رئيس التحرير
عصام كامل

باباراتزى جنازات النجوم

في خضم الجدل حول تصوير الجنازات ودهس خصوصيات العائلات وانتهاك حرمة الموتي، ظهر فيديو للمطرب عمرو دياب يعنف بعض المتطفلين الذين كانوا يلاحقونه حتى باب الحمام، وتزامن ذلك مع سفالات بعض مدعي الصحافة عند قبر الراحلة شيرين سيف النصر، وهي مشاهد متكررة بسخف منذ زمن، وازدادت مع طوفان الكيانات الوهمية الإعلامية، وعمليات البث المباشر بالتليفونات وآلاف البلوجراز، وسامح الله من أطلق عليهم صحافة المواطن.

 

والحمد للهً أن انفجرت أحداث جنازة الراحل صلاح السعدني لوضع حد لهذا الخلط المفضوح بين الصحفي والإعلامي ومدعي الإعلام، إذن المشكلة هنا في الخلط المغلوط بين المهنيين ومنتحلي صفات الصحفيين، خاصة وأنه لم يتم ضبط أي مصور صحفي محترف بارتكاب سخافات صحافة وصحفيين العشوائيات. 

 

وسامح الله أيضا من سمح لكل من هب ودب بشراء وقت في القنوات الفضائية ليصبح إعلاميا، بدون امتلاكهم الحد الأدنى للمهنة، ثم أنه من المعلوم للكافة أن تلك الممارسات يقوم بها ما يسمون الباباراتزي وهي مهنة خاصة غير الصحافة.  

الحل عند المجلس الأعلى للإعلام

هو مصور يقوم بتصوير الناس خلسة في  حياتهم العادية، ويبيع الصور للصحف الشعبية أو الصفراء، وقد يصل ثمن بعض هذه الصور إلى آلاف الدولارات، وكانت فلاشات عدساتهم المبهرة سببا في مقتل الأميرة ديانا، وربما أكثر من يعرف ذلك هم النجوم، لذا كان غريبا هذا البيان العصبي من نقابة المهن التمثيلية.. 

 

وهو بيان ينقصه حسن الصياغة واللياقة، وهو يمنع الصحافة والإعلام من حضور عزاء الراحل صلاح السعدني، ذلك أن النقابة لم تفرق بين الكيانات الوهمية وبين رجال الصحافة النقابيين، فالحاصل الآن هو الإساءة للصحفيين أمام الشعب كله، وإهانتهم.. 

 

وهذا الوضع برمته يستدعي دراسة معمقة من نقابة الصحفيين لمحاصرة ما يحدث في زمن الترند، ومع انتشار وتعدد الصحف والقنوات والمواقع الإلكترونية والكيانات الوهمية التي تقتحم خصوصيات الناس للحصول على تصريح من أهل الفنان الراحل أو زملائه في لحظات شديدة الخصوصية وبغير رغبة منهم، وهذا ابتذال لمعنى الصحافة.

 

وكان منطقيا أن يجتمع ممثلين عن النقابتين لوضع النقاط فوق الحروف، ولإبراء ذمة المهنة والصحافة من هذا الخلط، علما بأن حل المشكلة بيد المجلس الأعلى للإعلام الذى يملك فرض عقوبات على المواقع المخالفة، ووضع ضوابط ممارسة التغطية والمتابعة لأي حدث من هذا النوع، لتحمي حرمة الحياة الشخصية للمواطنين، وتحفظ كرامة وهيبة الصحفيين.

 

 

علما بأن تغطية الجنازات عمل صحفي يوثق حدث يهم الجمهور، ويؤرشف لحظات قد تكون لها أهميتها مستقبلا. ولم يكن هذا النوع من التصوير مثير للجدل في وقت من الاوقات، فصور جنازات العظماء النحاس والشعراوي عبد الناصر وأم كلثوم وعبد الحليم وعبد الوهاب تؤرّخ جماهيريتهم وشعبيتهم.. من فضلكم إحفظوا ما بقي للمهنة من كرامة.

الجريدة الرسمية