رئيس التحرير
عصام كامل

الكل مذيع.. والكل ناقد رياضي!

إعلامنا الرياضي يعاني سيولة وعشوائية مفرطة، فكل لاعب كرة مشهور يمكنه أن يصبح بعد الاعتزال إعلاميًا رياضيًا وصاحب برنامج وربما قناة، أو يصبح ناقدًا رياضيًا يطلق الأحكام كما يشاء دون دراسة ولا تأهيل علمي؛ فيرفع قدر هذا ويحط من شأن ذاك انطلاقًا من هواه أو من انتمائه لهذا النادي أو ذاك..

 

وليست تلك حالات فردية بل أكاد أجزم بأنها ظاهرة سلبية لم يفلت 99% ممن يتصدرون المشهد الإعلامي بوصفهم خبراء أو نقادًا رياضيين! وهنا يثور سؤال: على أساس يتم اعتماد النقاد الرياضيين في مصر؟!

 

هل ثمة شروط أو معايير معتبرة وضعتها نقابتا الصحفيين أو الإعلاميين لاعتماد الإعلامي أو الناقد الرياضي قبل الظهور على القنوات؟! هل تمنح رخصة للممارسة المهنية وفق مقومات أو شهادات علمية تفرض على كل من يرغب في الظهور على الشاشات والإذاعات؛ إعلاميًا كان أو ناقدًا، اجتيازها في كليات التربية الرياضية حتى تضمن التأهيل المهنى والنفسى المناسب لهؤلاء النقاد أوالإعلاميين؟! 

 

الذين تسبب بعضهم للأسف بقصد أو دون قصد في إشعال التعصب الرياضي لدى الجماهير المتعصبة لأنديتها وتفويت الفرصة على وجود نظام احترافي يليق بالأندية والرياضة المصرية!

الناقد والمذيع الرياضي


ويبدو طبيعيًا في سياق عشوائي كهذا أن يخرج علينا كل ليلة لاعب مذيع ليستضيف لاعبًا آخر ناقدًا ويطلق له العنان في مدح أو قدح من يشاء من اللاعبين أو المدربين أو الحكام.. وقلمًا تجد ناقدًا رياضيًا نزيهًا ومحترفًا يملك أدوات التقييم الموضوعي ويفهم أصول النقد الاحترافي المشفوع بالأدلة والبراهين وقواعد اللعبة على أصولها مثلما يفعل مثلًا حسن المستكاوي -الصحفي القدير بالأهرام- نجل الناقد الرياضي العظيم نجيب المستكاوي.. 

 

وما أدراك ما نجيب المستكاوي الذي أمتع الجمهور بتقييمه الجاد والواعي لكل لاعب داخل المستطيل الأخضر؛ وقد كان حاذقًا لمهنته حتى أنه كان يمنح كل لاعب درجات معينة تعكس أداءه ومهاراته وما صنعه لفريقه!


تاريخيًا.. عرف الوسط الرياضي عددًا ممن يستحقون لقب الناقد الرياضي، ومنهم على سبيل المثال الراحل القدير ناصف سليم، وماهر فهمي وعبد المجيد نعمان وغيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة باستحضار أسمائهم، وقد كانوا نجومًا وأساتذة في النقد الرياضي الذي يؤسس لمدارس فنية تضع كل لاعب وكل ناد في مكانه المستحق!

    


وفي النهاية أرجو لو تسارع نقابتا الإعلاميين والصحفيين بوضح لائحة لإجازة النقاد والإعلاميين الرياضيين، وفق برامج علمية وفنية تضمن تأهيلًا مناسبا لكل من يمسك قلمًا أو ميكروفونًا ليخرج على الناس بوصفه ناقدًا أو إعلاميًا يصول ويجول في الشأن الرياضي، ذلك إن أردنا إصلاحًا لحال الكرة يقوم على نظام احترافي كما في كل الدنيا.. فإصلاح الإعلام هو البداية الحقيقية لأي إصلاح!

الجريدة الرسمية