رئيس التحرير
عصام كامل

خنق غزة!

فجر اليوم وضح ما يضمره نتنياهو وحكومته لغزة وأهلها، ويسعى حثيثا لتحقيقه من عملية اقتحام رفح الفلسطينية والتي بدأت بالمنطقة الشرقية لها.. فهذه العملية لم تستهدف تدمير البنية التحتية لحماس واصطياد قادتها الميدانيين، وتصفية الكتائب العسكرية الأربع التي يقول إنها متبقية من القوة المسلحة لحماس.. إنما كان الهدف الميداني الأول لعملية رفح السيطرة على معبر رفح في الجانب الفلسطيني وإغلاقه.. 

وبذلك صارت كل المعابر البرية للقطاع تحت سيطرة إسرائيل، وكلها مغلقة الآن بعد إغلاق معبر كرم أبو سالم قبل يومين.. وهذا يوضح بجلاء أن حكومة نتنياهو تسعى لتحقيق هدفها بتصفية أهل غرة، بالخنق الآن.

 
وكأن حكومة نتنياهو تحقق لشارون حلمه القديم وهو أن يستيقظ يوما ليجد البحر وقد ابتلع قطاع غزة بمن عليه ويعيش فيه من الفلسطينيين! ولكن لصعوبة تنفيذ حلم شارون حرفيا وهو إغراق قطاع غزة  في البحر قرر نتنياهو التخلص من أهل غزة بالتهجير القسري أو الموت على أرضها لافتقاد الغذاء والماء والدواء.. وهذا ما يمكن  فهمه من  سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح من الجانب الفلسطيني وإغلاقه لأجل غير مسمى.

 
ولسنا وحدنا الذين فهمنا ذلك مما قامت به القوات الإسرائيلية فجر اليوم.. الأمين العام للأمم المتحدة  فهم ذلك أيضا وحذر إسرائيل منه، وقال إنه أمر ينذر بكارثة إنسانية كبيرة، وطالب حكومة نتنياهو بفتح معبر رفح فورا لمنع حدوث هذه الكارثة الإنسانية.

 


إذن ليست عملية رفح تستهدف فقط إجهاض هدنة إنسانية طويلة الأمد كان الاستعداد جاريا للتوقيع عليها، وإنما الأمر يتجاوز ذلك ويرتبط بالهدف الإسرائيلي من حرب غزة وهو تصفية أهل غزة، بالإبادة تارة، والتهجير القسري تارة أخرى، والتجويع والخنق تارة ثالثة.

الجريدة الرسمية
عاجل