرحلة الثالثة وهى الأخطر والأعنف
*وماذا تقصد بالأخطر والأعنف وهل داعش جزء من القاعدة؟
لابد أن نعود إلى سرد تاريخى لمراحل وجود داعش ووجود اختلاف بينها وبين القاعدة، فالقاعدة لم تؤسس إمارات إسلامية والخلافة بالنسبة لها مشروع وحلم، لكنه لم يصل إلى حقيقة على أرض الواقع بل إنها عاشت على أكناف مشروع إسلامى بعيد عنها وهو دولة طالبان ورئيسها الملا عمر الذي كان بن لادن يطلق عليه أمير المومنين، وعلى العكس نرى الدولة الإسلامية بالعراق التي تمددت لتكون الدولة الإسلامية في الشام والعراق وتسعى لضم مصر لتكون (داعشم) فمنذ نشأته وهو يسعى لتحقيق حلم الخلافة على أرض الواقع عبر تحويل الدول إلى إمارات والسيطرة عليها بشكل كامل كما حدث بالعراق والشام ويسعى لحدوثه في مصر.
ويعد أبو مصعب الزرقاوى الأردنى هو المؤسس الحقيقى للدولة الإسلامية في العراق وإن لم يصرح بذلك وكان يعرف على أنه زعيم القاعدة بالعراق وبلاد الرفدين إلا أن الخلافات كانت قائمة بينه وبين الدكتور أيمن الظواهرى زعيم القاعدة الحالى وعقب مقتل الزرقاوى في 7يونيو 2006 بدأ الوجود الفعلى للدولة الإسلامية على يد "أبو عمر البغدادى" الذي تولى المسئولية خلفا للزرقاوى ولقي حتفه بغارة أمريكية في أبريل 2010 ليتولى أبو بكر البغدادى الزعيم الحالى لداعش وأمير المؤمنين المنتظر كما يطلقون عليه، وهذا السرد التاريخى يكشف لغز داعش وظهورها في مصر، ولأن ظهور داعش مر بأربع مراحل وهى نفسها المراحل التي حدثت في سوريا والعراق وليبيا أما مصر فهى بالنسبة للبغدادى هي أهم المراحل لأنه عن طريقها يكتمل الحزام الجهادى العالمى لداعش والذي يبدأ من أفغانستان وباكستان وبنجلاديش والعراق وسوريا وشبه الجزيرة العربية ومصر والصومال ومالى ونيجيريا وأفريقيا الوسطى وليبيا والمغرب العربى ومصر ذات أهمية لأنها منتصف العالم العربى والإسلامى وهى قلب الخريطة الجهادية.
*وما خطة داعش لتحقيق حلمها بضم مصر؟
هي نفس خطتها بالعراق وسوريا والتي تبدأ بمرحلة نشر آليات فكرية وخطاب جهادى قوى لا يهادن يستغل فيه ثغرات الخطاب الدينى الجهادى في التيارات الإسلامية الأخرى المنافسة إلى جانب المساجد ومواقع التواصل الاجتماعى وبعد ذلك يأتى دور إنشاء التنظيم عبر تجنيد الشباب فعليا وهى مرحلة بالغة الخطورة ولا يكون التجنيد باسم داعش بل بمسميات أخرى تابعة للتنظيم وهى المرحلة التي قاربت على الانتهاء حتى أن كثيرين من أنصار داعش في مصر لا يعرفون انهم من أعضاء داعش وتنقسم تلك المرحلة إلى التجنيد والانتقاء والتهيئة ثم تأتى المرحلة الثالثة وهى الأخطر وتشمل في نصفها الأول عمليات كبرى ضد وحدات عسكرية وشرطية لإنهاك الأمن وإظهاره بمظهر العاجز والنصف الآخر ضرب البنية التحتية مثل الكهرباء والمياه والاتصالات وبعد السيطرة على المناطق التي دمرت البنية التحتية لها وإداراتها وتطبيق الشرع بها تعلن رسميا وجودها كدولة إسلامية وولاية في دولة الخلافة.
*تقول إن هذه الخطوات تطبق في مصر الآن ونحن في نهاية المرحلة الثانية، كيف ذلك؟
فعلا لأن المرحلة الأولى كانت الانتشار الفكرى والثانية الانتشار التنظيمى والتجنيد ولها ثلاث مراحل، الأولى التجنيد وهو اختيار شباب جاهز وقريب من الفكر الجهادى ولا يعلمون أنهم أعضاء في داعش ويأتى الانتقاء عبر تكليفهم بعمليات بسيطة مثل حرق سيارات أو زرع قنبلة بدائية وهو ما يحدث عبر مجهولى المولوتوف ويكون ذلك توريطا للشباب بحيث لا يستطيعون الرجوع بعد تورطهم بالفعل وانتقاء من يصلح منهم للعمل الجهادى وتصعيده للمرحلة الأعلى دون أن يدرى الشباب أنهم ينضمون لداعش كما حدث مع جبهة النصرة التي أرسلها البغدادى للشام وعملت عاما كاملا قبل انقلاب أميرها "أبو محمد الجولانى" ويأتى الجزء الأخير في المرحلة الثانية وهو التهيئة بتدريب من اختاروهم من مرحلة الانتقاء وتهيئتهم للحرب بجميع أنواع الأسلحة وأخطرها ليعلموا أنهم جند الدولة الإسلامية.
*وأين مصر من هذا وما أماكن التدريب في مصر؟
تنظيم داعش موجود في جميع محافظات مصر باستثناء اثنين أو ثلاثة وهو وجود فكرى، أما الوجود الفعلى ففى صعيد مصر وفى الأماكن التي تنشط بها عمليات الجيش والشرطة حتى وإن كانت صغيرة، أما عن أماكن التدريب والتهيئة بشقها العسكري والفقهى فتتم في معسكرات تدريبية بصعيد مصر خاصة المحافظات القريبة من الجبال بالصحراء الشرقية بعد أن طهر الجيش سيناء وعلى الحدود الليبية والسودانية حتى لا يتم اكتشافها.
*ومن أشهر قيادات داغش في مصر حاليا؟
يعد أبو السعد المهاجر أو أبو أسعد كما ينادونه وهو الذي يقوم بتحريك المجموعات في مصر وله علاقات واسعة بسيناء مع التنظيمات الأخرى وكذلك أبو المنذر الشنقيطى الذي ارتبط بعلاقات وطيدة بـ"أبو بكر المصرى" قبل فصله من داعش وسيسافر أبو المنذر ليحل محله في حلب وهم الذين يقومون بمرحلة التجنيد والتهيئة للشباب المصرى.
*ومن أين يأتى التمويل المالى لداعش؟
الولايات المتحدة الأمريكية تقدم الدعم لجماعة داعش بغض البصر عن جرائمها في العراق وغيرها لكى تستولى على السلاح وتقسم المنطقة وتعود أمريكا للقضاء عليها وإعادة ترسيم المنطقة وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد.